المجتمع وافساد المسؤل: بقلم مسؤل.....

اقتضت ظروف عملي في فترة ما العمل في احدى المحافظات ، وبعد وصولي إلى هناك بمدة وجيزة طلب مني إقامة (غداء/ عشاء) ترحيبي (على شرفي) .
حاولت الاعتذار لكن تبين لي أن ذلك أشبه بالعرف الساري الذي يعتبر كسره أحد ( الكبائر الاجتماعية) التي لا تغتفر.
فاضطررت للموافقة على أن يكون ذلك الحفل ممثلاً بالإنابة عن أهل المحافظه جميعاً ، بعدها بدأ أعيان المحافظه يتدفقون على مكتبي مطالبين بحقهم في (وليمة المسؤول) وأن المحافظ لا يمثل إلا نفسه، وأدخلوني في (دوامة دسمة) من التنافس (والتفاخر) في استقطاب المسؤول استغرق مني الوفاء بها (ردحاً) من الزمن.

هذا الموقف (ولّد) في ذهني فكرة كتابة هذا المقال لكني (احترت) في تسمية المقال هل أسمية:
- تفسيد المسؤول!أو أي اسم آخر يوصف الحالة
لان ما شاهدته اثبت لي ان هناك شرائح كبيره في المجتمع لديهم
ملكة هائلة في (إفساد) مسؤوليهم بطرائق متعددة .. بداية الأمر يأتيهم المسؤول (بحجمه السيكيولوجي الطبيعي) (يتدفق حماساً) للعمل والإنجاز والبناء والتطوير.. فينقسمون من حوله إلى ثلاث أقسام:

١/ قسم اللاعقون : وهؤلاء حباهم الله ملكة في لعق وتقبيل أقدام وأيدي المسؤول وتوصيل أبنائه وقضاء حاجياته.

٢/ قسم الولائميون: وهولاء يأنفون من (التقبيل) فيلجأون إلى التقرب من المسؤول من خلال إقامة الولائم الكبيرة على شرف المسؤول بحكم أنه (منحه) إلهية ساقها الله للمجتمع.

٣/ قسم (القديسون ! ) : وهذا القسم يشمل الفئة الثالثة التي تراقب المسؤول وتثني على (جميع) أفعاله حتى الأفعال (البيولوجية) مثل قضاء الحاجة والعطاس، ولذلك لو (عطس) قالوا: ما شاء الله من أجمل ما سمعنا .. ولو وقع المسؤول ورقتين باليوم مدو أصواتهم ( ست حركات) ب : لا إله إلا الله ! هذا المسؤول وقع اليوم ورقتين.

كل ما سبق (وغيره كثير) هي مشاريع ( تفسيد!) تجعل المسؤول ينتفش داخلياً ويتضاعف حجمه (السيكيولوجي) إلى ثلاث أضعاف وتتحول روح (الإنجاز) التي قدم بها عند تعيينه إلى (روح) تكاسل وفوضى واستعلاء على الناس (القديسين!) والتكاسل في تسيير أمورهم والسبب بالطبع هم وليس غيرهم .
الحقيقه ان في كل بلاد الدنيا (المتقدمة) المسؤول رجل عادي تدفع له مخصصات مالية لأنه مطلوب منه خدمة الناس وإنجاز أعمالهم ولذلك : لا تلعق أقدامهم ولا تقبل أيديهم ولا (يذبح لهم!!) .
وبالتالي تستفيد تلك البلدان من مسؤوليها بفعالية أكبر ويكون عطاؤهم أكبر.

أخيراً أيها الأكارم أضع خلف مكتبي لوحة (يتعجب منها الناس!) مكتوب عليها : عزيزي المراجع إذا تأخرت معاملتك في مكتبي أكثر من ٤٨ ساعة فأرجو إخباري لأتقدم بالاستقالة من منصبي فوراً لأنني فشلت في خدمتك !! .

الله يكثر من أمثال هكذا مسؤل