سواح
03-07-2010, 06: AM
بسم الله الرحمن الرحيم
نص أدبي جميل ؛ أعجبني ؛ فأحببت أن تشاركوني إياه ؛ و هو من مدونة ( فراشة حزيران) ..
(من سحر ِ عينيك ِ اجعلي ذلك َ الشلال َ يشرب
من دفء ِ كفّيك ِ ارو ِ مرافئ الينبوع ِ حين َ تنضب
- سيّدتي لم تجيبيني هل في بيتك ِ سكّر ؟
أم هل يباع ُ الطّل ُّ في أحيائكم ويُـشرَب ؟
أم تراه ُ الشّهد ُ في حاراتكم ؟ ولعلّه ُ ابريق ُ الشّاي ِ حين َ يُسكب ؟
بعينين ِ حائرتين ِ جلت ُ ببصري في أركان ِ كوخها النظيف , رائحة ُ النعناع ِ تزكم ُ الانوف َ وتطيّب النفوس , وتبعث ُ شيئـًا منَ السكينة ِ في القلوب .
بادلتنتي حيرة َ النظرات ِ , وصمت َ الكلمات , وكأن ّ الحروف َ وجدت لهـا من أنفاسنـا مَهرَب !
- سيّدتي هل مرّ بك ِ عصفوري؟ تعلمين َ كم ذلك َ الشّقي ُّ إلى نفسي محبب !
إعتاد َ أن يغادرني ليَلعب !
أجيبيني , ما بال ُ حمرة ُ وجنتيك ِ تكتسي اصفرار اً وتشحب ؟ أأصابه ُ ضررٌ أو تـَعَب ؟
أفي بيتك ِ سكّر ؟
عالجي الأقفال َ في قلبي ولا تَجعلي الحظّ التعيس َ يُندَب !
- خَل ّ عنك ِ يا صغيرة .. هل أفرش ُ لك ِ بساطــًا أم تريدين َ افتراش َ بسائط ِالزهر ِ الأحمر ؟
بل تَعالَي لندخل ..
إحتضنت ْ كفّي َ المعذّبة َ وجرّتني الى الدّاخل .
زوايا بيتها نظيفة , قد هجرتهـا العناكب ولم تجرؤ على تلوّيث أركانه ِ بخيوطهـا الغبراء خشية َ غضب ِ هذه ِ السّيدة .
وطاولة ُ السّنديان ِ استقرّت وسط َ الصالة ِ يعلوهـا شرشف ٌ كستنائيٌّ أحمر , والسّتائر ُ الورديّة ُ قد التفّت حولها شرائط ُ بنفسجيّةٌ داكنة قد رُبطت بعناية ٍ وإتقان !
قدّمت لي كرسيّا ورديّا يليق ُ بالأطفال ِ وغاب َ طيفهـا ..
وعادت تحمل ُ فنجان َ شاي , و قدّمته ُ لي قائلة :
- تذوّقيه
تاهت نظراتي بينهـا وبين َ ما استقرّ لديّ .
فنجان ُ شاي ٍ أخضر !
عذرا ًسيّدتي , من بحر عينيك الازرق اسكبي لي فنجان َ قهوة .
- لكننا يا صغيرتي لا نحتسي الا الشاي َ مع السكر .
رأيتها تتناول ُ فنجانهـا وتشرب , غضضت ُ الطّرف َ حتّى لا أفسد َ عليهـا لذّة َ ذلك َ الفنجان ِ الأخضر ,
فلأرتشف من بحره ِ الهائج ِ ما يسقي ذلك َ الصّديان َ الهائم , ولأصطبر على مذاق ِ الزّعتر ..
لم أتمالك نفسي بعد َ أوّل ِ رشفه ..
- إنّه ُ سيّء .. مذاقه ُ مرٌّ كالعلقم !
أفزعهـا مظهريَ المتجهّم , فركضت إلى مَطبخهـا وعادت لتراني لا زلت ُ أبحث ُ في أركان ِ بيتهـا عن سكّـر .
- هاك ِ إنّه ُ السّكر !
وعادت لتسقرّ على مقعدهـا بأمان ٍ ترتشف ُ مـا تبقّى من فنجانهـا , أمّـا أنا فطفقت ُ أضيف ُ ملعقة ً من السّكر ِ وأرتشف ُ قليلا ً ولا زال َ في مذاقه ِ علقم .
نظرت ُ اليهـا هادئة ً تشرب ُ فنجانهـا , وكأنّهـا تشرب ُ شهدا ً أو سكّــر .
فراودتني فكرة ُ انتزاع ِ ذلك َ الفنجان ِ علّني أتذوقه , إلا أنني أبيت ُ على نفسي إلّا أن اجعل َ فنجاني ألذّ و أطيب .
ولا زلت ُ اضيف ُ السكّر والسكر , والشّاي ُ يأبى أن يستلذّ , وتناثَـرت حبيبات ُ السّكر ِ من حولي شاهدة ً على هزيمتي أمام َ فنجان ِ شاي ٍ أخضر ٍ محلّى ً بالسّكر !
وبمقلتين ِ دامعتين ِ طالعتهـا سائلة ً عن مذاق ِ فنجانهـا .
- إنّه ُ حلو ٌ كالسّكر , بل وأكثر .. تذوقيه ِ ..
ارتشفت ُ ما تبقى من شاي ٍ في فنجـانهـا ,
- لذيذ ٌ كالسّكــر ..
- عذرا ً صغيرتي , ففنجاني بدون ِ سكّر .. تستطيعين َ أخذ َ كلّ ما تبقّى لديّ من سكّـر , ألم نسألي إن كان َ في بيتي سكّــر ؟
- بل عذرك ِ أنت ِ سيّدتي , عصفوري الصغير ُ هو َ سكّــر .
- تقصدين َ طائر َ الحسون ِ ؟ آه ٍ من ذلك َ المشاكس , اذهبي إلى شجرة ِ السنديان ِ هناك َ , قد استقرّ على احد ِ أفنانهـا يغرّد ُ وينشد..
أطللت ُ من بين ِ الستائر ِ الورديّة , انه ُ عصفوري سكّــر , قد انتقل َ للعيش ِ هنا , ترافقه ُ عصفورة ٌ صغيرة ..
قد غادرني وغدرني عصفوري َ الصغير .. فلأدعه ُ وشأنه ..
أخذت ُ علبة َ السكّر ِ , فشكرتهـا ثم افت ..)
نص أدبي جميل ؛ أعجبني ؛ فأحببت أن تشاركوني إياه ؛ و هو من مدونة ( فراشة حزيران) ..
(من سحر ِ عينيك ِ اجعلي ذلك َ الشلال َ يشرب
من دفء ِ كفّيك ِ ارو ِ مرافئ الينبوع ِ حين َ تنضب
- سيّدتي لم تجيبيني هل في بيتك ِ سكّر ؟
أم هل يباع ُ الطّل ُّ في أحيائكم ويُـشرَب ؟
أم تراه ُ الشّهد ُ في حاراتكم ؟ ولعلّه ُ ابريق ُ الشّاي ِ حين َ يُسكب ؟
بعينين ِ حائرتين ِ جلت ُ ببصري في أركان ِ كوخها النظيف , رائحة ُ النعناع ِ تزكم ُ الانوف َ وتطيّب النفوس , وتبعث ُ شيئـًا منَ السكينة ِ في القلوب .
بادلتنتي حيرة َ النظرات ِ , وصمت َ الكلمات , وكأن ّ الحروف َ وجدت لهـا من أنفاسنـا مَهرَب !
- سيّدتي هل مرّ بك ِ عصفوري؟ تعلمين َ كم ذلك َ الشّقي ُّ إلى نفسي محبب !
إعتاد َ أن يغادرني ليَلعب !
أجيبيني , ما بال ُ حمرة ُ وجنتيك ِ تكتسي اصفرار اً وتشحب ؟ أأصابه ُ ضررٌ أو تـَعَب ؟
أفي بيتك ِ سكّر ؟
عالجي الأقفال َ في قلبي ولا تَجعلي الحظّ التعيس َ يُندَب !
- خَل ّ عنك ِ يا صغيرة .. هل أفرش ُ لك ِ بساطــًا أم تريدين َ افتراش َ بسائط ِالزهر ِ الأحمر ؟
بل تَعالَي لندخل ..
إحتضنت ْ كفّي َ المعذّبة َ وجرّتني الى الدّاخل .
زوايا بيتها نظيفة , قد هجرتهـا العناكب ولم تجرؤ على تلوّيث أركانه ِ بخيوطهـا الغبراء خشية َ غضب ِ هذه ِ السّيدة .
وطاولة ُ السّنديان ِ استقرّت وسط َ الصالة ِ يعلوهـا شرشف ٌ كستنائيٌّ أحمر , والسّتائر ُ الورديّة ُ قد التفّت حولها شرائط ُ بنفسجيّةٌ داكنة قد رُبطت بعناية ٍ وإتقان !
قدّمت لي كرسيّا ورديّا يليق ُ بالأطفال ِ وغاب َ طيفهـا ..
وعادت تحمل ُ فنجان َ شاي , و قدّمته ُ لي قائلة :
- تذوّقيه
تاهت نظراتي بينهـا وبين َ ما استقرّ لديّ .
فنجان ُ شاي ٍ أخضر !
عذرا ًسيّدتي , من بحر عينيك الازرق اسكبي لي فنجان َ قهوة .
- لكننا يا صغيرتي لا نحتسي الا الشاي َ مع السكر .
رأيتها تتناول ُ فنجانهـا وتشرب , غضضت ُ الطّرف َ حتّى لا أفسد َ عليهـا لذّة َ ذلك َ الفنجان ِ الأخضر ,
فلأرتشف من بحره ِ الهائج ِ ما يسقي ذلك َ الصّديان َ الهائم , ولأصطبر على مذاق ِ الزّعتر ..
لم أتمالك نفسي بعد َ أوّل ِ رشفه ..
- إنّه ُ سيّء .. مذاقه ُ مرٌّ كالعلقم !
أفزعهـا مظهريَ المتجهّم , فركضت إلى مَطبخهـا وعادت لتراني لا زلت ُ أبحث ُ في أركان ِ بيتهـا عن سكّـر .
- هاك ِ إنّه ُ السّكر !
وعادت لتسقرّ على مقعدهـا بأمان ٍ ترتشف ُ مـا تبقّى من فنجانهـا , أمّـا أنا فطفقت ُ أضيف ُ ملعقة ً من السّكر ِ وأرتشف ُ قليلا ً ولا زال َ في مذاقه ِ علقم .
نظرت ُ اليهـا هادئة ً تشرب ُ فنجانهـا , وكأنّهـا تشرب ُ شهدا ً أو سكّــر .
فراودتني فكرة ُ انتزاع ِ ذلك َ الفنجان ِ علّني أتذوقه , إلا أنني أبيت ُ على نفسي إلّا أن اجعل َ فنجاني ألذّ و أطيب .
ولا زلت ُ اضيف ُ السكّر والسكر , والشّاي ُ يأبى أن يستلذّ , وتناثَـرت حبيبات ُ السّكر ِ من حولي شاهدة ً على هزيمتي أمام َ فنجان ِ شاي ٍ أخضر ٍ محلّى ً بالسّكر !
وبمقلتين ِ دامعتين ِ طالعتهـا سائلة ً عن مذاق ِ فنجانهـا .
- إنّه ُ حلو ٌ كالسّكر , بل وأكثر .. تذوقيه ِ ..
ارتشفت ُ ما تبقى من شاي ٍ في فنجـانهـا ,
- لذيذ ٌ كالسّكــر ..
- عذرا ً صغيرتي , ففنجاني بدون ِ سكّر .. تستطيعين َ أخذ َ كلّ ما تبقّى لديّ من سكّـر , ألم نسألي إن كان َ في بيتي سكّــر ؟
- بل عذرك ِ أنت ِ سيّدتي , عصفوري الصغير ُ هو َ سكّــر .
- تقصدين َ طائر َ الحسون ِ ؟ آه ٍ من ذلك َ المشاكس , اذهبي إلى شجرة ِ السنديان ِ هناك َ , قد استقرّ على احد ِ أفنانهـا يغرّد ُ وينشد..
أطللت ُ من بين ِ الستائر ِ الورديّة , انه ُ عصفوري سكّــر , قد انتقل َ للعيش ِ هنا , ترافقه ُ عصفورة ٌ صغيرة ..
قد غادرني وغدرني عصفوري َ الصغير .. فلأدعه ُ وشأنه ..
أخذت ُ علبة َ السكّر ِ , فشكرتهـا ثم افت ..)