حتى تكون دقائق الانتظار " مُتعة لا تضاهى" !
(1)
حينما يكونُ على موعدٍ في أحد المستشفيات، يذهبُ إلى المُستشفى فيُفاجأ بزحامٍ شديد، وعَددٍ هائلٍ من المنتظرين، كُلّهم يُريدون الدخول –قبله- إلى العيادة، فيتضجرُ كثيراً ويتململ أكثر ، ولا تراه إلا مُقلباً بصرهُ نحوَ ساعتهِ ، يَعد الدقائق ويَحسب الثواني ! وقد تعكر مزاجهُ وتكدرَ بالهُ !
(2)
وحينما ذهبَ إلى البنك، وأرادَ إيداعَ مبلغٍ في حسابهِ الشخصي ..
تفاجأ بعددٍ لا حصرَ لهُ من البشر، والبني آدميين ! وقد اكتظوا أمام النافذات، بل وفي جلسات الاستراحة، وفي كل مكان وحَيّز ، فلعنَ الدُنيا وشتمها ، وجلسَ ينتظر مُرغماً وأعصابهُ مَشدودةُ وتفكيرهُ مُنهكٌ !
صاحبنا هذا لو كانَ يُحب القراءة، ويَهوى الاطلاع، وجلبَ معهُ كتابًا يقرؤه لكل "مشوارٍ" يذهبُ إليه ، لكانت دقائق الإنتظار لديه " مُتعةٌ لا تضاهى " واسألوا مُجرّب !
بل إنّك في بعض الأحيان، تتمنى أن دقائق انتظارك تكونُ أطول ! لاستمتاعك البالغ في القراءة، وانهماككَ في الحروف !
ودُمتم أحبتي جميعاً في راحة بال وسعة أفق !