عليه الشيخ سعد بن عبد العزيز الحقباني القاضي بالمحكمة الجزئية بالرياض المستشار الأسري

س/ امرأة تسأل وتقول في مشكلتها أنها مطلقة وتقدم لها خاطب ولديها أبن يبلغ من العمر ثلاثة أعوام تقول علقت الموافقة بمصير ابني هل هو سيكون في حضانتي أم في حضانة أبيه . فإن كان في حضانتي فسوف أوافق على الزواج أو أني ارفض هذا الزوج .؟ الشيخ أيضا سأل عن عمرها .؟ فلم يوضح في السؤال ؟

((يجيب عليه الشيخ سعد بن عبد العزيز الحقباني القاضي بالمحكمة الجزئية بالرياض المستشار الأسري ))
الإجابة :بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين .
إيه الإخوة والأخوات حقيقة أن ماذكرته الأخت هو سؤال يٌطرح بشكل دائم أكاد أقول بشكل يومي عند كثير من الأخوات المطلقات بين الرغبة في الزواج والرغبة في الإنجاب وتأتي بين عاطفتها تجاه هولاء الأطفال الذين في حضانتها .
في البداية أنا اشكر الأخت في طرحها هذا السؤال وفي استشعارها المشكلة التي تعيشها لأن إحسانها لهذا الطفل وحبها لرعايته أمر تُشكر عليه ولها الأجر من عند الله سبحانه وتعالى ورد في بعض الأحاديث وإن كان الحديث يتعلق بالأرملة لكن ورد في بعض الأحاديث أن الأرملة التي تبقى على حضانة ابنها ورعايته وترغب عن الزواج من اجل مصلحة هذا الطفل إن لها الأجر عند الله سبحانه وتعالى العظيم والمطلقة لها الأجر بإذن الله تعالى شبيه بأجر الأرملة إذا كان مقصدها الإحسان إلى هذا الطفل ورعايته وعدم تشتيت نفسيته واستقرار حياته . لكن هنا مسألة أخرى وهو أن المرأة وأن كانت تسعى لمراعاة هذا الطفل والحرص عليه إلا أنها أيضا ينبغي لها ألا تهمل نفسها وتراعي نفسها وتراعي مستقبل حياتها من حيث وجود سكن شرعي من حيث وجود الإنس الشرعي بالزوج من حيث وجود الذرية والأطفال في المستقبل وهذا حق من حقوقها فلا ينبغي لها أن تفرط في مثل هذه الأمور وهذا ما دعاني في السؤال عن عمرها .
أحيانا قد يكون السائلة قد تجاوزت عمراً طويلاً وقد يغلب عليها أنها أصلا غير راغبة في الزواج مرة أخرى .
فنقول الإبقاء على هذا الطفل وان تزوجت وبقيت الحضانة في يدك فالحمد لله وإلا فلا ترغبين في هذا الزواج . والزواج أمر محمود لا بأس به لكن المرأة إذا كانت مازالت شابة ومازالت تتوق إلى الزوج وتعرف بنفسها بأنه ستتعرض للفتن يوماً ما وستجد في نفسها الحسرة حين ما يكبر بها السن وترى العوائل يميناً وشمالاً وهي من غير عائل لهذا الطفل نسأل الله أن ينبته نباتاً حسنناً ويكون باراً بأمه لكن الأقدار بيد الله سبحانه وتعالى فلا نعلق الحياة مع هذا الطفل على أمر مجهول هذا أعتبرها مقدمة في دخولي في الموضوع .أما ما يتعلق بالحضانة النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث المشهور أنتي أحق به مالم تنكحي قال أهل العلم هذا نص صريح على أن أحق بالحضانة هي الأم مالم تنكح مالم تتزوج بزوج آخر فإن تزوجت فإن الطفل يكون لأبية. لكن أهل العلم تكلموا في هذا الحديث من حيث المقاصد الشرعية المترتبة أو المقاصد الشرعية من حيث سبب ورود هذا الحديث فسبب الورود كانت امرأة لها طفل قد شب إلى درجة الخدمة لأمه ولا اذكر في الحديث كم عمر الطفل ولكن أضنه من الثالثة إلى الثامنة ونحو ذلك قالت هذه الام للنبي صلى الله عليه وسلم كلاماً معناه انها ربته ونه كان صدرها له غذاء واجتهدت في رعايته فما شب الطفل وكان قادراً على رعاية أمه جاء هذا ليأخذ هذا الطفل مني فقال النبي صلى الله عليه وسلم (( أنتي أحق به مالم تنكحي )) فهذا النص الشرعي من النبي صلى لله عليه وسلم هل يراد به ان الطفل قد استغنى عن أمه من حيث عدم حاجته إلى أمه مع حاجة الأم إليه أم أن الأمر ليس له تعلق بذلك معنى هذا الأمر أن بعض أهل العلم يقول أن الطفل إذا استغنى عن أمه وبلغ السابعة أو الثامنة فإنه يُخيّر بين أبيه وأمه وهذا مذهب الحنابلة وذا تزوجت المرأه حتى لو بلغ السابعة أو الثامنه فإنه ينتقل لأبية البعض من أهل العلم يقول لا يأتي هنا موضوع الاستغناء
فإن الطفل قد استغنى عن أمه فنقول حتى ولو استغنى عن أمه فإن الأم أحق به لخدمتها والقيام على شئونها حتى ولو تزوجت المرأة قال بعض أهل العلم حتى ولو تزوجت المرأة ولذلك شيخ الإسلام أبن تيمية يرى في هذه المسألة رأياً لطيفاً جيداً في الواقع معنى كلامه يقول أن حق بالحضانة هي للام فإن تزوجت فإن الأحق بالحضانة الأب إلا أن يتنازل الزوج الجديد عن حضانته عن حضانة أمه يعنى لو وافق هذا الزوج الجديد على أن الأم تحضن هذا الطفل فأن الحضانة تكون وتستمر للام قل شيخ الإسلام أبن تيميه ((لان المقصود هو حق للزوج الجديد لان الزوج الجديد تزوج هذه المرأة من غير أولاد فوجود الأولاد قد يؤثرون على حياته الزوجية فأذى رضي هذا الزوج وتنازل عن حقه بقيت الحضانة للام ثم إذا بلغ الثامنة أو أكثر فإنه يخير ))
**** السائل يقول إذن يرفع الخلاف حكم الحاكم في هذه المسألة إذا ذهبوا إلى القاضي حتى يفصل في الحضانة ؟ هي تذكر أن زوجها المتقدم لها لا يمانع أن يكون الطفل معها ؟
في ختام الكلام يبدوا أنني دخلت في المسألة بشكل عميق نوعاً .في ختام الكلام أنا انصح الأخت تشترط في عقد النكاح على الزوج الجديد أن الحضانة تكون في يدها وأنها إذا سحبت الحضانة أن لها الحق في طلب الطلاق بهذا الشرط حال النزاع في المحكمة الشرعية على الحضانة وتخبر القاضي على أن زوجها قد وافق على أن تكون الحضانة في يدها والقاضي ينضر في المسألة . أنا أقول هذا الكلام حتى لا يضن احد على أن كلامنا حكماً قاطعاً في المسألة وإنما مرجعة إلى الحاكم الشرعي للنضر للمصالح والمفاسد . والصحيح من قول أهل العلم إن الحضانة حق للمحضون وليس حقاً للحاضن .
****** السائل يقول للشيخ أنتم في بداية حديثكم وكلامكم عن المشكلة ذكرتم أمراً اجتماعياً وهو أن المرأة عليها ان ترعى وتنضر إلى مصلحتها كذلك . لكن هناك ضغط من المجتمع بعض الناس يرى أن المرأة المطلقة عندما تتزوج سريعاً وتترك ولدها يعنى أنها أمرأة غير رحيمة وأنها تريد الزواج وتترك فلذات أكبادها .؟
إجابة الشيخ :نعم هي مشكلة اجتماعية في مجتمعنا .هنا يأتي دور المؤسسات الاجتماعية والمؤسسات الإعلامية في تصحيح هذه الثقافة الخاطئة ونقول (( درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح )) المرأة لو رزقت بثلاث أولاد أربعة أولاد من زوجها الجديد لحفظت الأول وحفظت الجديد وحمدة الله سبحانه وتعالى أن تزوجت . وأنا أركز على هذه المسألة الطفل حتى ولو أنتقل إلى حضانة أبية إذا كان الأب محلاً للرعاية والحضانة الشرعية السليمة ولا يؤثر على سلوكه وأخلاقه فأن هذا الطفل سيبقى محمياً بالله سبحانه وتعالى وقد نشأة اسر كثيرة الطفل يكون يتيماً الطفل يكون عند أبية عند أمه فليس هناك كبير أشكال أهم نقطة (( إلا يكون نزاع الأبويين على الطفل سبباً رئيساً في التأثير النفسي على هذا الطفل حتى لو كانت الحضانة للأب أو الحضانة للام . يكون هناك تبادل في الزيارات لهذا الطفل بين أبيه وأمه حتى ينشأ ونفسيته مستقر يعرف الأب ويعرف الأم ولا يؤلب أحدا الأبويين هذا الطفل على الطرف الآخر . وأقول للأزواج سواءً الزوج أو الزوجة أنضروا إلى مستقبل هذا الابن وكررت هذه الحادثة مراراً (( أنا حكمت في قضية طفل لأمه وكان الأب لا يأخذ هذا الطفل إلا عن طريق الشرطة لأن الأم وأهلها كانوا يتمنعون أحيانا فإذا أخذا الطفل وأراد أن يرجعه رفض الأب أن يرجعه فتقدموا للشرطة هم أيضا لأخذا هذا الطفل كانت المرأة تقول لي بعد ثلاث سنوات يا شيخ أن هذا الطفل وكان اسمه ( محمد ) مازال عالق في ذهني أخيرا محمد دخل الصحة النفسية بسبب الاضطراب الذي نعيش فيه ))

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

بارك الله فيك اخي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

بارك الله طرحك ودام عطائك ..

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .