جزر واق الواق

كثير منا سمع أو قرأ عن ما يسمى ب(جزر واق الواق)، وقليل منا لا يعرف عنها سوى أنها مجموعة من الجزر الأسطورية التي وردت في قصص (ألف ليلة وليلة)..
ويعرف بعض القراء أن السندباد البحري قد زار هذه الجزر ووجد فيها أشياء غريبة..!!

وكما نعلم فإن (ألف ليلة وليلة) هي مجموعة من القصص الشعبي العربي بلغة تتراوح بين الفصحى والعامية.

وقد ذكر ابن النديم ان هذه القصص مترجمة عن أصل بهلوي "الهزار افسان". أي "الألف خرافة"، وقد أضاف العرب إليها كثيراً من القصص والنوادر. وقد ترجمت (ألف ليلة وليلة) بتصرف بواسطة الكاتب الفرنسي (أنطوان جالان)، وذاعت في أوروبا منذ القرن الثامن عشر. وفي أواخر القرن التاسع عشر ترجمت عن الأصل، ومازالت إلى اليوم تصدر لها ترجمات مصورة وفاخرة.

ويعتقد كثير من الناس بأن جزيرة أو (جزر واق الواق) هي بلاد أسطورية من نسج الخيال، مثل بساط الريح، وخاتم سليمان، والحصان السحري، وغيرها من الخرافات، لكن للمستشرقين رأياً آخر.

ويعتقد بعض المستشرقين أن (جزر واق الواق) هو اسم أطلقه العرب على بلدين مختلفين من البلدان التي طالما ارتادها البحارة منهم، وكذلك بعض التجار العرب.

ويقع البلد الأول في الشرق الأقصى، وهو في رأي كثير من المستشرقين إقليم يقع على الساحل الشرقي في آسيا، شمال الصين.

ويأخذ بهذا الرأي المستشرق الفرنسي (فران) وكذلك المستشرق الروسي (كراتشكو فسكي).

ويذهب بعض المستشرقين إلى أن البلد الآسيوي الذي سماه العرب (جزر واق الواق) لم يكن جزءاً من ساحل آسيا الشرقي، بل كان جزر اليابان ذاتها، ويعتقد بهذا الرأي المستشرق البريطاني (كرامرز) وقد ذهب هذا المستشرق أيضاً إلى ان العرب أطلقوا اسم (واق الواق) على جزيرة مدغشقر (مالاجاسي) جنوب شرق القارة الافريقية.

وقد أحاطت الخرافات والأساطير باسم (واق الواق)، وهل هي جزر أسطورية أو واقعية. وقد سلّم عدد من الجغرافيين العرب بوجود (جزر واق الواق)، ولكنهم وصفوها وصفاً خرافياً، ومن هؤلاء الجغرافيين محمد بن أبي بكر الزهوي حوالي (532ه) وقد تحدث عنه المستشرق الروسي كراتشكوفسكي فقال:-

(ويبدو من كتاباته في الجغرافيا الفلكية ميل واضح إلى جمع الغرائب والعجائب). وهو في هذا الصدد يقص علينا حكاية من أكثر الحكايات طرافة وغرابة، تلك هي أسطورة (الشجرة المسحورة بجزر واق الواق التي تثمر أشجارها كل عام نساء بدلاً من الفاكهة).

فإذا كانت اليابان هي (جزر واق الواق)، فليس من المستغرب أن تثمر أشجارها (أرضها وعقول سكانها) الجديد كل عام.. لكن هذا الجديد ليس نساءً، بل تقنية رائعة في جميع مجالات الحياة..


المرجع :http://www.alriyadh.com/2008/05/02/article339404.html