دباب هوندا هدية الوالد لي رحمه الله
مع قهوة المساء
عند مروري بشركة عبدالله هاشم للهوندا بجده دارة في الذاكره تلك الهديه الجميله من ذلك الرجل الكريم في ذلك الوقت الذي يمتلك دباب كأنما امتلك سياره في وقتنا الحاضر وآخر هديه منه رحمه الله قبل وفاته جمس مع تلفون بقيمة مئتا الف ريال رحم الله والدي ووالدتي وامواتنا واموات المسلمين رحمة واسعة

بعد ان تخرجت من مدرسه المخابره اللاسلكيه بمكة المكرمه عام 1393 هجري تقريباً كُنا مايقارب مائة طالب ومدير المدرسه محمد سعيد عالم نجح منى ستين طالب وكانت فرحتي لاتوصف كانت ايام صعبه واول فراق للاهل وخاصه اني متزوج وراتب الدراسه مائه وخمسون ريال
تعينت بعد التخرج مأمور مُخابره في القنفذه براتب مئتان وخمسون ريال وكان مديرها العم حسين محمد مغربي من القنفذه ولكن واجهتني صعوبة الدوام من القوز للقنفذه وانا متزوج ولا هناك وسيلة نقل يوميه وسيارة الوالد رحمه الله الجيب حبه ونص تنقل ركاب من القنفذه لجده والسائق سعيد بن احمد رحمه الله وكان لزاماً عليه ان امكث اسبوع كامل بجوار العمل
وفي احد السفريات اخذني الوالد رحمه الله معاه إلى جده وهناك ذهبنا لشركة هوندا لصاحبهاعبدالله هاشم في طريق الميناء وقال اختار لك دباب لتداوم عليه وزادة فرحتي وسروري اخذته وذهبت به لسوق اليمنه هناك محل زينة الدبابات اضفت له بعض الزينه وحملته في سلة الجيب من جده إلى القوز
تعلمت لسياقته في البلد حتى اجدت سياقته ومن ثم ذهبت لمقر عملي في القنفذه عبر الصحراء والرمال ومخاطر الطريق والغبار واكبر ماكان يضايقنا في الطريق ابوجعلان وبعض الطيور الطائره وقد سبقوني في هذه الوسيله العم عيسى بن حسين الفقيه يعمل في الصحه المدرسيه والاخ العزيز احمد محمد سيد القوزي يعمل في الماليه واخي العزيز احمد فيصل يعمل في الدفاع المدني رحمهم الله والصديق العزيز محمد احمد عشيري اطال الله في عُمره يعمل في المستوصف
نذهب في الصباح للقنفذه في سباق واكبر ماكنا نعانيه في القنع وقوز حدره رمله صعب تجاوزها
والفطور في مطعم باكواسه والغداء في قهوة عبده بن سرور رز صياديه على كيفك وبعدها براد شاي ابوربعه ثم ننطلق عائدين للقوز في مسافه سبعين كيلا ذهاب وأياب محفوفه بالمخاطر استمرينا على هذا الحال ثلاث سنوات تقريباً
وهناك موقف عندما كُنا داخلين القوز علينا ان نزود السرعه لأن الشعبه وهي التي تفصل الحاره اليمانيه عن الحاره الشاميه بها كثافة رمال ولابد ان تدخل بسرعه فائقه وعند قربنا من سوق خميس القوز والدبابات في اقصى سرعتها تعرض دباب اخي العشيري لحجر كان مدفون في الرمل اختل توازن الدباب ورماه في الرمله وخفت عليه ولكن الحمد لله لم يصب بأذى
كان الدباب وسيلة التنقل حتى بالاخرين لرديف واحد من الاصدقاء ناخذه معنى للسوق وحتى للقنفذه او القرى المجاوره

الحزء الثاني
بعد الفاصل حادث إصطدامنا بالدباب مع سيارتنا والرديف عبدالله فتح الدين رحمه الله وموقف مع صديقي ابراهيم بلغيث من ذكريات الدباب في التسعينات هجري
بعد منتصف الليل
في يوم من الأيام وكنا انا وعبدالله محمد فتح الدين رحمه الله وهوا سمينا اخي عبدالله مسمى به نظراً للصداقه التي كانت بين والدنا ووالده رحمهما الله قادمين من جهة إدارة التعليم على دباب هوندا 90 وانا كنت اقود الدباب وقرب المقاهي علق مقبض البنزين وفجئه وجدنا انفسنا امام الجيب تويوتا الخاص بوالدي رحمه الله والسائق سعيد بن احمد رحمه الله وصدمنا في الجيب وانكسرت يدي وشج رأسي واما عبدالله رحمه الله لم يصب بأذى نقلوني لمستوصف القنفذه اخذت العلاجات الأوليه وعملو جبس على يدي وذهبنا للقوز ولكن الجبس سبب لي الم وارسل الوالد رحمه الله للعم عبدالعزيز الخالدي كان يعمل في الطب الشعبي ومتمكن في علاج الكسور فعلا فك الجبس وعمل جباير من الواح الخشب وربط عليها واوصى بالحلف والسمن وشفيت ولله الحمد
اما الموقف الثاني بينما انا في طريقي من القنفذه للقوز على دباب سوزوكي شكمانين وجدت في مقهى عبده بن سرور صديقي واخي العزيز ابراهيم بلغيث القوزي اطال الله في عُمره اخذته رديف معي على الدباب وبالرغم من صعوبة الطريق ولكن سرنا محتر فين وفي القنع زودت سرعة الدباب لوجود رمال وقبلها ضربنا في حجر وحاولت توازن الدباب ولكن صديقي ابراهيم مع ضربة شفت الحجر لم يتمالك نفسه قفز وعدا من جانب كتفي والدباب في سرعته ولكن الحظ زين ارتمى بعيد عن الدباب في الرمل وسلمه الله مااصيب بأذى اوقفت الدباب ولحق بي وواصلنا السير إلى القوز وقبل ايام كنا نتحدث عن ماضي زمان (صديقي إبراهيم قرأ المقال السابق هدية الوالد ورد

(هذا الدباب إللى بغا يقتلني في القنع هههه)
كانت متاعب ومصاعب ولكن تكيفنا معاها
ليعلم هذا الجيل كيف كفاح جيل الماضي ونتطرق لمثل هذه الذكريات لهذا الجيل وماهم عليه في هذا الزمن من نعم لاتعد ولاتحصى
ونختم بتوضيح عن السياره الجمس قبل وفاة والدي في عام 1414 هجري تقريباً بينما نحن والوالد رحمه الله وبعض من اخواني في جده عند شركة الجميح وصل جمس سماوي ذات فخامه ولم يشعرني الوالد الا بعد ان اشتراه بمائه وخمسون الف ريال وكانت الاتصالات قد نزلت تلفون سياره بقيمة خمسون الف ريال وركبناه في الجمس وقد ادى الغرض في عدم وجود تلفونات في القوز ومجاناً الاتصال لمن اراد الاتصال وهذا من ضمن نعم الله علينا فرحم الله والدي رحمة واسعه

الجزء الثالث والأخير
والدي رحمه الله توفي في عام 1428 او 29 تقريبا وخلف من بعده إرث من مكارم الاخلاق والكرم يمتلك من الأصدقاء الكثير في أنحاء المملكه اقول هذا ومحبيه الاحياء شهود عيان سيرة والدي رحمه الله العطره لازالت حديث المجالس ومواقفه الإنسانيه لازالت تذكر على السن من قدم لهم المساعده واعمال الخير والدي رحمه الله رمز من رموز الجنوب وافتخر إني إبن ذلك الرجل عانى من المرض وكان الرجل الصابر المحتسب ولكن عندما يسمع بقدوم ضيف ينسى المرض ومعاناته
وفي موقف قبل وفاته بأسبوع وهوا يصارع المرض وكان وقتها اخي الكبير وصديقي العزيز الاستاذ دكتور عبدالمحسن القحطاني رئيس النادي الادبي بجده الاسبق وصل لمحافظة القنفذه على رأس وفد لتأسيس لجنه ثقافيه ادبيه بالمحافظه تتبع نادي ادبي جده وقد شرفت بمقابلته وعرضت عليه تشريفنا في منزلنا المتواضع وكان ضمن الحضور اخي الفاضل العزيز الاستاذ دكتور احمد الزيلعي عضو مجلس الشورى واخي الفاضل العزيز الاستاذ دكتور عوض القوزي رحمه الله
كان الوالد متابع معي في الليل وقال قبل ماتنام طمني عن الضيوف وفعلاً اتصلت عليه وقلت وافقوا على تناول فنجال القهوه وفرح بهذا الخبر وعند وصول الضيوف تناسى المرض وتحامل على نفسه وكا ن حضوره عطر المجلس
والتقطت له الصور التذكاريه معهم وشاركهم في الموروث من الالوان الشعبيه وبعدها بأسبوع تقريباً انتقل إلى جوار ربه بعد ان ترك سجل حافل بالعطاء لبلده ومجتمعه رحمك الله ياوالدي احمد وامواتنا واموات المسلمين
طبتم احبتي وطاب مساؤكم بالمسرات
مع تحيات الناشري محمد العبد الفقير إلى الله

http://www.alriyadh.com/323471