المكالمة المهمة
المكالمة المهمة
سافر احد الازواج في مهمة لمدة ثلاثة أيام
وفور وصوله للدولة الأخرى اتصل ليطمئن
على زوجته وابنه، حيث لم يتعود على فراقهم ..
ولكن للأسف لم يرد على مكالمته أحد!!
ومضت ثلاثة أيام وهاتفه لم يفارق يده ..
وقد كان يعاود الاتصال كل ربع ساعة
أو نصف ساعة ولا يجد جواباً !!
جُنّ جنونه واتصل بأخيه وأخته ليتفقدوا
أحوال أسرته الصغيرة .. فطمنوه!!
ولم يرتاح..
واتصل بأم زوجته(عمته) فطمأنته..
وأخبرها أنه ينتظر اتصالهم...
ولكن طال انتظاره ولم يتصل أحد!!!
مرت الأيام الثلاثة كثلاثة شهور طويلة..
وكان في داخله فورة من الغضب حيناً ..
وحينا يتعجب ويحاول معرفة السبب!!
وفي كثير من الأحيان يوسوس
له الشيطان بوساوس مرعبة
مرت الأيام .. ورجع فيها إلى بلاده ..
وما إن وطأت قدماه أرض الوطن
حتى طار إلى المنزل .. ومن شدة
خوفه أخذ يطرق الباب بيديه
حيناً وبالجرس أخرى
حتى فتحت له زوجته الباب ..
وكانت في كامل زينتها وأناقتها وأستقبلته
بكل حفاوة وبأبهى حلة !!
ومن ورائها طفلها وعيناه تتراقص
فرحاً وهو يركض لاحتضان ابيه !
والاب مندهش وسرعان ما بدأ الغضب
يحل محل الدهشة ..
فسأل زوجته عن سبب هذا التجاهل
وكيف انه كاد ان يقطع سفره ..
ويسرع بالعودة فقد كانت الظنون
تأخذه يمنة ويسرة ..
فأجابت زوجته بكل هدوء :
هل اتصلت بوالديك ؟.
أجابها ولم يفهم القصد:
لا أدري ربما؟... لا لا فقط اتصلت
بوالدتك لأطمئن عليكم ..
قالت: -وقد أصابته في مقتل- "
رأيت كيف كان شعور قلبك في هذه الأيام ؟
هو نفسه شعور والديك ..
حين تنسى الاتصال بهما بالأيام ..
ولا تسمع صوتهما.. إلا حين يبادران
هما بالاتصال بك .. بعد أن يلهبهما الشوق ..
ويجرفهما الحنين وتأخذهما الوساوس
إن طال الغياب ..
وقد حاولت كثيراً تنبيهك !! ولكن دون فائدة ..
فلم أجد أفضل من هذه الطريقة لأوصل
لك الرسالة يا زوجي العزيز.
طأطأ رأسه خجلاً من زوجته الكبيرة عقلاً ..
الصغيرة عمراً .. وقد فهم الدرس جيداً .
وناولته مفتاح سيارته وقالت له اذهب الى "
من لهما الفضل الاكبر عليك بعد الله".
وانطلق إليهما وكله ندم على التفريط
وفرحة بزوجته الحكيمة التي علمته
درساً لن ينساه مدى الحياة ..
الامهات والآباء .. جنة في الدنيا ..
فلا يجب نسيان وصلهم ولو بمكالمة
كل يوم وهذا أقلّ القليل فقلوبهم
تنتظر الابناء والبنات وتدعو لهم
وتفكر فيهم كل حين ..
منقول بتصرف
رد مع اقتباس
