بين همّة السلف وهمّة الخلف


لقد كان جيل الصحابة رضوان الله عليهم على درجة عالية من

الهمة والنشاط ، اقتضت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

أن يدعوهم في كثير من المواقف إلى الحد من
النشاط الزائد ،وإلى العودة إلى مستوى القصد والاعتدال
والتوازن قائلاً لهم :"اكلفوا من الأعمال ماتطيقون " صحيح
البخاري





وحين خارت القوى ، وضعفت العزائم ، وفترت الهمم، صار

الواحد من الناس حين يطالب بأداء بعض الواجبات يكون
جوابه: لا أطيق ذلك . وأصبحنا بحاجة كبيرة للاستعاذة بالله
من هذاالحال :" اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل
"صحيح البخاري .
والناظر والمتأمل لدينا يرى أنه يخاطب أتباعه بقول الله عز
وجل:
(وَسَرِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ...)وقوله تعالى : (سَابِقُوا إلَى مَغُفِرَةٍ)
وأيضًا(فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) والبراهين في هذا الباب لا تحصى
.
إن دينَا هذا شأنه لا يقبل من أتباعه الكسل والخمول والعجز
والسكون والفتور والتواني ، والاسترخاء والتسويف والتأجيل وضعف الهمة .
وكلما ضعف الإيمان ضعفت معه الهمة إلى الطاعات ،
فلنحرص على أن نكون دائمًا في همة عالية قوية ، خاصة
بعد مواسم الخير حيث ينتاب بعضنا بعض الفتور والخمول
والكسل ، ولنستعيذ بالله دائمًا من العجزوالكسل..








وصلى الله على نبينا محمد ....