محمد الزحيمي
طريق الثعابين !!
رعب حقيقي يعيشه أهالي محافظات القنفذة والمجاردة وبارق والعرضيتين وما تلاهم، وخطر متربص بعابري طريق الموت ،طريق (الجرد ) من أهالي و مسافرين ،طريق يربط اكثر من محافظة وعابريه بالالاف يومياً ،حصد ومازال يحصد الكثير من الأرواح البريئة بسبب إهمال وزارة النقل، وإستهتار والامبالاة المسؤّلين بفرع الوزارة بالقنفذة.
لم أكن أعلم بأن مُهندسي وزارة النقل فنانين تشكيليّن يتبعون لمدرسة (زحف الثعابين ) ،فطريق الجرد لم يرسمه أبداً مهندس، بل رسمه شخص قابع في مكتبه مهووس بالثعابين! !! هذا الطريق ما هو إلا طريق ثعبان في هجرته الشتوية من تهامة إلى السراة، ففي كل منحنى من منحنياته الألف ! مصيدة وفخ للموت.
مسار واحد فقط ومزودج رغم كثافة عابري الطريق و المسافرين من خلاله من محافظات عدة! فلا يوجد إشارات ضوئية عاكسة ليلاً ، ولايوجد أشياك حديدية لعزل خطر الأبل !ولم تنفذ وزارة النقل توصيات اللجنة الفنية القاضية بأنشاء مطبات تهدئة في أماكن الخطورة العالية! به مالا يُعد من المنحنيات المفاجئة إرضاء لتدخلات بعض ملاك الأراضي تارةً ،ولربما هروب من أماكن التكلفة العالية تارةً أخرى، ويبدؤ والله اعلم أن التعويضات البشرية التي يدفعها سالكي هذا الطريق أقل كلفة من عقود الشركات المنفذة! !! ومع كل هذه المخاطر ،والأرواح التي تزهق يظل طريق الجرد هو الطريق الوحيد في وقتنا الحالي الذي يربط ويختصر المسافة بين محافظات السراة والطريق الدولي الموصل لمكة المكرمة وجدة وبقية المدن على الساحل الغربي، مرورا بمحافظاتي القنفذة والليث.
لاتكاد تُنسى فاجعة حتى يدميّ هذا الطريق قلوب أباء أو أمهات أو أبناء بفاجعة جديدة أشدُ إيلاماً، وكأنه آتوُّنٌ مُستعرٍ ليل نهار لصهر أرواح الأبرياء، يُأججُ ناره وزارة النقل بطريق العار الهندسي، الذي يبدؤ أنه يقوم بدور في الحد من أعداد الشباب المتزايد بالمحافظة، على طريقة الثعبان في الحد من اعداد الفئران في البيئات الزراعية! !!
أعلم أن الكتابة من مُنتجع على ضفاف نهر ، لن تجدي وستظل حبراً على ورق! !!
وأعلم أن دموع المفجوعين من الأمهات والاباء لن تُغرق إلا العيون التي ظرفتها! !!
ولكن أين أنتم يآمن أوكل الله لهم مسؤلية القيام على مصالح المساكين والبسطاء من أبناء هذه المحافظة؟ ؟؟
أين تقاريركم يارجال الشرطة والمرور عن أسباب الحوادث المرورية المستمرة ليل نهار، أم أنكم لا تعرفون إلا سببا واحد للحوادث السرعة و التهور ) !
لم أسمع يوما بأن هناك تقرير مروري واحد حمّل الشركة المُصنعة للمركبة
ولو جزاء بسيط من أسباب الحادث! ذلك لأن هذه الشركات واصحابها
كُتب على ظهورهم :يجب الإبتعاد أكثر من مائة متر لسلامتك! !!
لم أسمع ولم أحلم يوما بوجود تقرير فني للمرور يُحمّل الشركات المنفذة سؤ التنفيذ ، ووزارة النقل سؤ التخطيط والإشراف الفني !
أين أنتم يآمن يمكنكم إيصال معاناة الناس مع طريق الثعابين بالجرد إلى المسؤلين،
أين أنتِ أيتُها المجالس البلدية؟ نعلم أن طريق الثعابين ليس ضمن اختصاصكم، لكن لديكم أكبر صلاحية وهي تفويض المواطنين اللذين انتخبوكم، تفويض تستطيعون من خلاله تحريك المياه الساكنة لهذا الطريق والمطالبة بتشكيل لجنة فنية عاجلة لتقييم السلامة بهذا الطريق و إكمال ما اقترحته اللجان السابقة . أم أن بعض قاطِنِيّكِ لم يروا فيكِ إلا أيقونة تُزيّن عِقد كمالياتهم، كالنظارة، والقلم الثمين الخالي من الأحبار! !! لكن يبدؤ أن وزارة البلديات نجحت في تزيين مباني بلدياتها بأقفاص بلدية، حتى وإن حاول بعض أعضاء القفص التغريد، فلن يُسمع لهم، لأنه قفص بني من العوازل! !!!
وآه منك ثم آه أيها المجلس المحلي، آه لو تعلم كم ألمني قول الأمير خالد الفيصل في زيارته الأخيرة للمحافظة ((والتقيت أعضاء المجلس في المحافظة لأستمع لمطالبهم وملاحظاتهم وشكاويهم، وفوجئت بأن أحداً منهم لم يتحدث إلا عضوان فقط، كلاهما تحدث عن التغيير للأفضل، والتطوير في المجالات الثقافية والاجتماعية والفكرية التي تحققت لإنسان القنفذة")).
لماذا لم تتحدثوا عن طرق الموت، والمستشفيات وعجزها عن كثير من الحالات، والمباني الجامعية الوهمية، والمياه، وووووو...
ولكن لن أُطالب من يزكيه ويرشحه المسؤول بأن ينقل مطالب الناس وتقصير المسؤلين لولاة الأمر،فنحن في زمن ما يشترى من الجمال إلا
( المخطوم ) ، ومايزكى للمجالس إلا (ألأطرم ).




منقول .