)خارج الاقواس( الخلاف الحولي ..!!


# منذ عقود مضت وحتى اليوم والخلاف الحولي في شهر ربيع الأول يتجدد كل عام في قضية المولد النبوي الشريف تاريخه والاحتفال به .!
ويبدو أن أطراف الخلاف سائرون على طريق خلافهم هذا دون رغبة في الوصول إلى اتفاق يليق بأمة الإسلام ..!
والخلاف له محوران :
فالأول: تاريخ ميلاد المصطفى عليه الصلاة والسلام.
والثاني: هو الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. وفي هذا المحور
خلاف عقدي مذهبي بين المسلمين . ويبدو الاتفاق عليه أمرا غير يسير .!
واستقراء لهذا الخلاف :نجد أن :
* من قرأ سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام التاريخية .وما أورده المؤرخون والرواة الأوائل. سيلحظ على الفور عدم اتفاقهم منذ البداية على تاريخ محدد ليوم ولادة الرسول عليه الصلاة والسلام . وإذا كان هذا حال أوائلهم فكيف بالمتأخرين الناقلين عنهم ؟!
مع ملاحظة أن قريشا قبيلة الرسول عليه الصلاة والسلام وعرب ماقبل البعثة النبوية الشريفة لم يكن توثيقهم للتاريخ بالساعة واليوم والشهر .بل كان تاريخهم يوثق بالأحداث المصاحبة . فحتى حروبهم الدامية كانت تسمى بالأيام. كيوم ذي قار ويوم حليمة ويوم بعاث وغيرها....!
ولم تكن الشهور القمرية كذلك بأسمائها الحالية.
فالشهر المحرم كانوا يسمونه (المؤتمر) وصفر (ناجر )
وربيع أول(خوان).!
و أيام الأسبوع كانت لديهم:
كما قال ابن دريد:
أؤمّل أن أعيش وأنّ يومي بأوّل أو بأَهْوَن أو جُبَار
أو التالي دُبَار أو فيومي بمُؤْنِس أو عَرُوبَة أو شِيَار
فالسبت(شيار) والأحد(أول) والإثنين (أهون) والثلاثاء (جبار)والأربعاء(دبار) والخميس (المؤنس) والجمعة(عروبة).
وهنا يلاحظ أن اسم يوم الإثنين (أهون )ويوم الجمعة (عروبة).!
وبنزول القرآن الكريم لم يرد فيه إلا اسم يومين هما (الجمعة والسبت). فورد اسم يوم الجمعة في سورة الجمعة واعتمد (عيدا اسبوعيا للمسلمين) وقد غفل عنه اليهود باختيارهم السبت وغفل عنه كذلك النصارى باختيارهم يوم الأحد.فأصبحت أمة محمد عليه الصلاة والسلام في المقدمة.
وورد في القرآن الكريم أيضا ذكر ليوم السبت ست مرات في أربع سور منه هي (البقرة ،والنساء ، والاعراف ،و النحل).
ولذلك عرفت أيام الأسبوع المستعملة في الإسلام .!
*هناك شبه اتفاق من علماء الفقه والحديث و المؤرخين على أن شهر ولادته صلى الله عليه وسلم كان شهر (ربيع الأول). بعد اعتماد هجرته إلى المدينة تأريخا إسلاميا على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
* أما يوم ميلاده وهو الإثنين فقد تأكد بالسنة الصحيحة من حديث ابي قتادة( لما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الإثنين قال: (ذلك يوم ولدت فيه وبعثت فيه .وانزل عليُ فيه).
*لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحديدا لتاريخ يوم مولده ولم يرد عن صحابته وأهله المقربين بشأن ذلك . ومما ذكره العلماء أن ميلاده كان في الليلة الثانية أو الثامنة أو العاشرة أو الثانية عشرة وجميعها في شهر ربيع الأول .وبعض الفلكيين مسلمين وغيرهم رجحوا أن التاسع من شهر ربيع الأول هو يوم ميلاد الرسول ويوافق ٢٠ من نيسان عام الفيل .
* وهناك شبه اتفاق بين المصادر على أن مولده صلى الله عليه وسلم كان في عام الفيل .!
* ومن المعلوم أن وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم متفق على صحتها في ١٢ من ربيع أول عام ١١ للهجرة الموافق ٨ يونيو ٦٣٢م
* وبذلك عرف تاريخ وفاته صلى الله عليه وسلم ولم يتفق على تاريخ ولادته فكيف يحتفي بيوم مولده النبوي من الداعين لذلك في ١٢ من ربيع الأول كل عام وهذا التاريخ هو يوم وفاته عليه الصلاة والسلام .؟!
* وقد مر على وفاته صلى الله عليه وسلم أربعة قرون قبل أن يحتفل بمولده من بعض المسلمين. فلم يحتفل بمولده في القرون الثلاثة المفضلة ولم يفعل ذلك السلف الصالح من الصحابة والتابعين . ؟!!
*تذكر المراجع التاريخية أن أول من ابتدع هذا الاحتفال (العبيديون/ الفاطميون) _كدولة_ وهم فرقة من فرق الروافض نشأت في تونس و قوي شأنهم بعد تفردهم بحكم مصر .!
* والداعون للاحتفال بالمولد النبوي الشريف ما موقفهم من حديث نبيهم عليه الصلاة والسلام (تركت فيكم أمرين ما تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا .كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ).الراوي مالك بن انس.
* وبهذا التوجيه النبوي الشريف ماعلى المسلمين إلا الطاعة فيما أمر به ونهى عنه عليه الصلاة والسلام في سنته القولية والفعليه بعد كتاب الله الكريم.
* وهو صلى الله عليه وسلم عاش ٢٣ عاما بعد بعثته لم يحتفل بمولده . ولكم في رسول الله أسوة حسنة .
* وبعرض جميع المعطيات أعلاه. فهل يمكن لعلماء المسلمين الثقات (مفسرين وفقهاء ومحدثين) ومن خلال منظمتين إسلاميتين عالميتين هما رابطة العالم الإسلامي (مكة المكرمة) ومنظمة التعاون الإسلامي(جدة)
وضع هذا الخلاف الحولي على أجندة اجتماعات العلماء وقادة الفكر الإسلامي فيهما لكي يتم الحوار الهادف والبناء للوصول لرأي متفق عليه يجمع أبناء الأمة الإسلامية تجاه هذه (القضية العقدية) التي تجاوز عمرها ١١ قرنا وطال أمدها ..والله الهادي إلى سواء السبيل.


✍️ : غازي احمدالفقيه


ربيع اول١٤٤٥هجرية