ذكريات رحيل والدي
غافلتني دمعة العين مع قهههوة المساء حياكم الله أحبتي وانا اتذكر من كان سببا في سعادة
كل العائله بعد الله لهذا في السرد القصصي التالي ساتذكر مواقف والدي اﻹنسانيه وكرمه
وحلمه وشهامته ومعاناته في آخر حياته مع المرض رحمه الله (ومع سقوط دمعتي على جوالي
والتي لم امسحها بل جعلتها محفزا ﻷسطر بعض من تاريخ رمز من رموز الجنوب رحمه الله)
عانا من المرض وكان يخفي عنى تلك المعاناة وﻹنني اقرأ في عين والدي الكثير من الامور
بسبب مرافقتي له منذ الصغر في كثير من احوال حياته وتجارته كما هو يقرأ في أعيننا
نحن اولاده وبناته حياتنا وإحتياجاتنا كنت مرافقا له في كل رحلاته العلاجيه بتوفيق من الله
عز وجل وحينما شعر ان المراجعات للمستشفى بجده فيها مشقه علينا طلب تأمين سياره
و سائق خاص له ولمن يرافقه وإستجيب لطلبه وعند المراجعه هو بسيارته وانا من خلفهم
بسيارتي وفي ليله من الليالي تعب بعد منتصف الليل ونادى السائق وكنت قد اتفقت
مع السائق سراً اذا تعب الوالد في اي وقت أرسل لي رساله على جوالي قبل السفر وفي
هذه الليله يتجلى التوفيق من الله عز وجل تحرك السائق وتحركت انا بعدهم دونما يشعر
الوالد واقسم بالله في الطريق لم نلتقي وفي الفجر تقابلت مع الوالد عند بوابة المستشفى
العسكري بجده دونما يعلم فحمدت الله ناظرني وتبسم في وجهي وكانت هذه البسمه بمثابة
سعادتي الدنيويه جلست بجواره على السرير الأبيض لصاحب القلب الأبيض وقال لي من اخبرك
قلت له احساس البنوة الصادقه وهذه هي الحقيقه حتى لا اكشف آمر السائق اما الموقف الثاني
قبل وفاته كان لقائه بأعضاء النادي الادبي بجده ورئيسه الاخ الكبير والصديق الوفي الاستاذ
دعبد المحسن القحطاني الذي شرفني بتلبية الدعوه لمنزلنا في مناسبة تأسيس اللجنه
الثقافيه بالمحافظة التابعه للنادي الأدبي بجده والتي شرفت بأن أكون احد أعضائها مع قامات
كبار في النادي وكان والدي على سرير المرض ولكنه حضر المناسبه وكان محل تقدير الحاضرين
بعدها بأسبوع تقريبا كنا في تحضير لمناسبة إبن اخي أحمد بن عبدالكريم سمي الوالد
وكان يوصيني ان تكون المناسبه مميزه في المساء التقينا عند ساحة الافراح
في الثلوث وقبل الغروب اشار إلى السائق بأن يسبقه للبيت قال له بأطلع مع محمد وهي
المره الاولى والاخيره قبل ان نصل للبيت وسبق ان التقطت له صور مع رئيس واعضاء النادي
الادبي قال لي بعد المغرب جيب الصور واشوفها واحفظها عندي لرجال يستحقون
ذلك نزلته في البيت وذهبت انا لبيتي وبعد المغرب اتصلوا بي وقالوا الوالد تعب علينا
في هذه الليله الغريب الكثير من الناس تجمعوا عند السياره وهو يبتسم ويودعهم
وكأنه شعر بفراقنا الأبدي في الطريق اشتد عليه المرض جنبنا مستشفى القنفذه
وبعد ان نطق الشهادتين فارق الدنيا وخيم الحزن علينا وعلى محافظة القنفذه لرمز من
رموز الجنوب رحمك الله ياوالدي أحمد وامواتنا واموات المسلمين ولاتنسوا والدي
من الدعاء في هذا المساء طبتم وطاب مساؤكم بالمسرات
محبكم الناشري محمد
العبد الفقير إلى الله
رد مع اقتباس
