مع قههههوة المساء قُروبات السهل والجبل بين الحاضر والماضي باختصار مع قهوة المساء.
قبل خمس سنوات تقريبا تشرفت برموز من رموز الجنوب من البحر والسهل والجبل من مسؤولين ومشايخ ونواب وعُمد ووجهاء وأعيان وكان المكان مدينة القوز قصر الأندلس بالقوز وكيف لا يكون لي الفخر والشرف بمثل أولئك الرجال تطرقنا للماضي وقد كان ضمن من حضر من النجوم اللامعة الصديق العزيز شاهد على العصرين الماضي والحاضر الأستاذ القدير فيصل محمد ال مخالد من محايل عسير وقد أثرى الملتقى بعبق الماضي.
تذكرني قُروبات الحاضر التي تحتوي على أدباء ومثقفين (أمثال منهم في قروب جالا للثقافة والتراث يديره الدكتور محمد علي السكيني المسعري صديق قديم من ذلك الجيل وقد ذكرني بماض لنا في القوز قبل أن يغادر القوز لطلب العلم حتى استقر به الحال في الليث ).
بقُروبات الماضي اللذين يُطلق عليهم (العول ) أيام زمان حينما كان الناس يتنقلون من بلد إلى بلد على وسائل التنقل التقليدية لطلب المعيشة وراء الأمطار والسيول ومواسم الخير وخاصة بين أبناء السهل والجبل على الجمال والحمير
والجار الذي ماعنده راحلة يحمل عليها أهله ومتاعه يقوم جاره المُيسور المقتدر والذي يمتلك جمال وحمير بتحميل عائلة جاره إلى الجهة التي يقصدونها (ثم العودة يعني حجز ذهاب وإياب مجانا)ً يحملون زادهم وأدواتهم ولهم قائد في هذه الرحلة مثلما لقُروب الحاضر مسؤول من اللذين لهم معرفة بالطُرق الجبلية ومعهم مُغني بطرق الهوى والمولش والمصفرق للترويق والترفيه عن النفس وقطع مسافة الطريق بدون ملل وفي الطريق يقومون بعمل وجباتهم إلى ان يستقبلهم أصدقائهم في البلد المضيف (ويطلق عليهم مسمى حلول) ومن هنا نشأت علاقات وصداقات متينة وصلة رحم بين أبناء السهل والجبل يتبادلون الزيارات إلى يومنا هذا الفرق إن أصدقاء زمان ما تشوفهم ولا تسمع أخبارهم إلا بعد شهور وعندما تشاهدهم شخصياً بلهفة وشوق وقد شاهدت جزءا من صداقات زمان مع الوالد رحمه الله في ذلك الوقت مع الكثير من رجال الجبل واذكر منهم العم الشيخ محمد علي السلومي والعم أحمد بن صمان أسال الله لهما بطول العُمر كان ضمن قُرب الوالد أصدقاؤه العم عبدالله محمد عشيري والخال لاحق بن عمر الناشري رحمهما الله يقطعون الحسور والفيافي والجبال مشياً على الأقدام إلى صديقهم في بارق الشيخ السلومي وشاهدت تواجده أيضا كثيرا عند الوالد رحمه الله وأنا صغير سن كان وسيم ومجمم صاحب شعر كثيف ومتهربي ويمتلك صوت شجي في لحن الطِرق وكريم وأخلاق فاضلة لم يتفارقا الوالد والعم الشيخ السلومي طيلة سنوات صداقتهما تزاور على طول وعندما زرت العم الشيخ السلومي وسألته عن أسباب انقطاعه عن القوز فقال كان يجبرني عليه ما بيني وبين والدكم من صداقة ومعزة فلله در أصحاب واصدقاء زمان ولا يهونون أصحاب وأصدقاء الحاضر اليوم الأصدقاء تواصل عن طريق عصاة قوقل في ثواني تصلك أخبار العالم وقلت المشاهدة والتزاور وأخشى أن تنقرض مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي ومشاغل الدنيا
طبتم وطاب مساؤكم بالمسرات
مع تحيات محبكم الناشري محمد أحمد العبد الفقير إلى الله