مديرنا الفاضل..عفوا..!!!

مديرنا الفاضل..عفوا..!

✍:في العام 1395 عدت للعمل بتعليم جدة بإحدى مدارسها الابتدائية منتقلا من تعليم القنفدة.ورغبة في القرب من جامعة الملك عبدالعزيز حيث التحقت بقسم التاريخ منتسبا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية..!
ويقود هذه المدرسة المكتظة بالطلاب مدير نظامي وصاحب خبرة إدارية طويلة ومعه وكيلان أحدهما لشئون الطلاب والآخر لشئون المعلمين وكنت للتو عاقد قراني وعائلتي لا يوجدمن يخدمها في غيابي ووسيلتي للوصول إلى المدرسة دراجة نارية ماركة هوندا(دباب).! ولحرصي على الدوام مبكرا كنت أؤمن متطلبات البيت في الصباح الباكربعد افتتاح المحلات لبعد المدرسة عن البيت ثم أتوجه للمدرسة وأتاخرأحيانا مايقارب الدقيقتين والخمس دقائق**** عند بدء اصطفاف الصباح الذي يتوجب وفقا لنظام ذلك المديرأن يتولى رائد الفصل الوقوف أمام
****تلاميذه طيلة أيام الأسبوع الدراسي من السبت حتى الخميس ولاحظت أن وكيل المدرسة لشئون المعلمين يوافي مدير المدرسة بتقرير يومي عن حالتي عندما يأتي سعادة المدير ويباشر دوامه فيكون أول إجراء إداري يتخذه إرسال إنذارخطي**** لي مع عامل المدرسة دون مساءلتي.!! فصبرت مرة ومرتين وثلاث إلى أن قررت أن أضع حدا لهذه الإنذارات رغم إشادة المدير نفسه بتحصيل تلاميذي الدراسي وعدم وجود نواحي تقصير أخرى .وفي أحد الأيام أمنت طلبات البيت منذ الليل وبعد صلاة الفجر اتجهت إلى المدرسة فوجدتها مقفلة فطرقت بابها وفتح لي حارسها**** الباب وهو يعرفني واتجهت إلى حيث دفتر دوام المعلمين ووقعت أمام رقم واحد وهو الذي كان مخصصا للمدير ورقم إثنين وثلاثة للوكيلين وبقية التسلسل للمعلمين.ثم
****ذهبت لغرفة المعلمين ألى أن دخل وقت الاصطفاف الصباحي**** ولمحت تذمر وكيل المدرسة لشئون المعلمين ولكنه لم يجرؤ على مخاطبتي بشأن مافعلت..!!
وبحضور سعادة المدير في موعده المعتاد التاسعة صباحا كل يوم لم يجد مكان توقيعه فارغا كالعادة..! فغضب وأرسل لي عامل المدرسة يستدعيني وأنا داخل الدرس فقلت للعامل قل للمديرأجيبه بعد انتهاء الحصة فبلغه وبعد أن**** دق جرس الفسحة للطلاب جاءني العامل مرة أخرى يؤكد على طلب المدير فقلت له عندي إشراف يومي وبعد الفسحة أجيبه وكانت الحصة الرابعة ليس لدي بها درس فقابلت سعادته ولمحت على وجهه امتعاضه من تصرفي ..! ثم بادرني بسؤاله عن عدم إجابة دعوته عند الاستدعاء فأجبته نتعلم منكم سعادة المدير النظام والحصة والإشراف اليومي من حق التلاميذ.فلمحت علامات الخجل على ملامح وجهه.وبعد برهة وجيزة سألني لماذا وقعت مكان توقيعي في دفتر الدوام(وهذا سر غضبه الحقيقي).!!
فأجبت كانت ظروفي العائلية صعبة فأتاخر دقيقتين وإن كثرت خمس على بدء اصطفاف الصباح أحيانا وسعادتك ملأت جيبي بالإنذارات شبه اليومية.! ومن اليوم وصاعدا سيكون دوامي رقم واحد في دفتر الدوام إن شاء الله..فقال وكله تواضع والله أنا ما أعرف ظروفك.؟فقلت وهل سالتني.؟ فازداد حرجا.! ثم قال لي مادام لديك ظروف فأنا كذلك لدي ظروف تمنعني من الدوام في غير ماتراه. فقلت ماذا ترى .؟فقال وهو يربت على كتفي خلاص احرص على دوامك وفقا لظروفك العائلية فقط دع رقم واحد في دفتر الدوام لتوقيعي ووقع مع المعلمين.فقلت والإنذارات..؟قال: خلاص انسها
فغادرت مكتبه مبتسما ولم أتلق إنذارا حتى نهاية العام..!!!!
من ذكرياتي العملية
وكتبه:غازي احمد الفقيه

الف شكر.....

عساك على القوه

بالتوفيق....