تحكي تاريخ أقوام سكنوها..آثار "ثلاثاء الخرم" بالقنفذة مشروع سياحي يفتقد للاهتمام
القنفذة - تحقيق وتصوير - عبده أحمد الناشري:
يوجد بمركز ثلاثاء الخرم بني عيسى التابع لمحافظة القنفذة العديد من المباني والمواقع الأثرية التي تفتقر لاهتمام المتخصصين في مجال الآثار.. بيوت من حجارة وبقايا الأدوات القديمة المستخدمة في الزراعة كالضمد وبعض الأدوات التي تستخدم لإعداد الغذاء كالرحى الذي يستخدم في طحن القمح والحبوب.
مركز ثلاثاء الخرم بني عيسى الواقع في الشمال الشرقي من محافظة القنفذة بمسافة 65كيلاً سمي هذا المركز بهذا الاسم نسبة إلى السوق الشعبي الذي يقام كل ثلاثاء أمام الخرم فيعني أنف الجبل أي قمة الجبل ولأن أكثر السكان يقطنون في أعالي الجبال أما الجزء الأخير من الاسم بني عيسى نسبة إلى القبيلة التي تقطن وتسكن هذا المركز وهي قبيلة بني عيسى التي سكنت في هذه المنطقة منذ زمن طويل ويرجع نسبها إلى بني سالم من قبيلة حرب نسبة إلى عيسى بن سالم بن حرب توجهنا إلى مركز ثلاثاء الخرم بني عيسى رغم صعوبة الطريق الذي ينتظر الأهالي سفلتته إلى المواقع الأثرية والتي تعرض بعضها للأسف إلى العبث فتهدمت بعض المباني الحجرية وسرق ما بداخلها من أدوات قديمة وما كان يستخدمه الأجداد في الماضي من أدوات زراعية وأدوات لإعداد الغذاء، كان موعدنا مع مؤرخ مركز ثلاثاء الخرم بني عيسى الأستاذ محمد عبدالله العيسى مدير متوسطة وثانوية ابن تيمية الذي أفادنا بجميع المعلومات عن هذه المنطقة وبحكم أنه من أبنائها وأحد المهتمين بتاريخ قريته فقال تعاني تلك المباني الأثرية للإهمال الواضح ولم يعرف الأثريون والباحثون في محافظة القنفذة أي شيء عن تلك الآثار بحكم بعد المركز
عن المحافظة وعن الصناعات التي كانت قديماً فهناك صناعات من جلود الحيوانات بعد دبغها مثل الأحذية والجدايل والهدب والقرب والشكوة، كما أن هناك صناعات من سعف النخل مثل الركوة وهي تشبه الوعاء تضع به المرأة طفلها عندما تنزل إلى الأسواق، والجونة وهي وعاء تحفظ به المرأة فناجين القهوة، والمذارة وهو وعاء يحفظ به الدقيق أو الحبوب والنفية على شكل بساط دائري يضربون عليه الحب، والثفال على شكل بساط دائري يوضع تحت مطحنة الحب لحفظ الحب المراد طحنه وعدم سقوطه على الأرض، والمشوفة على شكل دائري وهي بمثابة المروحة اليدوية وتستخدم للتخفيف من الحر الشديد. والدشة وشكلها دائري توضع على الرأس لوقاية الرأس من حرارة الشمس، أما صناعات الحديد مثل السكاكين والمبرد والمخيط والفأس والمنقب والملقاط فكانت هذه الصناعات يجيدها أناس مخصوصون من القبيلة يطلقون عليهم (الصناع) في حين أن هناك صناعات من الخشب مثل الصحاف والقدح والمذنب والحراث والمهراس والقحف والمقرنة والمحر والمسعط، وكذلك الصناعات من الفخار والحجارة مثل الرحى الذي يستخدم في طحن الحبوب والجرة التي تستخدم لحفظ الماء بارداً فيها. وكانت تعرض هذه الصناعات في السوق الأسبوعي والذي يقام كل يوم
ثلاثاء وتباع فيه جميع الصناعات اليدوية وكذلك الأعلاف وأنواع الحبوب والأغنام والماشية ولا زال السوق مستمراً حتى يومنا هذا في نفس يومه الثلاثاء الذي سميت المنطقة باسمه.
ويناشد أهالي ثلاثاء الخرم بني عيسى المسؤولين في الآثار الاهتمام بتلك المعالم الأثرية التي ستذهب هباء في ظل عدم ادراك أهميتها من قبل البعض والإسراع في تسوير تلك المعالم التي تحكي تاريخ أقوام سكنوها.
