لم لايكون تعليمنا... (مبهجا)..؟!!

✍: تبذل وزارة التعليم جهودا حثيثة هدفها ضخ دماء التطوير في جسد تعليمنا العام المتشبع ببيرقراطية تقليدية مزمنة منذ عقدين من عمره تصرما. ولكن ووفقا لما اتخذ حتى الآن من إجراءات فلا يلمس المراقب من خارج مؤسسة التعليم**** ظهور علامات بارزة تدل على التحسن المأمول على الرغم من ضخامة مخصص التعليم في موازنة الدولة السنوية ولعل العوائق أمام عجلة التطوير أصعب من قدرات الوزارة العتيدة التي لم تتلق دعما من الجهات ذات العلاقة ومن بيوت الخبرة المتخصصة في الداخل والخارج وبين يديها الآن رؤية الوطن 2030 التي يعتبر التعليم أسها الأول. فما المتوقع منها فعله تجاه ذلك.!؟ واجتهادا نرى أنه من الممكن لنا أن نذكر بأبرز معيقات التطوير المنشود والتي من المؤكد أنها لا تغيب عن قادة التعليم بإدارتيه العليا والوسطى مخططين ومنفذين ومشرفين في جميع قطاعات الوزارة:
*ففي مجال المعلم:**** قرابة 350 الف معلم ومعلمة نسبة منهم**** ربما تصل الى70% دون المستوى المأمول تأهيلا وتدريبا وانتماء..!
*وفي مجال المنهج المدرسي..يعتبر في وضعه العام حاليا رغم ماصرف عليه**** (كالملابس الجاهزة) المستوردة من دول شرق آسيا والصين قد تكون فاخرة الشكل ولكنها ضعيفة المضمون وصممت مقاساتها بعيدا عن حاجة المستفيد الحقيقيةضيقا واتساعاومعظمها استخدام لمرة واحدة..!!
*وفي مجال المبنى المدرسي: يستغرب المراقب تطبيق ذلك التصميم للمبنى الحكومي في كل بيئات المملكة المختلفة.. بل الاصرار على تنفيذه باتجاه واحد دون مراعاة لبيئة الموقع صحراوي أم جبلي أم داخل مدينة أم في أطراف قرية.ناهيك عن المباني المستأجرة غير المؤهلة للعملية التعليمية.؟!
*وفي مجال الإشراف التربوي: تنازلت الوزارة طوعيا عن ضوابط اختيار المشرف التربوي التي بدأت بها وأضحى الاختيار لسد الحاجة (كمعلم الحاجة) الذي بدأت به الوزارة تعليمها النظامي..!!
وفي مجال مشاريع الوزارة التربوية: بدءا من التقويم الشامل الذي استنسخته الوزارة من التجربة الإنجليزية فجردته من عناصره الرئيسة وألبسته( الغترة والعقال) فانتهى هيكلا عظميا لا روح فيه فحاولت انقاذه ب(تقويم التعليم)فسمعنا جعجعة ولم نر طحنا..؟! ومعظم مشاربع الوزارة أصبحت مكاتبها في معظم إدارات التعليم(بطالة مقنعة)..!!
*وفي مجال نظام الاختبارات: وبمجرد تخلي الوزارة عن مهتمها في وضعها ومتابعتها وخصوصا في الشهادة الابتدائة والكفاءة المتوسطة والثانوية العامة، وإسناد ذلك لكل مدرسة وفق امكاناتها.فانتج الميدان هشاشة في التحصيل وضعف للمخرجات.!!
*وفي مجال تحويل المرحلة الثانوية إلى نظام المقررات: منحت الثقة للمدارس الثانوية اقتباسا من نظام الأستاذ الجامعي فازداد ضعف المخرجات بشهادة مركز قياس.لأن ضوابط التقويم وممارستها تخضع لقدرات المعلم وضعفه في كل مدرسة.!!
فهذه ستة مجالات فقط ذكرناها مثالا لحال تعليمنا الذي يعز علينا وضعه الحالي فكيف لو استعرضنا كل المجالات ..إن التعليم مهمة وطنية ضخمة. فوزارة التعليم لوحدها لن تصل به إلى الطموح الوطني. ولكي نتدارك قصوره لابد أن تتكاتف الجهود من قبل كافة مرافق الدولة بقطاعيها العام والخاص واستشعار خطورة الاستمرار على النهج والممارسة الحالية التي دفعتنا لتغريب أبنائنا بمئات الآلاف بحثا عن تعليم نحلم بالوصول إلى مستواه..!!
وكتبه: غازي أحمد الفقيه