المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : إثبات الصفات الفعلية الاختيارية لله عز وجل



عبدالمحسن
05-08-2014, 08: AM
إثبات الصفات الفعلية الاختيارية (http://www.onaizahgate.com/vb2/t20583/)لله عز وجل



يهمنا هنا في البداية أن نذكر لكم بصورة مختصرة الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة في عقيدة الأسماء والصفات وأقوالهم للتذكير بمواقفهم التي خالفوا فيها عقيدة السلف في الأسماء والصفات حتى يتبين بعد ذلك كيف إن أهل السنة والجماعة قد تبينوا وتميزوا عنهم بإثباتهم الصفات (http://www.onaizahgate.com/vb2/t20583/)الخبرية والفعلية الاختيارية (http://www.onaizahgate.com/vb2/t20583/)لله تعالى .
1- الجهمية : قد عرفنا أنهم يقولون بنفي الأسماء والصفات جميعا ويوافقهم على ذلك كثير من الفلاسفة والباطنية وغيرهم ويصفون الله بالسلوب والإضافات فقط .
2- المعتزلة : يثبتون الأسماء وينفون جميع الصفات (http://www.onaizahgate.com/vb2/t20583/)وعندهم الله سميع بلا سمع بصير بلا بصر عليم بلا علم قدير بلا قدرة وهكذا طريقتهم .
3- الأشاعرة يقولون بإثبات الأسماء وبعض الثبات فقط ويؤولون البقية على اختلاف بينهم في ذلك أو يفوضون .
4- المشبهة والممثلة : يثبتون الصفات (http://www.onaizahgate.com/vb2/t20583/)لكنهم يجعلونها من جنس صفات المخلوقين تعالى الله تعالى عن قولهم جل ّ عن الشبيه والمثيل .
5- المفوضة : يقولون المراد بالصفات مايليق بالله أو أمورا أخرى ولهذا هم يتوقفون فيها ويقتصرون على تلاوة القران وقراءة الحديث لاغبر .
6- غلاة الباطنية : قالوا أن أثبتنا الصفات (http://www.onaizahgate.com/vb2/t20583/)شبهنا الله بالموجودات وأن نفيناها شبهناه بالمعدومات ثم قالوا لا موجود ولا معدوم ولا حي ولا ميت يقولون نسلب عنه النقيضين .







أهل السنة والجماعة وإثباتهم للصفات لله عز وجل








أن أهل السنة والجماعة عقيدتهم كما تقدم في موضوع سابق يثبتون لله تعالى الأسماء والصفات كلها كما أخبر الله عن نفسه وأخبر بذلك نبيه صلى الله عليه وسلم وقد فصلت في هذا فيما تقدم ذكره واليوم سأذكر إن شاء الله تعالى إثباتهم للصفات الفعلية (http://www.onaizahgate.com/vb2/t20583/)الاختيارية (http://www.onaizahgate.com/vb2/t20583/)لله عز وجل .
من هدي السلف رحمهم الله أنهم لا يتجاوزون الكتاب والسنة الصحيحة فأثبتوا لله عز وجل الصفات (http://www.onaizahgate.com/vb2/t20583/)الفعلية (http://www.onaizahgate.com/vb2/t20583/)الاختيارية (http://www.onaizahgate.com/vb2/t20583/)القائمة به سبحانه وتعالى من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل ( وقد وضحت سابقا المقصود بهذه المصطلحات راجعها )
وقالوا بأن الله لم يزل ولا يزال فعالا لما يريد .
وأنه يفعل ما يشاء وهو على كل شيء قدير .
وهذا هو الأصل العظيم الذي عليه أهل السنة والجماعة توافرت وتضافرت في الدلالة عليه أدلة الكتاب والسنة وإجماع السلف والعقل الصحيح .
ومن هذه الأدلة التي في القرآن وذكرها الإمام أحمد في الرد على الجهمية وأبو بكر الخلال في كتاب السنة .





قوله تعالى "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ " البقرة (186)
وهذه صفة إجابة الدعاء





وقوله تعالى :


" إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " البقرة (174 صفة الكلام
كذلك قوله تعالى "الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا " الفرقان (59
صفة الاستواء
وقوله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
"قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ" المجادلة (1
صفة السمع.
وفي القرآن الكريم مواضع كثيرة غير ماذكرناه تدل على هذا الأصل العظيم في أدلة إثبات (http://www.onaizahgate.com/vb2/t20583/)الصفات (http://www.onaizahgate.com/vb2/t20583/)لله تعالى .

أما أدلة السنة على هذا الأصل اخترنا مايلي :
إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، و ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ،
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها
و رجله التي يمشي عليها ، و إن سألني لأعطينه و لئن استعاذتي لأعيذنه ، و ما
ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن ، يكره الموت و أنا أكره
مساءته " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 184 : صحيح .
: هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب . وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) ) . صحيح . أخرجه مالك ( 1 / 192 / 4 ) وعنه البخاري ( 1 / 217 ) وكذا مسلم ( 1 / 59 ) وأبو عوانة ( 1 / 26 ) وأبو داود ( 39
إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله 000 ) رواه البخاري ومسلم
" لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح " . رواه مسلم
وعن عدي بن حاتم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما منكم أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ولا حجاب يحجبه فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة " . متفق عليه
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له
رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي وغيرهم.
وأحاديث كثيرة في هذا المقام
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يضحك الله تعالى إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة : يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد "( متفق عليه )
ومن آثار السلف وأقوالهم :
لقد ثبت عن السلف في هذا المقام مايطول ذكره وذكر شيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله في درء التعارض 1/ 250 كثيرا من المقولات عن السلف في هذا الباب العظيم جدير منا أن ننقل بعضه للفائدة ولصلته بالموضوع : قال رحمه الله :
"وكلام السلف والأئمة ومن نقل مذهبهم في هذا الأصل كثير يوجد في كتب التفسير والأصول
قال إسحاق بن راهويه : حدثنا بشر بن عمر : سمعت غير واحد من المفسرين يقول : الرحمن على العرش استوى : أي ارتفع
وقال البخاري في صحيحه : ( قال أبو العالية استوى إلى السماء : ارتفع ) قال : ( وقال مجاهد : استوى : علا على العرش )
وقال الحسين بن مسعود البغوي في تفسيره المشهور : ( وقال ابن عباس وأكثر مفسري السلف : ( استوى إلى السماء : ارتفع إلى السماء ) وكذلك قال الخليل بن أحمد
وروى البيهقي في كتاب الصفات (http://www.onaizahgate.com/vb2/t20583/)قال : ( قال الفراء : ثم استوى أي صعد قاله ابن عباس وهو كقولك للرجل : كان قاعدا فاستوى قائما )
وروى الشافعي في مسنده عن أنس رضي الله عنه [ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن يوم الجمعة : وهو اليوم الذي استوى فيه ربكم على العرش ]
والتفاسير المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين مثل تفسير محمد بن جرير الطبري وتفسير عبد الرحمن بن إبراهيم المعروف بدحيم وتفسير عبد الرحمن بن أبي حاتم وتفسير أبي بكر بن المنذر وتفسير أبي بكر عبد العزيز و تفسير أبي الشيخ الأصبهاني وتفسير أبي بكر بن مردويه وما قبل هؤلاء التفاسير مثل تفسير أحمد بن حنبل و إسحاق بن إبراهيم و بقي بن مخلد وغيرهم ومن قبلهم مثل تفسير عبد بن حميد وتفسير سنيد وتفسير عبد الرازق و وكيع بن الجراح فيها من هذا الباب الموافق لقول المثبتين مالا يكاد يحصى وكذلك الكتب المصنفة في السنة التي فيها آثار النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة التابعين0 "
وفي نفس المرجع 1/ 243
قال أيضا رحمه الله :
"دلالة السمع على أفعال الله تعالى
ونحن ننبه عى دلالة السمع على أفعال اله تعالى الذي به تنقطع الفلاسفة الدهرية ويتبين به مطابقة العقل للشرع
ولا ريب أن دلالة ظاهر السمع ليس فيها نزاع لكن الذين يخالفون دلالته يدعون أنها دلالة ظاهرة لا قاطعة والدلالة العقلية القاطعة خالفتها فأصل الدلالة متفق عليه فنقول : معلوم بالسمع اتصاف الله تعالى بالأفعال الاختيارية (http://www.onaizahgate.com/vb2/t20583/)القائمة به كالاستواء إلى السماء والاستواء على العرش والقبض والطي والإتيان والمجيء والنزول ونحو ذلك بل والخلق والإحياء والإماتة فإن الله تعالى وصف نفسه بالإفعال اللازمة كالاستواء وبالأفعال المتعدية كالخلق والفعل المتعدي مستلزم للفعل اللازم فإن الفعل لا بد له من فاعل سواء كان متعديا إلى مفعول أو لم يكن والفاعل لا بد له من فعل سواء كان فعله مقتصرا عليه أم متعديا إلى غيره والفعل المتعدي إلى غيره لا يتعدى حتى يقوم بفاعله إذ كان لا بد له من الفاعل وهذا معلوم سمعا وعقلا
أما السمع فإن أهل اللغة العربية التي نزل بها القرآن بل وغيرها من اللغات متفقون على أن الإنسان إذا قال : ( قام فلان وقعد ) وقال : ( أكل فلان الطعام وشرب الشراب ) فإنه لا بد أن يكون في الفعل المتعدي إلى المفعول به ما في الفعل اللازم وزيادة إذ كلتا الجملتين فعلية وكلاهما فيه فعل وفاعل والثانية امتازت بزيادة المفعول فكما أنه في الفعل اللازم معنا فعل وفاعل ففي الجملة المتعدية معنا أيضا فعل وفاعل وزيادة مفعول به
ولو قال قائل : الجملة الثانية ليس فيها فعل قائم بالفاعل كما في الجملة الأولى بل الفعل الذي هو ( أكل ) و ( شرب ) نصب المفعول - من غير تعلق بالفاعل أولا - لكان كلامه معلوم الفساد بل يقال : هذا الفعل تعلق بالفاعل أولا كتعلق ( قام وقعد ) ثم تعدى إلى المفعول ففيه ما في الفعل اللازم وزيادة التعدي وهذا واضح لا يتنازع فيه اثنان من أهل اللسان
فقوله تعالى : { هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش } ( الحديد : 4 ) تضمن فعلين : أولهما متعد إلى المفعول به والثاني مقتصر لا يتعدى فإذا كان الثاني - وهو قوله تعالى : { ثم استوى } - فعلا متعلقا بالفاعل فقوله ( خلق ) كذلك بلا نزاع بين أهل العربية ولو قال قائل : ( خلق ) لم يتعلق بالفاعل بل نصب المفعول به ابتداء لكان جاهلا بل في ( خلق ) ضمير يعود إلى الفاعل كما في ( استوى )
وأما من جهة العقل : فمن جوز أن يقوم بذات الله تعالى فعل لازم به كالمجيء والاستواء ونحو ذلك لم يمكنه أن يمنع قيام فعل يتعلق بالمخلوق كالخلق والبعث والإماتة والإحياء كما أن من جوز أن تقوم به صفة لا تتعلق بالغير كالحياة لم يمكنه أن يمنع قيام الصفات (http://www.onaizahgate.com/vb2/t20583/)المتعلقة بالغير كالعلم والقدرة والسمع والبصر ولهذا لم يقل أحد من العقلاء بإثبات أحد الضربين دون الآخر بل قد يثبت الأفعال المتعدية القائمة به كالتخليق من ينازع في الأفعال اللازمة كالمجيء والإتيان وأما العكس فما علمت به قائلا
وإذا كان كذلك كان حدوث ما يحدثه الله تعالى من المخلوقات تابعا لما يفعله من أفعاله الاختيارية (http://www.onaizahgate.com/vb2/t20583/)القائمة بنفسه وهذه سبب الحدوث والله تعالى حي قيوم لم يزل موصوفا بأنه يتكلم بما يشاء فعال لما يشاء وهذا قد قاله العلماء الأكابر من أهل السنة والحديث ونقلوه عن السلف والأئمة وهو قول طوائف كثيرة من أهل الكلام والفلسفة المتقدمين والمتأخرين بل هو قول جمهور المتقدمين من الفلاسفة " انتهى كلامه رحمه الله.

المراسل
05-08-2014, 09: AM
شكرا على الموضووع............

المعدي
05-08-2014, 09: AM
الف شكر على الموضووع

المهاوي
05-08-2014, 01: PM
تقبل مروري. ..........

الكناني
05-08-2014, 07: PM
شكرا على الموضووع.......

أبو صقر
06-08-2014, 06: AM
بورك فيك أخي الكريم ......

البهلول
06-08-2014, 12: PM
جزاك الله خير.....

البارع
06-08-2014, 12: PM
دمت بوود اخي الفاضل

ابوذاكر
06-08-2014, 05: PM
بارك الله فيك بالتوفيق للجميع وشكرا والتقدير على جهودك الرائعة

المهاجر
06-08-2014, 09: PM
الف شكر.....

عبدالمحسن
07-08-2014, 12: PM
شكرا لكم على المرور الأكثر من رائع ودمتم بود

العامر
07-08-2014, 03: PM
جزااااااك الله خيييير.....