كان الاب قادما من أبها بصحبة عائلته..
وكان ابنه عمره عشر سنوات
..
وكان في المقعد الخلفي لاهيا ومسببا ازعاجا لوالده
..
لم يحتمل الاب الأمر.. ونزل العقال وضربه ضربا مبرحا
..
بكى الابن .. وتألم والده
.. ومع ذلك قال في نفسه..
سأراضيه في الرياض !!
..
ولكن وقع لهم حادث ومات الابن وطفلة رضيعة
..
وأصيبت بقية العائلة وتم نقلهم للرياض على طائرة إخلاء طبي..

تالم الاب كثيرا ولم يفارقه الالم ابدا ..
ودائما يقول ..ليت ابني يعود لو لساعة..
مات ابني والحسرة في صدري..
فقط ارغب في ضمه ومسح دموعة..
ومع انه مؤمن بالقضاء والقدر..
الا ان الحسرة في قلبه..
ودوما يردد في داخله مات ابني وهو غاضب..
مات وهو باكٍ..
مات دون أن اضمه على صدري وأطيب خاطره..
ليت الليالي تعود لكن هيهات قضي الامر..

(أخيراً يا غاليين)

نقسو على من نحب..

ونردد الأيام كفيله بإرضائهم..
ولا نعلم أن الموت ربما يكون له رأي آخر..

أحدهم ماتت والدته وهي غاضبه عليه..
ماتت وهو يسوف ويقول غدا أطيب خاطرها..

ماتت قبل غدا !!
وبقيت الحسرة في صدره منذ موتها
ولن تتركه الحسرة إلاّ برحيله

زوج خرج من بيته

وقد أغضبته زوجته . .
وكانت ( قبلة الصباح ) كفيلة بأن تذيب جليد هذا الغضب . . !
كرامتها أبت عليها ( قبلة الصّباح ) !
وقالت . . أخبئها له حين يعود !!
لكنه .. خرج ولم يعد !!

زوجة . .
تركها زوجها بين جدران بيتها تموت كمداً وظلماً . . خرج . . وعناده يؤزّه إلاّ يطيّب خاطرها هو عند عتبة الباب . .
كان يخبّئ لها ( وردة مخمليّة ) وهو عائد إليها . . لكنه . .
دخل فوجدها مسجاة على فراش الموت !!

وإبن . . يجرّ باب البيت بقوة ومن خلفه أم تبكي أو اب يندب حسرة . . !
لهاثه وراءة رغباته الصحبة والرفقة . .
جعله يؤجّل إن ينطرح عند قدميهما يقبّلهما إرضاءً واعتذاراً . .
أغلق الباب وهو يحدّث نفسه ..حينما أعود . . أرضيهما !
لم يعد .. إلاّ بصوت هاتف يهاتفه ( عظم الله أجرك ) فيهما !!

لي . . ولك . . ولكل إنسان يحمل بين جنبيه قلب ( إنسان ) !

تذكر دائماً . . . لا تُغضب غالياً . . ثم تؤجّل إرضاءه إلى غد !!

كلمات جدا جدا رائعة
وكل حرف فيها يدق أفئدتنا ويطرق أبواب أرواحنا .
فكم من يخبي إعتذار لأخرين و يؤجل إلى بعد حين .
ولكن الزمن لا ينتظر !!

كلمات رائعة وفي صميم الواقع .

ومن هذا الباب أقدم خالص أسفي لكل من أسأت له فالموت لا ميعاد مسبق له.

تستحق النشر