... لغة الزهور ...

وقفت أمام زهرة وحيدة تنبت في حديقة مهجورة في بيت وسط الصحراء‏,‏ كانت الزهرة تحس بالوحدة‏,‏ أو هكذا تصورت‏,‏ خيل إلي أنها لابد ان تكون متعطشة لشئ من الخضرة يؤنس وحشتها وسط جهامة الخلاء وامتداده‏.
قلت لها ـ صباح الخير‏..‏ انت اجمل زهرة في المكان‏..‏ قالت‏:‏ مامعني أجمل؟ ادركت أنها متواضعة الي الحد الذي تجهل فيه أنها جميلة‏,‏ وأدهشني قانون الخلق الذي تخضع له الزهور عدت أسألها‏:‏ فيم تفكرين وانت تشقين طريقك وسط ظلمة الطين وثقله‏,‏ هل تعذبت كثيرا‏,‏ قالت الزهرة ـ مامعني تعذبت؟ ادركت ان العذاب وقف علي الحياة الانسانية‏,‏ أما الجمال المجرد فلا يعرفه‏.‏
قلت لها ـ أنا آسف‏,‏ ما الذي تفكرين فيه الآن؟ قالت‏:‏ أفكر في اللحظة التي سأمنح فيها العطر للهواء سألتها‏:‏ أتحبين الهواء لهذا الحد‏..‏ قالت‏:‏ الشمس هي السبب‏..‏ قلت لها‏:‏ هل انت واقعة في حب الشمس‏.‏
قالت الزهرة‏:‏ الشمس تمنحني الطاقة‏,,‏ والله يأذن للشمس أن تمنحني الطاقة‏,‏ وانا أمتلئ بالعطر‏..‏
ويظل العطر سجينا داخلي فأفكر‏..‏
حتي يجئ الوقت ويفيض مني العطر وينسكب في الهواء حولي هذا كل ما يحدث‏..‏
سألت ـ ما الذي تأخذينه مقابل عطائك أيتها الزهرة؟ قالت الزهرة ـ لا أفكر هكذا‏,‏ لا أسأل ماذا سوف آخذ‏,‏ انني أعطي فقط قلت لها ـ ارجوك ان تجيبي علي سؤالي‏..‏ فكري مرة ثانية‏,‏ ماذا تأخذين مقابل عطائك؟ ماهو العائد؟
قالت الزهرة ـ مامعني العائد
قلت لها يبدو أنني أتحدث معك بلغة اخرى,‏ أنا آسف‏:‏ ماهو حلمك الان؟ قالت الزهرة‏:‏ أن أذبل‏,‏ ان انحدر نحو هدوء الشيخوخة ما أجمل ان ينحدر المخلوق نحو الأرض‏..‏ يمنح العطر وتبقي له الحكمه
........