المتسامح
05-11-2012, 08: PM
****غالباً ما يتشاجر اﻷطفال داخل البيت الواحد وقد تصل المشاحنات بينهم إلى حد اﻹيذاء أحياناً ما يؤدي إلى حال من الشعور بخيبة اﻷمل عند اﻵباء واﻷمهات، وتصورهم بأن تقويم سلوك اﻷطفال ونشر عنصر الحب بينهم غدا أمراً مستحيﻼً وصعباً ما يؤدي إلى جوٍّ من الكآبة داخل البيت، وهذا الشعور هو شعور خاطئ ﻷن المشاحنات والشجار بين اﻷطفال هو حال طبيعية يجب علينا ككبار أن نراقبها ونوجههم باتجاه التصرفات السليمة ونغرس فيهم القيم السامية، وظاهرة الشجار هي حال تظهر في الشارع وفي المدرسة وﻻ تقتصر على المنزل فقط، ويعتبر بعض علماء النفس والتربية أن الشجار ذو طابع غريزي وفطري لدى الطفل... فإذا زادت الحال عن حدها وتكررت ورافقها عنف عندئذ تستدعي القلق والمعالجة النفسية السريعة، وللمشاحنات بين اﻹخوة جانب إيجابي إذ يتعلمون من خﻼلها كيفية الدفاع عن النفس، كما يمكن من خﻼلها التعبير عن المشاعر الكامنة... ومعروف أن الطفل يميل للعنف عادة عندما يكون غاضباً أو خائفاً أو قلقاً أو يشعر بتهديد ما أو نقص في الثقة بنفسه أو باﻵخرين وتكون استجاباته العدوانية موازية لردود فعل اﻵباءوعلى اﻷم في حال الشقاق والعنف بين اﻹخوة أن تعلم أن اﻷطفال يجب أن يدركوا أن المشاعر العدوانية العنيفة مشاعر طبيعية موجودة داخل كل إنسان وأن عليهم أن يتعلموا كيفية التحكم والسيطرة على هذا الشعور في تعاملهم مع اﻵخرين ولكن كيف يتم إقناع طفل صغير بهذه اﻷمور الصعبة والمعقدة؟!.****والجواب على السؤال هو أنه يجب على اﻷم أن تحافظ على هدوئها لتقنع الطفل أن اعتراضها على عنفه وليس على شخصه وأنها تُحبه، ولكن ﻻ تحب تصرفاته العنيفة، ويجب على اﻷم أن تصرَّ دائماً على نهيه وتأنيبه على السلوك غير المحبب، وعندما تكون ردود فعله على ذلك قوية وعنيفة يجب على اﻷم تجاهله تماماً حتى يعود لهدوئه وعند ذلك تضمه لصدرها وتُشْعِره بحبها الشديد له.****كما يجب على اﻷم لعﻼج مشكلة الشقاق والعنف أن تعدل في معاملة اﻷطفال بكل شيء، وأن تراعي الفوارق الفردية بينهم في أثناء التعامل معهم، وأن تسمع ﻵرائهم وتناقشهم فيها، وأن تتجاهل النزاعات البسيطة بينهم، وأن توجد جواً من التفاهم من خﻼل توزيع المسؤوليات والحقوق داخل المنزل
.مجلة الوعي اﻹسﻼمي
.مجلة الوعي اﻹسﻼمي