قاعدة بديهية جداً في النظام التعليمي، لكن في النظام الاجتماعي والعلاقات بين الناس ، تبدو هذه القاعدة مهملة ، ومنسية ، وعديمة القيمة على الإطلاق..

- وبرغم كل وصايا وقصص التسامح التي نحشو بها هواتف بعضنا البعض ليل نهار ، الا أننا في الحقيقة أبعد ما نكون عن وصف التسامح ، ويكفينا من كل إنسان موقف واحد فقط لنضعه في خانة نمطية لا يخرج منها ، رفع صوته على والدته هذا عاق ، خلعت حجابها عاهرة ، اختلفت مع زوجها أمام الناس لا تصلح كزوجة ، غير وجهة نظره بعد لقاء مع أمه هذا ليس رجلاً سقط ابنها عن الأرجوحة ، لا تصلح لأن تكون أماً ، اضطر للغياب عن اجتماع مهم هذا موظف مهمل ، وهكذا دواليك نستمر بهذه التقييمات المجحفة بحق الناس ليلاً ونهاراً ، ونكررها حتى تبدو كحقائق لا يمكن الطعن فيها ، في حين أنه كان من الممكن بكل بساطة أن ننظر لكل شيء رأيناه أنه أمر عارض لا يشكل شخصية الإنسان ، وأنه من المقبول جدا لإنسان يأخذ أكثر من خمسين قراراً يومياً أن يخطئ في واحد أو اثنين ، والتسامح مع ما فعله ، وعدم إخراجه من سياقه هو أفضل بكثير من حكمنا السهل عليه وجلده بسياط أخلاقي نحن أنفسنا لا نطيقه..

( الشخص الحاصل على 90% في الامتحان لا يعتبر راسباً فيه)


احمل هذه الجملة في قلبك وعلى طرف لسانك ، واستعد لقولها دائما حين تلحظ حكماً جائراً على شخصٍ ما ، أنت لا تعرف تأثيرها فعلاً ، قد تنقذ زواجاً ناشئاً تحيط به الكثير من العواصف ، قد تحمي طفلاً يحاول بناء شخصيته ، قد تجمع شمل عائلة ، قد تحمي موظفاً في أمس الحاجة للعمل من فصل تعسفي ، قد تعطي أحدهم فرصة أخرى تغير مسار حياته..

- وبين الحين والآخر ، قف أمام المرآة وقل هذه الجملة لنفسك ، علّك تتمكن من قتل الشعور الدائم بالذنب ، ذلك الوحش الذي يأكل روحك..!