شهادات منتهية الصلاحية...!!
✍:عهدته متفانيا ومحبا لاتقان عمله الحكومي ،بل هو من القلائل الذين ان تأخر في انجاز امرما من عمله اليومي أكمله في داره وقدعرف بذلك بين مجائليه وربما كان مقصرا تجاه أسرته بسبب ذلك..!!
وعندما أحيل على التقاعد بموجب النظام وبلوغه الستين عاما لأنه من مواليد(واحد/سبعة) ، ولم تشفع له شهاداته العليا ودوراته الكثيرة لتطوير ذاته للاستعانة به كخبير.انكفأ على ذاته ، وتقلص حتى ظهوره في المناسبات على المستوى الاجتماعي والرسمي الا فيما ندر على الرغم من تمتعه بصحة وحيوية لابأس بها الا من بعض أمراض العصر المزمنة..!! فقررت زيارته بعد أن افتقدته لتجديد العهد به في داره العامرة طامعا في اخراجه من (محرابه)الاختياري،فسر برؤيتي كثيرا
وأكرم وفادتي ،وفي مجلسه وجدته قد زين جدرانه بشهاداته الدراسية منذ الصف الاول الابتدائي وحتى الدكتوراة وقد تفنن في ابرازها بشكل مرتب وممتازلمن يراها وكلفه ذلك الكثير.وبعد ان جلت بناظري فيها مغتنما خروجه لبعض شانه . قلت يا الله يال حرصه وهو يحفظ هذا الكم منها ،وقطع تساؤلاتي وهوراجعا يقدم لي كوب الشاي .حاورته: لما لم يشغل وقت فراغه بنشاط اقتصادي أو ينخرط في خدمة مجتمعه تطوعا بما يستطيعه لا سيما ولديه من الخبرة والدراية مايؤهله لذلك؟! فوجدته متبرما مكلوما من انصراف أكثر الناس عنه وحتى ممن كان يعتبرهم من الأصدقاء الخلص.!بل لقد شكا من تجاهل بعضهم له عندما ساقته الحاجة لمراجعة بعضهم في مقار أعمالهم ..!! شاركته الأسف تعاطفا ومستغربا ،وصدق من قال:لاتتفاخر بكثرة عدد أصدقائك وكانهم كشعر رأسك فقد تكتشف عند الشدائد بأنك أصلع.!!
وأعدت النظر الى شهاداته من جديد وقلت في نفسي متمتما لقد باتت منتهية الصلاحية ولا تساوي الحبرالذي كتبت به فكل شهادة تلغي ماقبلها وتبقى الأخيرة( لقبا شرفيا) لصاحبنا ان تكرم به أحد عليه.ودعته وأنا احدث النفس قائلا:مافائدة العلم وشهاداته ان لم يصنع الحياة ويعمرها أليس الانسان خليفة الله في أرضه..؟!
وكتبه: غازي احمدالفقيه