من موظف في الأرشيف إلى مدير

مع قهوة المسسسساء حياكم الله مع سيرة موظف نحن بحاجه ﻷمثاله في هذا الزمن

عندما تتاح لك ألفرصه الثمينة ويصاحبها الضمير الحي والأمانه ويقدر لك مديرك عملك ويكتب الله التوفيق وتعطي الكرسي والوظيفه والمراجع حقوقها بإمانه بعيدا عن الفساد الإداري فإن الله اولآ
يرى عملك وإخلاصك


يقول صاحبنا حرصت أن أحصل على عمل بعيدا عن المشاحنات وتنافس المناصب كنت ابحث عن عمل يتناسب مع قدراتي الوظيفية وفضلت أن العمل في الأرشيف وإن كان شاق وبعيدا عن علاقات الجماهير والهوامير لكنه مرجع ثقافة بالنسبة لي لإن الأرشيف وعاء لحفظ جميع المعاملات ومنه تستفيد علم وخبره

ولم يكن طموحي يتعدى ذلك العمل إلي المناصب فهي هم مهما كانت مكانتها ووجاهتها إذا لم تحسن إدارتها بكل أمانه وإخلاص وضمير وعدالة فإنها (تنعكس عليك سلباً وتفقد كل شئ جميل في حياتك وتتهم بالفساد الإداري)

يقول عاصرة كثيرا من المُدراء لم أحظى حتى بخطاب شكر لما قمت به من تنظيم للأرشيف وغيري مقصر في عمله وكثير الغياب ويحظى بكل ميزة (لأنهم في الهوى سوى) يقول وكان لتقرير قدرات الموظف السنوي شأن كبير في ألترقيه يُمنح علاوة سنوية إضافية وكذلك راتب شهرين إذا تساوى الموظفين في أدائهم الوظيفي واحد يأخذ العلاوة السنويه الإضافيه فهي تزيد في راتبه وتفيده عند التقاعد
وكنت أطمح أن أخذ العلاوة الإضافية

ولكن طموحي تبخر دون ذلك بسبب المحسوبية ونصيبي الراتبين وكان راتبي يا دوب يكفيني وأسرتي والعلف الذي أقدمه لحماري وسيلة نقلي للعمل
ومع تقدم الزمن والتطور رأيت مديري والمقربين منه لديهم وسائل نقل حديثه سيارة وبيوت فاره وظهرت عليهم النعمة فجئه أما أنا بقيت على حماري وأرشيفي واحمد الله على ذلك


وكان التفتيش في ذلك الوقت صارم بالرغم من عدم توفر وسائل النقل السريعة ولا حتى طرق معبده يتنقل مفتش الوزارة من مدينه إلى مدينه حتى يصل الإدارة المكلف بالتفتيش عن سير العمل فيها وكان ما يكلف بالتفتيش إلا موظف مخضرم عاصر العمل وتنقل في أقسامه وفي الغالب لا يحمل مؤهل عالي ولكن يحمل عقل نير وكفاءة في العمل

فجئه وصل مقر عملنا ولم يجد في العمل إلا أنا رد عليه السلام ولم ارفع رأسي رديت السلام بمثله لكوني منشغل بترتيب أوراق مهمة وتعاميم
سألني إين المدير والموظفين قلت له أسألني إذا لك معامله من سنين تبحث عنها وأجيبك

قال لا أنا المفتش فلان من الوزارة الفلاني لم يخيفني هذا المسمى لأنني لااخشى إلا الله وحده وفي ذلك الوقت نسمع عن المفتشين ودقة عملهم وأن تقريرهم نافذ ويتمنى المدير أو الموظف القرب منهم وقلت له حياك الله أراك مُجهد أنتظر في الزاوية وافتح لك النافذة لتأخذ قسطاً من الراحة ولم اعره إهتمام وهوا يناظرني بطرف العين مضى ثلث وقت الدوام ولم يداوم أحد في ذلك اليوم فالمدير وحاشيته كانوا في رحله بريه والإدارة غصت بالمراجعين ووصلوا الإداره متأخرين سمعت حركة أقدامهم وأصواتهم وقلت للمفتش أعتقد أن المدير وصل
توفرت معي قرشين استبدلت الحمار بسياره صغيرة مستعمله لا استعملها إلا وقت العمل او الحاجه

في الارشيف لا ونيس ولا جليس حتى من زملاء العمل


المفاجئه الغير متوقعه
في يوم من الايام الفراش الذي كان لايعيرني انتباه ولا يقدم لي الشاي أول المنافقين زارني في غرفة الارشيف حاملا القهوة المبهرة بالهيل ويقدم لي فنجال القهوة وسم طال الله عمرك قلت له اخي انت في غرفة اﻷرشيف وعمرك لم تقدم لي شىء

بعده غصت غرفتي بالمنافقين قلت لهم خير قالوا صدر قرار بتكليفك مديرا قلت لهم وفلان قالوا لي أصحابه خله يطس هذا مفسد تعجبت لهذا الزمن

كشششششف المستور
ما ان جلست على الكرسي الا ودورته شمال ويمين وانا اقول كم واحد جلس على هذا الكرسي قبلي ورحل الهوامير والمنافقين في مكتبي وهم يحملون الهدايا

مسؤول المشاريع وكذلك الماليه اجتمعوا معي وقدموا لي مشاريع بدراسة تصب في مصلحتهم مشروع المليون
دراسته خمسه مليون وانت طالع حاولت أن استقطب بعض من لهم خبره وإمانه وضمير في الدراسات ﻷن مال بيت المسلمين امانه عندي كمسؤول واستعجب من هذه الدراسات وعمل دراسة جدوى معقوله
قلت لهم كيف هذا يحصل قالوا
(المشاريع كلها للمسؤول الكبير وحاشيته)وبإماكنك تأخذ نصيبك
قال فورا قدمت إستقالتي من العمل حتى لا اتهم بالفساد وهدر بيت مال المسلمين وخرجت من العمل فقير الحال وفي صحه وعافيه وشرف ورفعت رأس واغناني الله بالمال الحلال والذرية الصالحة

بارك الله في أمثال هذا الموظف مع تحيات

الناشري محمد احمد
العبد الفقير إلى الله