المنادي
24-06-2013, 04: PM
مقال للكاتب / صالح الشيحي 6/17
من أكبر اﻷخطاء السياسية التي وقعت فيها دول الخليج -وعلى رأسها السعودية- خﻼل العشر سنوات الماضية (2003/2013) هي أنها أدارت ظهرها للعراق.. فقدمتها دون أن تقصد، بكافة مكوناتها ومؤسساتها وعشائرها السنية هدية ثمينة ﻹيران. خﻼل هذه السنوات العشر استطاعت إيران أن تحتل العراق احتﻼﻻً فعلياً واضح المعالم بمباركة أميركية خالصة. سياسة (عدم التدخل في شؤون اﻵخرين) -إن كنا صادقين فيها فعﻼً- كانت هي المنزلق الحاد الذي أوصلنا لهذه المرحلة الخطرة.. كان باستطاعتنا أن نحد من التدخل اﻹيراني في العراق لكننا لم نفعل والحجة (عدم التدخل في شؤون اﻵخرين).. كان باستطاعتنا الحفاظ على وحدة العراق لكننا لم نفعل والعذر (نرفض التدخل في شؤون اﻵخرين).. كان باستطاعتنا الدفاع عن حقوق السنّة وذلك أضعف اﻹيمان.. لم نفعل شيئا والسبب هذه الحجج الواهية.. وما زلنا نتفرج على اﻷخطبوط اﻹيراني وهو يمد أذرعته بشكل مخيف على كامل التراب العراقي. قبل سنتين كادت البحرين تتحول إلى محافظة إيرانية خالصة.. ساعات قليلة كانت تفصل اﻹيرانيين عن تحقيق حلمهم.. تحرك الخليجيون بسرعة مذهلة.. فاستطاعوا أن يقطعوا الطريق على المخططات واﻷطماع اﻹيرانية، ﻻ تزال المحاوﻻت اﻹيرانية قائمة ولن تتوقف.. سنكون سذجاً إن ظننا أن لغتنا الناعمة ستضع حداً للتدخﻼت اﻹيرانية. ظننت أننا استوعبنا الدرس العراقي بشكل جيد.. لكن الحالة السورية أثبتت لنا العكس! ذات السيناريو العراقي يتكرر في سوريا.. احتﻼل فارسي ﻻ تخطئه الظنون.. وما زلنا نتعامل مع اﻷحداث بﻼ مباﻻة.. عين تبكي على سوريا وعين ترقب وتراقب أميركا.. سنتان ونحن ننتظر ماذا تقول الوﻻيات المتحدة اﻷميركية.. وهل تبدل الموقف الروسي أم ﻻ؟ كل ما يقال ويكتب ﻻ يشعر بخطورة التحركات اﻹيرانية الممنهجة.. ما قيل عن الوجود اﻹيراني في العراق، يقال اليوم في سوريا.. غيبوبة تامة تعيشها دول المنطقة طيلة العامين المنصرمين من عمر الثورة السورية التي حصدت قرابة مئة ألف قتيل.. والمحزن أن أكاديمياً سعودياً بارزاً هو الدكتور «خالد الدخيّل» يقول قبل يومين: إن إيران ﻻ تستطيع أن تكسب في سوريا مهما فعلت. بإمكانها أن تدمي بلد اﻷمويين، وأن تكلفه الكثير، لكنها ﻻ تملك إمكان حسم الحرب لصالحها هناك.. ويمضي في «لغة تخديرية» تكررت كثيراً قائﻼً: بإمكان حسن نصرالله أن يلقي من الخطابات باسم طهران عدد ما يشاء، لكن ذلك لن يغيّر من الواقع شيئاً. منذ ما قبل اﻹسﻼم، لم يتجاوز النفوذ الفارسي كثيراً حدود بﻼد الرافدين».. هذه لغة تخديرية بامتياز مع تقديري للدكتور الدخيّل.. هذه اللغة غير واقعية.. ﻻ تستند على أي منطق.. هذه اللغة هي التي أضاعت بﻼد الرافدين.. لقد سمعنا شيئاً من ذلك حينما بدأ المالكي العبث بالعراق.. فكانت النتيجة ما ترون وتسمعون. أضاعت دول الخليج وقتها جرياً خلف المؤتمرات.. مؤتمرات تلو مؤتمرات تلو أخرى.. بينما كانت إيران تسير بقدمين.. واحدة نحو المؤتمرات والمفاوضات.. وأخرى نحو الميدان.. تأملوا الملف النووي اﻹيراني.. يفاوضون العالم وفي الوقت نفسه هم ماضون في مشروعهم -اقرؤوا تصريحات الرئيس اﻹيراني الجديد قبل يومين هو يعلن ذلك بوضوح- وكذا الحال في سوريا.. يفاوضون ويتحدثون -أحياناً بالنيابة- وفي الوقت نفسه يرسلون الطائرات محملة بالسﻼح والمقاتلين الحالمين بالجنة على أكتاف اﻷطفال والنساء! الحقيقة التي يهرب منها الجميع.. إن سقطت سوريا تحت اﻻحتﻼل والسيطرة اﻹيرانية ستسقط البحرين.. وحينما تسقط البحرين ستسقط الكويت، وحينما تسقط الكويت ستتساقط دول الخليج واحدة تلو اﻷخرى بما فيها السعودية -مسألة وقت- سقوط سوريا هو إعﻼن غير مباشر لقيام (اﻹمبراطورية الفارسية العظمى).. ولن تنفعنا حينذاك اتفاقياتنا وتحالفاتنا اﻷمنية.. نحن أمة ﻻ تقرأ الواقع بشكل جيدا. اﻷطماع الفارسية بدت واضحة.. وكما قال الكاتب السعودي «جمال خاشقجي» لم تعد هﻼﻻً شيعياً.. ولذلك ليس هناك أي حل سوى الدخول في سوريا عبر أي طريق أو طريقة.. المندوب اﻹيراني في بيروت «حسن نصر الله» قال في خطابه اﻷخير «حيث يجب أن نكون سنكون».. أفزعتني عبارته.. نقلتها في ذات اللحظة عبر تويتر.. الرجل كشّر عن أنيابه: «حيث يجب أن نكون سنكون».. ينبغي أن يكون الرد عليه بذات اللغة: «قبل أن تكون سنكون».. نعم، ماذا ننتظر؟!
من أكبر اﻷخطاء السياسية التي وقعت فيها دول الخليج -وعلى رأسها السعودية- خﻼل العشر سنوات الماضية (2003/2013) هي أنها أدارت ظهرها للعراق.. فقدمتها دون أن تقصد، بكافة مكوناتها ومؤسساتها وعشائرها السنية هدية ثمينة ﻹيران. خﻼل هذه السنوات العشر استطاعت إيران أن تحتل العراق احتﻼﻻً فعلياً واضح المعالم بمباركة أميركية خالصة. سياسة (عدم التدخل في شؤون اﻵخرين) -إن كنا صادقين فيها فعﻼً- كانت هي المنزلق الحاد الذي أوصلنا لهذه المرحلة الخطرة.. كان باستطاعتنا أن نحد من التدخل اﻹيراني في العراق لكننا لم نفعل والحجة (عدم التدخل في شؤون اﻵخرين).. كان باستطاعتنا الحفاظ على وحدة العراق لكننا لم نفعل والعذر (نرفض التدخل في شؤون اﻵخرين).. كان باستطاعتنا الدفاع عن حقوق السنّة وذلك أضعف اﻹيمان.. لم نفعل شيئا والسبب هذه الحجج الواهية.. وما زلنا نتفرج على اﻷخطبوط اﻹيراني وهو يمد أذرعته بشكل مخيف على كامل التراب العراقي. قبل سنتين كادت البحرين تتحول إلى محافظة إيرانية خالصة.. ساعات قليلة كانت تفصل اﻹيرانيين عن تحقيق حلمهم.. تحرك الخليجيون بسرعة مذهلة.. فاستطاعوا أن يقطعوا الطريق على المخططات واﻷطماع اﻹيرانية، ﻻ تزال المحاوﻻت اﻹيرانية قائمة ولن تتوقف.. سنكون سذجاً إن ظننا أن لغتنا الناعمة ستضع حداً للتدخﻼت اﻹيرانية. ظننت أننا استوعبنا الدرس العراقي بشكل جيد.. لكن الحالة السورية أثبتت لنا العكس! ذات السيناريو العراقي يتكرر في سوريا.. احتﻼل فارسي ﻻ تخطئه الظنون.. وما زلنا نتعامل مع اﻷحداث بﻼ مباﻻة.. عين تبكي على سوريا وعين ترقب وتراقب أميركا.. سنتان ونحن ننتظر ماذا تقول الوﻻيات المتحدة اﻷميركية.. وهل تبدل الموقف الروسي أم ﻻ؟ كل ما يقال ويكتب ﻻ يشعر بخطورة التحركات اﻹيرانية الممنهجة.. ما قيل عن الوجود اﻹيراني في العراق، يقال اليوم في سوريا.. غيبوبة تامة تعيشها دول المنطقة طيلة العامين المنصرمين من عمر الثورة السورية التي حصدت قرابة مئة ألف قتيل.. والمحزن أن أكاديمياً سعودياً بارزاً هو الدكتور «خالد الدخيّل» يقول قبل يومين: إن إيران ﻻ تستطيع أن تكسب في سوريا مهما فعلت. بإمكانها أن تدمي بلد اﻷمويين، وأن تكلفه الكثير، لكنها ﻻ تملك إمكان حسم الحرب لصالحها هناك.. ويمضي في «لغة تخديرية» تكررت كثيراً قائﻼً: بإمكان حسن نصرالله أن يلقي من الخطابات باسم طهران عدد ما يشاء، لكن ذلك لن يغيّر من الواقع شيئاً. منذ ما قبل اﻹسﻼم، لم يتجاوز النفوذ الفارسي كثيراً حدود بﻼد الرافدين».. هذه لغة تخديرية بامتياز مع تقديري للدكتور الدخيّل.. هذه اللغة غير واقعية.. ﻻ تستند على أي منطق.. هذه اللغة هي التي أضاعت بﻼد الرافدين.. لقد سمعنا شيئاً من ذلك حينما بدأ المالكي العبث بالعراق.. فكانت النتيجة ما ترون وتسمعون. أضاعت دول الخليج وقتها جرياً خلف المؤتمرات.. مؤتمرات تلو مؤتمرات تلو أخرى.. بينما كانت إيران تسير بقدمين.. واحدة نحو المؤتمرات والمفاوضات.. وأخرى نحو الميدان.. تأملوا الملف النووي اﻹيراني.. يفاوضون العالم وفي الوقت نفسه هم ماضون في مشروعهم -اقرؤوا تصريحات الرئيس اﻹيراني الجديد قبل يومين هو يعلن ذلك بوضوح- وكذا الحال في سوريا.. يفاوضون ويتحدثون -أحياناً بالنيابة- وفي الوقت نفسه يرسلون الطائرات محملة بالسﻼح والمقاتلين الحالمين بالجنة على أكتاف اﻷطفال والنساء! الحقيقة التي يهرب منها الجميع.. إن سقطت سوريا تحت اﻻحتﻼل والسيطرة اﻹيرانية ستسقط البحرين.. وحينما تسقط البحرين ستسقط الكويت، وحينما تسقط الكويت ستتساقط دول الخليج واحدة تلو اﻷخرى بما فيها السعودية -مسألة وقت- سقوط سوريا هو إعﻼن غير مباشر لقيام (اﻹمبراطورية الفارسية العظمى).. ولن تنفعنا حينذاك اتفاقياتنا وتحالفاتنا اﻷمنية.. نحن أمة ﻻ تقرأ الواقع بشكل جيدا. اﻷطماع الفارسية بدت واضحة.. وكما قال الكاتب السعودي «جمال خاشقجي» لم تعد هﻼﻻً شيعياً.. ولذلك ليس هناك أي حل سوى الدخول في سوريا عبر أي طريق أو طريقة.. المندوب اﻹيراني في بيروت «حسن نصر الله» قال في خطابه اﻷخير «حيث يجب أن نكون سنكون».. أفزعتني عبارته.. نقلتها في ذات اللحظة عبر تويتر.. الرجل كشّر عن أنيابه: «حيث يجب أن نكون سنكون».. ينبغي أن يكون الرد عليه بذات اللغة: «قبل أن تكون سنكون».. نعم، ماذا ننتظر؟!