قد انقطعت عن التأليف برهة……..........…..لما أصابت قلبي ولهةْ
حين علمت أن أبي الحبيب ماتْ………..و نابته فُجأة الزوال و الوفاة
و قد أصابت قلوبَنا حرقةْ….............……..حين أيقنا بثبوت الفرقةْ
وذرفنا عليه دموعا غزيرةْ……........…..لفقدان أبٍ ذي شمائل كثيرةْ
و لكن ثبتنا حسن الخاتمةْ…….............…..و أفرحتنا هيئته الباسمةْ
و قد أحسن أداء الأمانةْ….................……..حين أكد إكماله الرسالةْ
و قد تبعه بحمد الله جم غفير….....……..و شهد له بالصلاح منهم كثير
و كان لكتاب ربه حاملا…….................…..و لبى نداء الكريم عاجلا
بعد أن قرأ على الهالك القرآنْ…….…..و زرع بذور الصبر و السلوان
و دعا مع المعارف و الأصحاب………..و صبّر أهل الفقيد و الأحباب
و مضى يعد للصلاة المكانْ….........……..فاختاره ربي في خير آوان
فقد كان قلبه معلقا بالمساجد….........……..و أم الناس بنَفَس المجاهدْ
و في رمضان كان صوته لنا ذخراً………..و لم يطلب لذلك أجرا و لا شكراً
فبكاه من الناس رجال كبار………..و ذرفوا عليه من الدمع مثل الصغار
و بكاه كل من عرفه من الخلانْ………..شبابا شيبا، رجالا ونسوانْ
و كل من عزانا يروي لنا قصةْ………..فلم يدع للشيطان أدنى فرصةْ
فقد كان حبيبي ذا بسمة رقيقةْ…...……..تزرع الحب و تُفرح الخليقةْ
و كان يسعى للخير دون عناءْ………..و يصل ذات البين في كل الأرجاءْ
و كان معطاء جوادا دون حسابْ………..إن بخلنا….سمعنا منه العتابْ
و ضاهى في كرمه كرم حاتمْ……....…..و في بياض قلبه سبق الحمائمْ
و فتح بيته دوما في سبيل اللهْ….......……..مبتغيا في ذلك مرضاة الإلهْ
و كان نِعم الأب و القلب لنا…............……..و كان صدرا حنونا لغيرنا
وقد كتبت رثائه حين كان يجلسْ………..لاهجا بالقرآن….فنِعم المجلسْ
فأسكنه يارب فسيح جنانكْ………..و ارض عنه وأخي إلهي بمنك و غفرانكْ
و اجعل قبره كما وعدت لخاصتكْ………..فضلا و روضة من رياض جنتكْ
واجعلني في بر أمي أزيدْ……............…..و اجمعنا في فردوسك يا مجيدْ
فيا رب اغفر و تب و تكرمْ……….......و اعف عن زلاتنا إلهي و ارحمْ
لوالديَّ و الأهل و الإخوةْ………........و من بعد أجدادي و خاصة الصحبةْ
ممن أحب و هم أعلم بذلكْ…................……..و لكل مؤمن و مؤمنة كذلكْ