النيرس
27-03-2013, 01: AM
مقدمه عن الموضوع ..يعاني عدد ﻻبأس به من المرضى من أمراض صمامات القلب المختلفة. هذه اﻷمراض ، وإن أختلفت أسبابها أو أنواعها ، فإنها تكاد تشترك جميعاً بأعراض وعﻼمات معينة ، تسهل على الطبيب اﻷشتباه بوجودها وتشخيصها بمساعدة بعض الفحوصات المعينةفي مقالنا هذا ، والذي سينقسم إلى جزئين ، سنوضح أوﻻً وظيفة القلب كجزء متكامل ودور الصمامات في هذه الوظيفة . ومن ثم ، سنتحدث بإختصار عن أمراض الصمامات عامة وأنواعها ومسبباتها وأعراضها ، وسنتطرق أيضاً إلى طرق تشخيصها وعﻼجها ، وخاصة دور الجراحة في هذا العﻼج . وسنسهب أخيراً ، وفي الجزء الثاني من :)المقالة عن دور الصمامات البديلة في عﻼج هذه اﻷمراض وعن كيفية تقويم أداءها الوظيفي وعن المضاعفات التي قد تنتج عن الخلل في هذا اﻷداء .القلب عبارة عن عضو أجوف صغير ، يزيد حجمة قليﻼً عن حجم قبضة اليد ، ويقع في منتصف القفص الصدري مع ميﻼن بسيط إلى الجانب اﻷيسر من القفص . وينقسم القلب إلى نصفين ، يفصل بينهما حاجز ، ﻻيسمح تحت الظروف العادية ، بمرور الدم بين هذين النصفين . وينقسم كل من النصفين إلى حجرتين أو تجوفين : حجرة عليا تعرف باﻷذين وحجرة سفلى تعرف بالبطين . يفصل بين كل أذين وبطين صمام ، كما يفصل بين كل بطين والشريان المتصل به صمام . تعمل هذه الصمامات ، في وضعها الطبيعي ، على أن يمر الدم في أتجاه واحد عندما تفتح ، وتمنع ارتجاع الدم أو ارتداده من خﻼلها عندما تنغلق وتعرف الصمامات علمياً بالدسامات وللقلب صمامات أربعة هى :****1- الصمام التاجي ( ويعرف أيضاً بالصمام الميترالي ) ويفصل بين اﻷذين اﻷيسر والبطين اﻷيسر ويسمح في وضعه الطبيعي بمرور الدم في إتجاه واحد من اﻷذين إلى البطين .****2- الصمام اﻷبهري ( ويعرف أيضاً بالصمام اﻷورطي ) ويقع مابين البطين اﻷيسر والشريان اﻷبهر ( ويعرف أيضاً بالشريان اﻷورطي ) والذي يسمح عند فتحة بمرور الدم باتجاه واحد من البطين اﻷيسر إلى الشريان اﻷبهر .****3- الصمام ثﻼثي الشرفات : ويقع مابين اﻷذين اﻷيمن والبطين اﻷيمن ، ويسمح بمرور الدم باتجاه واحد من اﻷذين اﻷيمن إلى البطين اﻷيمن .****4- الصمام الرئوي : ويقع مابين البطين اﻷيمن والشريان الرئوي ، ويسمح بمرور الدم باتجاه واحد من البطين اﻷيمن إلى الشريان الرئوي ومنه إلى الرئتين .****ويفتح كل من الصمام التاجي والصمام ثﻼثي الشرفات عند أنبساط القلب في حين ينغلق كل من الصمام اﻷبهري والصمام الرئوي وذلك للسماح للبطينين باستقبال الدم . ويفتح كل من الصمام اﻷبهري والصمام الرئوي أثناء انقباض القلب في حين ينغلق كل من الصمام التاجي والصمام ثﻼثي الشرفات للسماح للدم بالمرور خﻼلهما إلى كل من الشريان اﻷبهر والشريان الرئوي وذلك بالتتابع .****هذا ويستقبل اﻷذين اﻷيمن كل الدم العائد من الجزئيين اﻷعلى واﻷسفل من الجسم ، المفتقر لﻸوكسجين والمحمل بثاني أكسيد الكربون ، من خﻼل وريدين كبيرين يعرفان بالوريد اﻷجوف العلوي والوريد اﻷجوف السفلي . ويمر الدم من اﻷذين اﻷيمن إلى البطين اﻷيمن عبر الصمام الفاصل بينهما وهو الصمام ثﻼثي الشرفات ، ويضخ البطين اﻷيمن الدم عند انقباض القلب عبر الصمام الرئوي إلى الشريان الرئوي ومنه إلى الرئتين حيث ينقي من ثاني أكسيد الكربون ويحمل باﻷوكسجين ليعود مرة أخرى ، خﻼل أربعة من اﻷوردة الرئوية إلى اﻷذين اﻷيسر ، ومنه ، ومن خﻼل الصمام التاجي إلى البطين اﻷيسر . وعند انقباض القلب مرة أخرى ، يدفع البطين اﻷيسر هذا الدم ومن خﻼل الصمام اﻷبهري إلى الشريان اﻷبهر وبذلك يتم توزيع الدم إلى مختلف أنحاء الجسم من خﻼل فروع الشريان اﻷبهر العديدة ، حامﻼً معه اﻷوكسجين والغذاء الضروري ليعود مرة أخرى محمﻼً بثاني أكسيد الكربون إلى الجهة اليمنى من القلب ، وهكذا تتكرر كل من الدورة الدموية والدورة الرئوية تباعاً .****ولقد خلق الله سبحانه وتعالى هذا القلب الصغير بفعالية كبيرة لها القابلية للتجاوب مع أحتياجات الجسم المتغيرة دوماً فيقوم بضخ كمية أكبر من الدم عند قيام الفرد بمجهود أكبر ، ويضخ دماً أقل عند الخلود إلى الراحة ، كالنوم مثﻼً .****مما ذكر سالفاً ، يتضح لنا ماللصمامات من أهمية كبيرة في عمل القلب ككل ، إذ أنها تتحكم باندفاع الدم خﻼل القلب ومنه ، فتعمل على تفريغ حجرات القلب بشكل تام وفي أتجاه واحد وتمنع ارتجاع الدم إلى الحجرات التي أخليت لهذا السبب ، وأن أي عطب أو خلل بهذه الصمامات يؤثر على وظيفة القلب بدرجة تتفاوت تفاوت حدة الخلل .****أسباب أمراض صمامات القلب****..أهم اﻷمراض التي تؤثر على كفاءة الصمامات وأدائها الوظيفي هى :****1- مرض روماتيزم القلب وهو مرض يصييب الصمامات نتيجة لتعرض المرء للحمى الروماتيزمية في سن الطفولة وفي سن مبكر .****2- مرض نقص التروية القلبية بسبب مرض تصلب شرايين القلب التاجية المغذية لعضلة القلب . وعادة مايصيب المرضى المتقدمين بالعمر .****3- التغيرات التي قد تحدث في الصمامات بسبب تقدم العمر والتي غالباً ماتكون ناتجة عن ترسبات الكالسيوم عليها وتصلبها ، واكثر الصمامات عرضة لتلك التغيرات هو الصمام اﻷبهري .****4- تأثر الصمامات باﻹلتهابات المباشرة بسبب التهاب بكتيري حاد أو مزمن .****5- بعض اﻷمراض التي تصيب أنسجة الجسم اﻷخرى ، كالمفاصل مثﻼً ، قد تصيب الصمامات أو غشاء القلب المبطن .****6- بعض اﻷمراض التي تصيب النسيج الضام للجسم قد تؤثر في شكل ووظيفة الصمامات مثل مايحدث في وجود مرض مارفان .****وتعتبر كل هذه اﻷسباب أسباباً مكتسبة ولكن ، قد يولد الشخص بعيب خلقي في أحد هذه الصمامات ، وعادة مايكون تضيقاً شديداً أو حتى أنسداداً تاماً فيها . يتطلب التدخل الجراحي في اﻷيام اﻷولى أو الشهور اﻷولى من العمر .****ومهما كان نوع المرض المؤثر في الصمام ، فإنه يصيب الصمام إما بالتضيق نتيجة عجزه عن أن يفتح بحرية أو باﻹرتجاع ( ويعرف أيضاً بالقصور أو التهريب ) نتيجة عجزه عن الغلق . وقد تجتمع الحالتان معاً في نفس الصمام أو قد يتأثر أكثر من صمام واحد عند نفس المريض بأي من الحالتين أو كﻼهما . ويعيق تضيق الصمام من تدفق الدم مابين اﻷذين والبطين أو مابين البطين والشريان المتصل به . أما في حالة ارتجاع الصمام فإن الدم يتسرب عبر وريقاته الغير قادرة على الغلق المحكم إلى حجرة القلب التي يفترض أنها أخليت من الدم فتمتلء من جديد بصورة جزئية وبكمية من الدم نفسه الذي ضخته خارجاً ! وتختلف هذه الكمية باختﻼف حدة تأثر الصمام بالمرض . ويعوض القلب هذا الخلل في عمل الصمامات بالعمل بشكل أكبر فيبذل جهداً مضاعفاً ، إما ليستوعب التدفق الزائد للدم المرتد في حالة اﻷرتجاع أو للتغلب على ضيق الصمام لضخ مايحتاجه الجسم من الدم . ولو استمر الحال كما هو عليه لمدة طويلة فإن القلب يتضخم تدريجياً وينتهي اﻷمر به عادة إلى قصور قلبي أحتقاني . ويعتبر الصمام التاجي أكثر الصمامات تعرضاً للتلف ، ويليه الصمام اﻷبهري .****عوارض وعﻼمات أمراض صمامات القلب ..ينتج عن أمراض صمامات القلب عوارض تختلف باختﻼف الصمام المتأثر وبمدى تقدم المرض . نذكر من هذه العوارض مايلي :****1- ضيق النفس وخاصة عند القيام بمجهود بدني .****2- آﻻم الصدر : تحدث أيضاً عند القيام بمجهود بدني .****3- الدوار والدوخة أو حتى اﻹغماء في الحاﻻت المتقدمة . وعادة ماتكون هذه مصاحبة ﻷمراض تضيق الصمامات خصوصاً تضيق الصمام اﻷبهري .****4- اﻹعياء والخمول .****5- خفقان القلب .****6- السعال الذي قد يكون مصحوباً بالدم ، خصوصاً في حاﻻت أمراض الصمام التاجي .****7- أحتقان الكبد وتورم الكاحلين .****وقد ﻻيشعر المريض بأي من هذه العوارض المذكورة أعﻼه في الحاﻻت البسيطة أو المتوسطة . ويمكن للطبيب اﻹستدﻻل على نوعية المرض بفحص المريض واﻻستماع إلى أصوات القلب بالسماعة الطبية والتأكد من وجود لغط أو أكثر مصاحب أم ﻻ .****تشخيص أمراض صمامات القلب :يلعب تاريخ المريض الطبي ( ويعرف أيضاً بالسيرة السريرية ) والعوارض التي يشكو منها ، إلى جانب الفحص السريري دوراً كبيراًُ ، إما في اﻷشتباه بوجود المرض أو في تشخيصه وتشخيص مضاعفاته . وقد يطلب الطبيب بعض الفحوصات أو اﻻختبارات التشخيصية للتأكد من وجود المرض وتحديد مدى تقدمه نذكر منها :****1- أشعة الصدر السينية ، وتساعد على تقويم حجم القلب وحجراته ، كما تساعد على تحديد مدى تأثير المرض على الرئتين .****2- تخطيط القلب الكهربائي ( ويعرف أيضاً برسم القلب الكهربائي ) ويساعد على تشخيص اﻷضطرابات في ضربات القلب إن وجدت ، كما يعطي أنطباعاً عن حجرات القلب المتضخمة . ومن الممكن أيضاً ، عن طريق تخطيط القلب الكهربائي اﻹستدﻻل على وجود قصور بالشرايين التاجية ، إن وجد .****3- تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية ( ويعرف باﻹيكو ) ، إما عن طريق القفص الصدري أو عن طريق منظار المرئ . وتعتبر هذه الطريقة التشخيصية الوسيلة المفضلة للتشخيص إذ أنه يمكن رؤية الصمامات وتسجيل حركتها والتأكد من أغﻼقها المحكم . أو عدمه وتقدير نسبة التضيق أو اﻻرتجاع وتسجيل حركة الدم داخل القلب ومنه إلى الشريانين الرئيسيين وقياس مدى تضخم حجرات القلب المختلفة وتقويم عمل عضلة القلب .****4- وقد يضطر الطبيب ، في حاﻻت نادرة ، إلى أجراء قسطرة قلبية تشخيصية للتأكد من وجود مرض في الصمامات . لكن القسطرة القلبية ضرورية لتصوير شرايين القلب التاجية عند المرضى بعد سن معينة للتأكد من خلوها من التضيق الذي قد يستدعي الجراحة أثناء أجراء عملية إصﻼح الصمام أو تغيره .****عﻼج أمراض صمامات القلب ..يستطيع مريض صمامات القلب ، تحت اﻹشراف الطبي المستمر ، من العيش ولسنين طويلة باستعمال اﻷدوية المناسبة والتي يصفها الطبيب حسب نوع المرض . لكن في حاﻻت اﻷمراض المتقدمة أو في حالة انعدام جدوى هذه اﻷدوية ، فإنه يصبح من الضروري أجراء تدخل