ما يحصل في هذا العالم من تطور سريع في شتى المجالات نتج عنه اشياء بعضها ايجابي وبعضها سلبي ولكننا نشتكي من السلبيات وننسى الإيجابيات او اننا نتناساها فنركز على السلبيات ولا نريدها ان تكون موجودة بذريعة اننا اصبحنا نمتلك من التطور ماهو كفيل بإزالة تلك السلبيات والحقيقة امر مختلف فلا يمكن ان نتطور دون تحمل السلبيات المصاحبة وهذا ما يسمى بضريبة التطور فلكل شيء ثمن فأنت لن تحصل على ماتريده الا اذا بذلت جهدا مقابل ماتريده ولن نتكلم عن شذوذ القاعدة فلكل قاعدة شواذ ونحن متفقون على هذا . اذن لماذا نريد ان يسير كل شيء بحسب مانريد دون مراعاة الظروف المحيطة بنا. فالوالدين على سبيل المثال يمتعضون من طريقة عيش ابنائهم واختلاف توجهاتهم الفكرية وغيرها عما اعتادوا عليه فقد اصبح العالم قرية واحدة وسرعة تأثر الصغار مسئلة نسبية فمن سبقوهم لم يكن متاحا لهم ما اتيح لأولادهم ولو كان متاحا لهم لفعلوا مثل اولادهم الآن لكنهم يفضلون الذم على الأقرار بالواقع وهذا هروب من الواقع بطريقة تحفض لهم ماء الوجه ولو امام اولادهم على الأقل ونحن نعاني مشاكل نفسية متراكمة ابعدتنا عن الواقع كثيرا فندعي اشياء لاوجود لها من المثاليات والتمسك بالعادات والتقاليد ونحن نكذب ونصدق كذبنا ومن يدعي غير هذا عليه ان يراجع حساباته فيكفيه انه ليس مصيبا في ما يدعي ان ينظر الى ما يلبس ويأكل اولاده وما يسلكونه من مسلك ابعد مايكون عن العادات والتقاليد وهذا قليل من كثير فنحن في واد وهم في واد آخر فرب البيت لا يطيق الجلوس مع اولاده بسبب الفوارق الكبيرة بينه وبينهم من حيث طريقة العيش والتفاعل ونصم آذاننا ونغمض عيوننا ونقول اولادنا يسيرون على نهجنا ونهج آبائنا ونحن نكذب على انفسنا ولكن عدم قدرتنا على معاكسة التيار جعلنا نتمسك بإشياء واهية ونعزي انفسنا بانهم سيكبرون ويسلكون مسلك من قبلهم وهذا امر مثير للضحك . فلماذا لا نتفاعل مع الواقع ونستفيد مما فيه من ايجابيات ونستغلها لمصلحتنا ونتفادا السلبيات لكننا صدمنا بالسيل الجارف من الثقافات والعادات التي لم نكن مهئيأين لها فكل تلك الأمور حدثت دفعة واحدة وفي وقت قصير الأمر الذي اصبحنا لا نعرف الغث من السمين من تلك الثقافات وربما معنا بعض اقول بعض وليس كل الحق في هذا .فهذه الأشيأ هي اشبه بالطوفان الجارف ولكن علينا ان لا نستسلم حتى لا يقع ما هو أسواء .
