ماذا بعد ياعرب

الواقع العربي المر مقال يستحق التفكر

ماذا لو اختفى العرب جميعاً؟ ماذا لو أفاق العالم فجأة واكتشف أن العرب غير موجودين؟ بالتأكيد لن يخشى من خسارة أي شيء، فلن ينقطع الإنترنت ولن تتوقف الأقمار الصناعية ولا مصانع السيارات وقطع غيارها، ولن تتوقف أسواق البورصة، ولن يفتقد أي مواطن في العالم أي نوع من الدواء ولا المعدات الطبية وأجهزة الأشعة وغرف العمليات، ولا حتى السلاح الذي يعتبر من اكثر استخدامات العرب ، حيث لم يقدمون للعالم أي خدمة سوى الكلام وصور القتل في الصحف ونشرات الأخبار.
ولو سال احد الاخر اين العرب لرد الاخر هل تتحدث عن من يقتلون بعضهم ليل نهار ويسقطون ما يحدث لهم على الاخرين وليس لديهم
إلا التغني بالماضي الذي لم يساهمون في انجازه؟
واذا كان أحد يعتقد أن هناك مبالغة في رسم الصورة فليقف على مسافة في أية عاصمة خارج الوطن، وليراقب خيط الدم من ليبيا حتى العراق مروراً بمصر وسورية واليمن وما بينها من أمة نصفها يسبح على بطنه من شدة الجوع ونصفها الآخر يسبح على كرشه من شدة الشبع، وكلهم عالة على البشرية.
لن يتوقف أي شيء في الحياة بعدم وجودهم . فليس لهم أي دور في الإنتاج الحضاري ولا المعرفي ولا الصناعي ولا الإنتاج المادي ولا الاكتشافات أو الاختراعات في العصر الحديث، فقط يتناولون ما تنتجه البشرية، وكثير من هذا الإنتاج يستهلكونه بشكل ضار وخاطئ،
لذلك لن يشعر باختفائهم الا مصانع الأسلحة لأننهم الأكثر استهلاكاً لما تنتجه.
فاغلب العالم ينتج كل شيء والعرب يستهلكون كل شيء، ولا ينتجون سوى الكلام والذي يعيدون تأويله وتدويره ليلائم فكر التحريض والكراهية.
وربما الفلسطيني المحظوظ وسط هذه الأمة لان صراعه مع إسرائيل، لكنه لم يشذ عن الأوركسترا العربية، فقد فتح صراعاً مع نفسه ليؤكد انتماءه للعرب والذين في ذيل القائمة في اغلب الامور واغلب ما لديهم صوري،حتى دينهم العظيم الذي اوجد لهم تاريخ ومكانة ابتعدوا عن تعاليمه السمحه وشوهوه بالتشدد والتكفير والطائفية.
لقد كشفت اضطرابات الإقليم خلال السنوات القليلة الماضية هشاشة
في كل شيء، فمع أول هبة ريح انهارت دول، واتضح ان ما بني في السنوات الماضية لم يكن أكثر من بناء كرتوني سطحي لا يحتمل أقل الهزات، والأسوأ اكتشاف حجم الكراهية والعنف والنزعات المذهبية المدمرة والتي استلت لتبرير غريزة القتل المضاد،مدعومه بقدرات كلامية وفتاوى وفضائيات وأموال لإشباع غرائز القتل.
ومع ذلك يتم الحديث عن الانتصارات والوحدة والتي بلاشك هي شعارات وقلب للحقائق ايضا لا يوجد اي تخطيط للمستقبل
سوى التمني والكلام.
حتى الوحدة ليس لها وجود الا في الخطب وايضا هناك الكثير من الكلام عن قيم التسامح والمحبة ولكن وبكل اسف من غير تطبيق على ارض الواقع ،لهذا بعد كل حدث يتضح أن كل منظومة القيم تلك ليست
سوى مجموعة شعارات تسقط مع أول اختبار حقيقي.
كان يجب أن يصاب الإقليم بهذه الرجة العنيفة، ليس فقط ليظهر العوار السياسي والأخلاقي والاجتماعي بل لتكون الصدمة باكتشاف الواقع المر.
والحقيقة ان حروب العرب فيها الكثير من النزعات الانتقامية والغرائزية والتي لا تبشر، إذا لم يتم الإسراع في نقاش وقراءة الواقع على مهل بعيداً عن صخب السلاح ورائحة الدم .. نقاشاً يبدأ بسؤال: ما هو الواقع ؟ وينتهي بإجابة كيف يجب أن يكون؟

اللهم أصلح احوالنا

قهقه في قلب لا يفقه

بارك الله فيك

نعم مقال يستحق التفكير وفعلا العرب تفككوا وانتهت وحدتهم وقوميتهم التي كانوا يتغنوا بها وأصبح مصيرهم
مجهول نسأل الله السلامه وان يجنبنا الفتن .

تقبل مروري. ...

وضع محزن نسأل الله أن يغيره
إلى الافضل