يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ }
وكان تفسيــر يوسف عليه الســلام
{قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ }يوسف47
وحين علم الملك بفطنة يوسف عليه الســلام وحنكته الاقتصادية وأنه شخص غير عادي لم يتردد في طلبه ووضعه في موقعه المناسب
وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ{54} قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ{55} وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ{56} وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ
لقد تولى يوسف عليه الســلام وزارة الماليــة بمصطلحات العصــر الحديث وجعل مِصـر المسيطر الوحيد على اقتصاد ذلك الوقت .
أعود للموضوع
بعد أن تأملت قصـة يوسف عليه الســلام ورأيت كيف حدثت الأمور أتضح لــي أن هذه البــلاد وأعني بها المملكة العربية السعودية ليست إلا ملهمة من رب العبــاد إنها بلاد ليست اعتيادية أبداً كيف لا تكون هكذا وفيها بيت الله الحرام ومسجد نبيه حبيبي القائد صلى الله عليه وسلم !! لا تتعجل وتغضب فما يُذهب العقل إلا الغضب ! لست مداهناً ولست مرائياً وليس لي مصلحة لدى الدولة , لقد تبين لي أمر عجيب فرغبت أن أوضحــه في هذا المقام وحتى تتضح الصورة بشكل جميــل ورائع وتظهر الصورة بالشكل المأمول أرجو أن تبتعد عن قراءة الوضع الراهن وتابع كيف ستكون الأمور إذا شاء الله لها أن تكون بعد سنين ثــلاث.
نحن يا سادة في صدد مواجهة سنين ثلاث عجاف وذلك ليس على مستوى العالم بل على مستوى درب التبانة أتوقع إذا أراد الله تعالى أنه ستتغير ملامح الكرة الأرضية وستتحول إذا شاء الله تعالى مسارات الكثير من الدول ننحن نواقع سنين كسنين يوسف عليه الســلام من الآن وحتى العام 2011م الوقت المرتقب لانهيار أمريكا أعظم دول العالم .
لا يخفى على الجميع أن الدولار تسبب وبشكل فضيع في هذه الارتفاعات الهائلة التي يشهدها العالم , لقد تمرحل الدولار الأمريكي منذ سنين نحو الهاوية , قد لا يعلم الجميع أن أمريكا تعاني حالياً من أزمـات اقتصادية مهلكة بدأت ناذراتها منذ العام 2002م حيث أفلست أكثر من مليون شركة في هذا العام وزاد العجز في الموازنة الحكومية الاتحادية حيث بلغ أكثـر من 450 مليـار دولار وكذلك زيادة الدين الأمريكي حيث تجاوز 7 تريليون دولار وذلك بسبب مغامرات السياسة الأمريكية الخارجية وشنها حروب لم توضع لها دراسات الجدوى بشكل واقعي بل بنيت على فرضيات خيالية أن الأمريكان لم يقدرُو الصلابة الداخلية للمسلمين حق التقدير , لن أقول عن تفجيرات 11 سبتمبر وماذا لحق أمريكا منها ذلك لأنه بصريحة العبارة كانت تلك التفجيرات هي القشــة التي قصمت ظهر البعير ونقطة البداية للنهاية , ونتيجة لهذا لجأت هذه الدولة لحلول هي مهلكهم من حيث لا يعلمون حيث تم البدء في طباعة الدولار دون أن يكون له قيمة ويسمى هذا الإجراء ( التمويل بالعجز ) ذلك لسد نفقات الحروب التي شنتها على العراق وأفغانستان هذا الحل أنعش الاقتصاد الأمريكي مؤقتاً ولكنه أدى هذا الأسلوب إلى انخفاض الدولار كما نشاهد اليوم .
لقد كان في تقدير الساسة الأمريكان أن الأمور سوف تسير وفق ما خطط لهـا وأن الذهب الأسود العراقي سوف يقوم بتعويض هذه المشكلة العظيمـة التي واقعتها أمريكا لذا افتعلوا مسألة أسلحة الدمار الشامل العراقية التي لم تكن إلا وسيلة ومبرر لشن الحرب والمتابع لحقيقة الكيفية التي تم شن الحرب بها على العراق والسرعة الهائلة لتلك الحرب ليعلم يقيناً أن أمريكا لم تكن تملك الوقت الكافي للخروج من مأزق الدولار الذي بدأ في الانهيار , حاول القوم إنهاء المسألة سريعاً وحالهم اليوم يرثى له فقد وقعوا في وادي سحيق قد لا يخرجون منه للأبد , وهذه إرادة المولى عز وجل , أن أعمى بصيرتهم و أضاء بصائرهم .
ونتيجة لغلا المعيشة اتخذت المملكة العربية السعودية إجراءات منظمة ومرتبه ومقننة لها هدف بعيد وهي إضافة خمسة في الميـة كبدل غلا معيشة تزيد كل عامٍ ويتزامن مع هذه الزيادة دراسة لكبح جماح الارتفاعات المجنونة التي يتوقع أنها ستستمر ثلاث سنين قادمة لقد تهكم عليها الكثير وأنزعج منها أمه الحقيقة أن الأمور سوف تسوء في القادم وأن الدولار سوف يتعادل مع الريال وسينخفض عنه وستنقلب الموازين بين عشية وضحاها وسوف يستمر الغلا في ارتفاع مستمر وما فعلته بعض دول الجوار من رفع نسب المرتبات لموظفيها بنسب هائلة بالنظر للوضع الراهن ودون إجراء عملية ضبط وتخطيط للقادم يعد في نظري أحد أخطر الأمور التي سوف يدفع ثمنها الشعب في العام 2011 !!
وحين الانهيار العظيم للدولار الأمريكي وتسيد البلدان التي خططت لمواجهة القادم بخزنها الإستراتيجي وعدم التعجل في معالجة الحال ومعالجة القادم مع الحال والنظر بتأني وبرؤية سوف لن يكون هناك تهكم على هذه الخمسة في المائة ولن نسمع نكات بل سوف نسمع تأسف على الماضي وعلى سوء التخطيط وسوف لن تتردد هذه البلاد في السماح لمن تبطر على شعبها اليوم بالقدوم للعمل لسد الجوع وللمقايضة بما لديهم بشربة ماء أو بلقمة أو أقتيات على فتات موائد الأخرين عذراً لكل تلك الشعوب عذراً عظيماً ومن بوادر الفاجعة عند تلك الدول أن أجار الشقة السكنية بالسنــة 135 الف ريال
إن قرار هذه البلاد بهذه الزيادة متزامناً مع دراسة وتحليل للأحداث وضبطها وخلال ثلاث سنين يُعد إلهام من الله وليس من صنيع البشـر
