ما أروع الماضي وما أجمل ذكرياته
لقد تعلق قلبي بالماضي وما يحويه من ذكريات رائعة
كروعة الصباح
الماضي يجسد أحاسيسنا ومشاعرنا وصدق حُبنا
الماضي يحمل قلوبٌ نقية صافية
كصفاء الماء وبياض الثلج
* الماضي : ذكريات بيتنا , وادينا , أغنامنا , أصدقاؤنا
حبنا , جيراننا
أنا لا أريد أن أثير أشجانكم
فأنا أكتب ودموعي على خدي
آآه يا طفولة يوم كان كل همي لعبتي
وأرجوحتي
عشقت بيتنا وجبالنا ووادينا
وقطتي وأغنامي
* الأطلال !!
وهي لا تعرف القسوة والهجران ولا القطيعة !!
إنها ترحب بك في أي وقت تأتي إليها وفي أي ساعة من ليل أو نهار ..
فدعوني أن أحلق بروحي وبارواحكم وبكم
إلى الأماكن التي عشت فيها
وعشقتها واصبح حبي لها يجري
في دمي
إنني أذهب لها كل أسبوع وأمشيها خُطى
وأتذكر كل الذكريات حلوها ومرها
فتذرف عيني الدموع
وأقول مهما بعدت عنك فلن أنساك ولن أنسى
أروع حكايات الطفولة مهما وقفت الظروف بيننا
فلن تغيبني عنك ابداً
ياكم تتوق لك روحي يا أيها الوادي الجميل
عشت حياتي مع أسرتي في بيت حجر
كان يحتوينا جميعاً
جدي ,أبي ,أمي , وأختاي وإخواني
كنا نجتمع على الطعام وعلى السمر وسرد القصص الرائعة
والألغاز المثيرة
ولن أنسى قصص أبو زيد الهلالي وبطولاته الشهيرة
التي يحكيها لنا الكبار
عشت أحلى ذيات الطفولة
والآن وبين فترة وفترة يعاودني الحنين
فأمر بها وأجلس أتذكر الماضي
فأبكي حباً وحنيناً لتلك الأيام ولتلك الأماكن
جيت المكان اللي بوسطه تربيت ..
بيت قديم مأسسينه من الطين ..
بأطراف ذاك البيت بالفكر سجيت ..
ذكرت وقت ماضين لي من سنين ..
كثيرة هي المواقف الجميلة والرائعة
ولئن نسيت فلا أنسى تلك
المراجيح التي صنعتها لي جدتي
تحت ظل الأشجار
ولئن نسيت فلا أنسى ولن أنسى بإذن الله تلك القصص الرائعة والحكايات الجميلة التي كانت تقصها علينا جدتي رحمها الله ....
ولن أنسى تلك اللحظات التي يبدأ فيها المطر بالنزول
فنجري سريعاً إلى أغنامنا كي نخرجها بسرعة من الوادي
فنخشى أن يأتي علينا السيل
أو يزداد المطر هطولاً فنكون محجوزين
تلك الأوقات الرائعة التي تهطل فيها الأمطار
فلكم أن تتخيلوا معي جمال المطر وهو يحف
بنا من جميع الجهات
ثم نخرج بعدها وياللروعة ولكن لا نستطيع النزول للوادي
لأنه مليئ بالماء
وفكر والدي في إسعادنا فصنع لنا مراجيح في البيت
لقد كانوا يحدثوننا عن قصصهم مع المطر وكيف كانت بيوتهم وبيوت أجدادهم
و عن أيامهم الصعبة ..
حيث لامكان يحميهم سوى تلك المساكن القديمة المبنية من سعف النخل وأعواد الأشجار .. لقد كانت المعاناة شديدة ..
وتشتد أكثر حين تكون الأمطار مصحوبة ببعض العواصف ولربما ذهبت ببعضهم ..
أوربما أتى السيل فجرف البعض منهم بمواشيهم !!
إنها أحاديث الذكريات التي كانوا يسوقونها لنا بذلك الأسلوب القصصي الواقعي الجميل ..
لئن نسيت فلا أنسى تلك الليالي الهانئة و تلك الليالي المقمرة التي كنا ننام فيها في ساحة ذلك البيت ..
نعم إنها ليالي ولا أروع ولا أحسن منها حين ننام وأعيننا شاخصة إلى نجوم السماء وإلى بدرها المضيئ ..
تلك الأوقات كنا ننام فيها ملئ جفوننا بحق
ما أجمل أن تنام قرير العين في أجواء كتلك الأجواء ..
فتطالع يمينك وترى والدك وتطالع يسارك وترى والدتك
وتطالع حولك وترى أخوتك كلهم حولك..
إنها السعادة الحقيقية وربي ..
إن قطار الذكريات حين ركبته تركته يلف بي عالمي ذهاباً وأيبه..
فها أنا اطرق السمع لصدى الأماكن التي بات صداها يتردد في ذاتي
ليسمعني من الأشجان انداها ومن التغاريد احلاها..
هذه الأماكن التي تعلت في فؤادي واعتلت ..
هذه الأماكن التي مهما عشت وسأعيش لن أنساها..
وكيف لمرء أن ينسى ملاعب طفولته ومراتع صباه ؟؟
سأعرفكم على مكان آخر من عالمي واسمعكم هذا الصدى الذي يتردد على مسمعي ..
إنه مكان الخضرة الدائمة الممزوجة بعرق الجبين المنسكب في لذة الكدح وتعب المعيشة ..
مكان التشمير عن السواعد وبذل الجهد في سبيل تأمين متطلبات الحياة اليومية ..
:: مزرعة جدي ووالدي ::
وكانت تنتج البرك والريحان والكاذي والورد / والفل
والذرة وبعض من الخضروات البامية / الكوسا / الخيار / الباذنجان
الفجل / والجرجير / الملوخية / والطماطم
والأغلب للروائح العطرية
في المزرعة كان والدي يكد ويتعب ويكدح لتأمين لقمة العيش لنا ..
ومنها كان يأتي مصروفنا اليومي في مدارسنا ..
في هذه المزرعة ساعدت والدي برفقةإخوتي
في جني أنواع المحاصيل ..
لا زلت أتذكر الجيران وبعض الأهالي وهم يردون إلى هذه المزرعة للسقيا أو الرعي أو البحث عن بعض محصولها خصوصاً في مواسم بعض المزروعات
إن من الذكريات الجميلة والرائعة لهذه المزرعة ..
حين يجتمع الرعاة صبيحة كل يوم أو عصره يرعون مواشيهم المختلفة ، يجمعهم الحب والإخاء والصفاء ..
ومما كان يجمل هذه المزرعة شجرات انخيل الباسقة التي كانت تُرى من مكان بعيد وكنا نتسابق على رطبها المتساقط ..
بل وكنا أحيانا يتنافس إخوتي على صعودها ..
لن انسى عندما كنت بنت السادسة وأعطاني أبي نوى التمر لأزرعة
بنفسي لأن لي عنده مكانة ويريدها تبقى ذكرى
وهي ما زالت موجودة كلما رأيتها بكيت
وان تحدثنا عن جمال هذه البقعة الخضراء فلا ننسى ان نذكر ذلك الجمال والبهاء المصحوب بالروائح الزكية التي كانت تعبق في المكان وتبهج من يمر عليه.
لا سيما وجود شجيرات الكاذي التي كانت بطرف البئر مباشرة
جميلة هي تلك الأوقات
وماذا عسى أن أقول عنها ؟ وماذا أترك ؟
ما أجملها وما أحلاها ليتها تعود ويعود معها ولو شيئاً يسيراً من الماضي..
إن مما كان يميز هذه الأماكن هو إلتقاء بنات الجيران
كنا نجتمع صباحاً ونتفرق قبيل الظهر
ثم نعود إلى المرعى قبيل العصر والعودة إلى بيوتنا مع غروب الشمس..
وربما أحيانا خططنا وأتينا بعدة الطعام معنا فنقيّل تحت الأشجار ونصنع الغداء ..
فيأتون أهلنا ويشاركوننا
ولن أنسى المراجيح التي صنعها أبي لنا
فنلهو ونلعب وكيف نعود للبيت والأجواء رائعة
ومع الصديقات
إنها المتعة بذاتها !!
ولن أنسى
عندما بلغت 13 أرادت أمي
أن أشعل التنور لأخبز فيه الخبز
وطبعاً اشعلته ولكن لم أستطع الخبز لأني أخاف
وحرارة الجمر لم أتحملها
فسقط العجين فأصبحت كأنها كيكة ):
طبعاً أمي غضبت مني
وأما أبي قال لا تكلفين على ....(حنان )
دعيها حتى تكبر شوي
وما صدقت خبر ما عاد خبزت في التنور لوقتنا هذا
أجيد كل أنواع الطهي والأكلات الشعبية
إلإ هذا الخبز الذي أمامكم أنا أسويه في الفرن العادي
أما الجمر لا لا
ما أروع تلك الأيام وما أجملها
كنا نلعب بالطين ونعمل أشكالاً كثيرة
وخاصة بعد نزول المطر
نبني بيوتاً من الطين ونبني احلامنا معها
العاب بسيطة ولكن معناها وصداها قوي
تنمي الفكر وتربي على الأخلاق
والجد والعمل والمثابرة
كم هي رائعة تلك البساطة في كل شيء!!
كم هي مذهلة تلك الحميمية في كل شيء!!
كم هي خياليه تلك اللحظات التي نستغلها لرسم الإبتسامة التي لا تكاد تفارقنا ..
كما قلت لكم هي البساطة والأريحية بعينها ..
*فما أحوجنا الى عبق الماضي *
*وحده ((عبق الذكرى ))،
يبقى نابضاً كالخفق ،
متدفقاً بكل نبض الحياة ،
وكم هي مضيئة لحظات التذكر
عندما تكون ذكرى لمعنى جميل
لم يأتلق الا بضوء الطهر،
ولم تعبق لحظاته الا بوهج النقاء
وحدها هذه الذكرى
تظل ساكنة خاصرة العمر
ومتكئة على ساعدالبقاء
آه..كم نحن بظمأ الى(دفء)
الأمس الجميل
*وكم نحن بحاجة الى
( طيبة الماضي)*
موضوع جميل عن الماضي آآآآآآآآآآآآآآآآآه يالماضي كم هو رائع بالفعل
لست أنا الذي كتبته
بل أعجبني فنقلته لكم
مع أجمل التحايا
وإن كان مكرر فليتم حذفه
