المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : وجودك على الأرض



الـــقرنــــي
10-05-2009, 09: PM
وجودك على الأرض

- يبدأ كل شيء من الله 2- أنت لست صدفة
3- ما الذي يوجَّه حياتك؟ 4- لقد خُلقت لتحيا للأبد
5- رؤية الحياة بعيني الله 6- إن الحياة هي مهمة مؤقتة
7- لكل شيء سبب

الفصل الأول ( يبدأ كـل شيء من الله )
لا يخصك الأمر.
إن الهدف من حياتك أعظم كثيراً من مجرد إنجازك الشخصي, أو سلام ذهنك, أو حتى سعادتك. بل أنه أعظم جدا من عائلتك, أو مجال عملك, أو حتى أحلامك وطموحاتك الجامحة. فإن أردت أن تعرف لماذا وُضعت على هذا الكوكب, عليك أن تبدأ مع الله. فقد وُلدت بقصد منه ومن أجل هدف له.
إن البحث عن هدف للحياة قد حَّير الناس على مدى آلاف السنين, وذلك لأننا نبدأ عادة من نقطة البداية الخاطئة – وهي أنفسنا. إننا نطرح أسئلة متمركزة حول الذات مثل ماذا أريد أن أكون؟ ماذا يجب عليَّ أن أفعل بحياتي؟ ما هي أهدافي وطموحاتي وأحلامي للمستقبل؟ لكن التركيز على أنفسنا لن يكشف أبداً الهدف من حياتنا. يذكر الكتاب المقدس,
"الذي بيده (الله) نفس كل حى وروح البشر". (أيوب 12: 10)
وعلى عكس ما تطالعه في الكثير من الكتب المعروفة والأفلام والندوات, فإنك لن تكتشف معني حياتك عن طريق النظر داخل نفسك, ربما تكون قد حاولت ذلك بالفعل. إنك لم تخلق نفسك, لذلك فليس هناك طريقة يمكنك أن تكتشف من خلالها لأي غرض خُلقت ! فإن أعطيتك اختراعاً لم يسبق لك أن رايته, فلن تعرف الغرض منه, كما لن يستطيع الاختراع نفسه أن يخبرك بذلك, وإنما الذي يستطيع ذلك هو المخترع أو دليل الاستعمال.
في إحدى المرات فقدت طريقي في الجبال, وعندما توقفت لأسال عن الاتجاهات إلى موقع المعسكر, قبل لي "لا يمكنك الوصول إلى هناك من هذه الناحية. عليك أن تبدأ من الناحية الأخرى للجبل!" بنفس الطريقة, لن يمكنك الوصول إلى هدف حياتك عن طريق البدء بالتركيز على نفسك, وإنما يجب عليك أن تبدأ مع الله خالقك. إنك موجود فقط لأن الله يرغب في وجودك. لقد إننا نكتشف فقط من خلال الله أصلنا, وهويتنا, ومعني حياتنا, وقصدها, ومغزاها, ومصيرها. أما سائر السبل الأخرى فإنها تؤدي إلى طريق مسدود.
يحاول الكثيرون استخدام الله من أجل تحقيق ذواتهم, مع أن عكس الطبيعة وهو أمرٌ محكوم عليه بالفشل. لقد خُلقت من أجل الله, وليس العكس, كما أن من أجل قصدك الخاص. يقول الكتاب المقدس, "لأن اهتمام الجسد هو موت ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام" (رومية8: 6) وفي الترجمة الإنجليزية msg يفيد المعني "لأن الاهتمام الزائد بالذات في هذه الأمور هو طريق مسدود؛ لكن الانتباه إلى الله يقودنا إلى الرحب, إلى الحياة الحرة والفسيحة".
لقد قرأت العديد من الكتب التي تقترح طرقاً لاكتشاف هدف الحياة. لكن يمكن أن تُصيف جميعها على أنها كتب "لمساعدة النفس", وذلك لأنها تعالج الموضوع من وجهة نظر متمركزة حول الذات. إن كتب مساعدة النفس, حتى المسيحي منها, تقدم غالباً نفس الخطوات المرتقبة لإيجاد هدف للحياة. فكٌكر في أحلامك. وضٌح قيمك. ضع بعض الأهداف. تصوٌر ما هي الأشياء التي تجيدها. ضع أهدافاً عالية. أسعَ إلى تحقيقها! كن منضبطاً. صدٌق أنك تستطيع تحقيق أهدافك. شارك آخرين. لا تستلم أبداً.
تقود هذه التوصيات بالطبع إلى نجاح عظيم في أغلب الأحوال. إذ يمكنك عادة أن تنجح في تحقيق هدف عندما تكرس جهدك له. لكن النجاح يختلف تماماً عن معرفة هدف الحياة! إذ يمكنك أن تحقق كل أهدافك الشخصية وأن تتحول حياتك إلى نجاح هائل بمقياس العالم لكنك لا تزال تفتقد الأهداف التي خلقك الله لأجلها. لذلك هناك احتياج لما هو أكثر من نصيحة للمساعدة الذاتية. يقول الكتاب المقدس, "فإن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها, ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها" (متى16: 25) وفي الترجمة الإنجليزية msg يفيد المعني "إن مساعدة النفس ليست مساعدة على الإطلاق, لكن التضحية بالذات هي الطريقة, طريقتي, لإيجاد نفسك, نفسك الحقيقية".
ليس هذا كتاباً للمساعدة الذاتية. إنه لا يختص بإيجاد مجال العمل المناسب, أو تحقيق أحلامك, أو التخطيط لحياتك. إنه لا يختص بكيفية حشر المزيد من الأنشطة في جدول أعمالك المزدحم. بل إنه في الحقيقة سوف يعلمك كيف تقلل مما تعمله في الحياة – وذلك عن طريق التركيز على ما هو هام فقط. إنه يختص بأن تصبح ما أرادك الله أن تكونه.
كيف إذن تكتشف الهدف الذي خُلقت لأجله؟
ليس لديك سوى اختيارين. اختيارك الأول هو التخمين, وهذا هو ما يختاره أغلبية الناس. إنهم يحذرون ويخمنون. عندما يقول الناس, "لقد تخيَّلت دائماً أن الحياة هي .... ", فإنهم يعنون أن "ذلك أفضل تخمين توصلت إليه".
لقد ناقش فلاسفة لامعون معني الحياة على مدى آلاف السنين وتأملوا فيه. فالفلسفة مجال هام وله استخداماته, لكن عندما يتعلق الموضوع بتحديد هدف الحياة فإن ما يقوم به أحكم الفلاسفة لا يتعدي التخمين.
كتب الدكتور هيو مورهيد, وهو أستاذ الفلسفة بجامعة نورث إيسترن إلينوي, في إحدى المرات إلى 250 من أكثر الفلاسفة والعلماء والكتاب والمفكرين شهرة في العالم يسألهم: "ما هو معني الحياة ؟" ثم نشر إجاباتهم في كتاب قدم البعض فيه أفضل تخميناتهم, والبعض اعترفوا أنهم قد صمموا هدفاً لحياتهم, وآخرون كانوا صادقين بدرجة كافية ليقولوا إنه ليس لديهم إجابة, بل أن عدداً من المفكرين المشهورين سألوا في الحقيقة الأستاذ مورهيد أن يعيد الكتابة إليهم إن كان قد اكتشف هدف الحياة!؛
لحسن الحظ, هناك بديل لتخمين معني وهدف الحياة, وهو الوحي, يمكنك أن تلتفت إلى ما أعلنه اله عن الحياة في كلمته. إن أسهل الطرق لاكتشاف الهدف من اختراع ما, هو سؤال صاحب الاختراع. يصح ذلك أيضاً على اكتشاف الهدف من حياتك: أسال الله.
لم يتركنا الله في الظلام لنتساءل ونخمن, لكنه أعلن بوضوح مقاصده الخمسة لأجل حياتنا من خلال الكتاب المقدس. إنه دليل استخدامنا الذي يشرح لماذا نحيا, كما أنه يفسر ما لم تتمكن كتب الفلسفة أو المساعدة الذاتية أن تعرفه. يقوم الكتاب المقدس, "بل نتكلم في حكمة الله في سر. الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا" (كورنثوس الأولى2: 7) وفي الترجمة الإنجليزية msg يفيد المعني "حكمة الله .. تضرب أقدم رسالة .. إنها الطريقة التي حددها الله ليعلن أفضل ما لديه من خلالنا".
إن الله ليس فقط نقطة البداية لحياتك؛ إنما هو أصلها. عليك أن تلتفت إلى كلمة الله, وليس إلى حكمة العالم, حتى تكتشف القصد من حياتك. يجب أن تبني حياتك على الحقائق الأبدية وليس على علم النفس الشائع, أو التشجيع على النجاح, أو القصص الإلهامية. يقول " الذي فيه أيضاً نلنا نصيباً, معينين سابقاً حسب قصد الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته" (أفسس 1: 11) وفي الترجمة الإنجليزية msg يفيد المعني " إننا في المسيح نكتشف من نحن, وأننا لحياة مجيدة, جزء من القصد الكلي الذي يحققه في كل شيء وكل شخص ". تقدم لنا هذه الآية ثلاث حقائق عن الهدف من حياتك.
1- إنك تكتشف هويتك وقصدك من خلال علاقة مع يسوع المسيح. إن لم تكن لديك مثل تلك العلاقة فسوف أشرح لك فيما بعد كيف تبدأها.
2- إن الله يفكر فيك منذ وقت طويل قبل أن تفكر فيه. كما أن قصده لحياتك يسبق الحمل بك. لقد خطط له قبل أن توجد. بدون تدخل منك! إذ أنه بإمكانك أن تختار مجال عملك, وشريك حياتك, وهواياتك, وأجزاء أخرى كثيرة من حياتك لكنك لا تقدر أن تختار قصدك.
3- إن الهدف من حياتك ينسجم مع هدف كوني أوسع قد صممه الله للأبدية. وذلك هو ما يتحدث عن هذا الكتاب.
لقد نشأ الروائي الروسي أندري بيتوف في نظام شيوعي ملحد, لكن الله استحوذ على انتباهه في أحد الأيام الكئيبة. فهو يتذكر, "عندما كنت في السابعة والعشرين, وأثناء ركوبي القطار في لننجراد (سان بيترسبورج حالياً) تغلب عليَّ يأس عظيم لدرجة أن الحياة بدت كما لو أنها توقفت فجأة, وأخذ هذا الإحساس يستولي على المستقبل بالكامل حتى أصبحت الحياة بلا معني على الإطلاق. وفجأة ظهرت عبارة من تلقاء ذاتها: ليس للحياة معنى بدون الله. فأخذت أكرر العبارة في ذهول, حتى أشرقت في ذهني وحملتني إلى آفاق بعيدة وخرجت من القطار ومشيت نحو نور الله".
ربما تكون قد شعرت بأنك تسير في الظلام فيما يتعلق بالهدف من حياتك.


منــــقول

الساهر
10-05-2009, 10: PM
القرني
بارك الله فيك أخوي العزيز
00قال الله تعالى‏:‏

‏{‏وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون‏}‏ ‏
[‏الذاريات‏:‏ 56،75‏]‏
وهذا تصريح بأنهم خلقوا للعبادة، فحق عليهم الاعتناء بما خلقوا له والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة، فإنها دار نفادٍ لا محل إخلادٍ، ومركب عبور لا منزل حبور، ومشروع انفصام لا موطن دوام‏.‏ فلهذا كان الأيقاظ من أهلها هم العباد، وأعقل النار فيها هم الزهاد‏.‏
وقال الله تعالى‏:‏
‏{‏ إنما مثل الحياة الدنيا كماءٍ أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون‏ }‏ ‏[‏ يونس‏:‏ 24‏]‏

الريان
10-05-2009, 10: PM
القرني
بارك الله فيك أخوي العزيز
00قال الله تعالى‏:‏

‏{‏وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون‏}‏ ‏
[‏الذاريات‏:‏ 56،75‏]‏
وهذا تصريح بأنهم خلقوا للعبادة، فحق عليهم الاعتناء بما خلقوا له والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة، فإنها دار نفادٍ لا محل إخلادٍ، ومركب عبور لا منزل حبور، ومشروع انفصام لا موطن دوام‏.‏ فلهذا كان الأيقاظ من أهلها هم العباد، وأعقل النار فيها هم الزهاد‏.‏
وقال الله تعالى‏:‏
شكرا اخي القرني وشكرا اخي الساهر

السلامي
10-05-2009, 11: PM
شكرا اخي

الـــقرنــــي
10-05-2009, 11: PM
القرني
بارك الله فيك أخوي العزيز
00قال الله تعالى‏:‏

‏{‏وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون‏}‏ ‏
[‏الذاريات‏:‏ 56،75‏]‏
وهذا تصريح بأنهم خلقوا للعبادة، فحق عليهم الاعتناء بما خلقوا له والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة، فإنها دار نفادٍ لا محل إخلادٍ، ومركب عبور لا منزل حبور، ومشروع انفصام لا موطن دوام‏.‏ فلهذا كان الأيقاظ من أهلها هم العباد، وأعقل النار فيها هم الزهاد‏.‏
وقال الله تعالى‏:‏


‏{‏ إنما مثل الحياة الدنيا كماءٍ أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون‏ }‏ ‏[‏ يونس‏:‏ 24‏]‏



أخي الساهر اسعدني مرورك الأمعطر بكتاباتك الجميله

الـــقرنــــي
10-05-2009, 11: PM
القرني
بارك الله فيك أخوي العزيز
00قال الله تعالى‏:‏

‏{‏وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون‏}‏ ‏
[‏الذاريات‏:‏ 56،75‏]‏
وهذا تصريح بأنهم خلقوا للعبادة، فحق عليهم الاعتناء بما خلقوا له والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة، فإنها دار نفادٍ لا محل إخلادٍ، ومركب عبور لا منزل حبور، ومشروع انفصام لا موطن دوام‏.‏ فلهذا كان الأيقاظ من أهلها هم العباد، وأعقل النار فيها هم الزهاد‏.‏
وقال الله تعالى‏:‏
شكرا اخي القرني وشكرا اخي الساهر



الريان كل الشكر لك لمرورك العطر

الـــقرنــــي
10-05-2009, 11: PM
شكرا اخي


الشكر لمرورك

المهم
20-09-2012, 03: PM
شكرا اخي القرني

الداعية الصغيرة
20-09-2012, 04: PM
بااارك الله فييك

المهنا
20-09-2012, 11: PM
شكرا لك على النقل0000

القاضي
21-09-2012, 01: PM
شكرا اخي القرني على الموضوع الرائع لك خالص امتناني