تحية عطرة أقدمها لكل شاب مقبل على الحياة متمنيا له حياة سعيدة يقضيها في طاعة الله ورسوله وأولى الأمر وفي خدمة وطنه ومجتمعه حاملا على كفيه الأمانة التي لم تطق حملها السموات والأرض.
أبدأموضوعي هذا وقلبي يعتصر ألما ويتفجر كدما ويسيح دما على ما يجري لشبابنا الكرام من حوادث مرورية يندى لها الجبين ويضج لعظمها الجنين فلا أعرف كيف أبدأ ؟ ومن أين ؟
أمع الشباب أبدأ ؟ أم مع الآباء ؟ أم مع المجتمع ؟ فالخطب جليل والمآسي عظيمة والكل مسئول لأن هذا الأمر يمس الجميع
سأبدأ معك أيها الشاب العزيز
إعلم أخي العزيز أنك لم تخلق للعبث أبدا وإنما خلقت لأن تكون صاحب رسالة في هذه الحياة عليك أن تؤديها حسب ما أوجبها عليك الشارع المقدس تقضي بها سني عمرك المديد ومن ثم ترحل إلى الحياة التي خلقت لك تخلد فيها إلى الراحة حيث لا عمل ولا نصب بل نعيم مقيم
تخيل أخي الغالي أن الدولة قد جندتك للجهاد لدحض معتد عن بلادك العزيزة هل تبادر إلى ذلك بنفس راضية وفي ظنك أنك تقتل وتزهق روحك زهقا ؟
علما بأنك إن قتلت دفاعا عن وطنك ستكون شهيدا وأنت تعلم ما للشهداء من جزاء عظيم عند الله .
الجواب : هناك من الشباب المؤمن والذي أتمنى أن تكون منهم من يبادر دون خوف أو وجل لعلمة بأنه سيحضى بإحدى الحسنيين إما الشهادة وإما الحياة الكريمة وصنف آخر من الشباب يكون مجبرا لخوفه من الموت فالحياة هي غايته ليعبث فيها ويلعب كيف يشاء دون رادع أو زاجر
إذا كنت أخي الغالي تخاف الموت فلم تلق بنفسك إلى التهلكة من حيث لا تشعر تقل كيف ؟ أجيبك
حينما تمسك مقود السيارة وتدير محركها في شارع لا يتعدى طوله المائة متر وعرضه عن 15 مترا وتشرع في القيادة بتهور وكأنك تطير في الهواء بسرعة تخترق خلالها جدار الصوت لغاية في نفسك هي أن تعمل في ذلك الشارع دوائر تخط بأثر الإطارات المحترقة بسبب إحتكاكها بالأرض
قد تنجو في المرة الأولى والثانية أو حتى العاشرة ولكن القدر لن يتركك تعبث بنفسك وبالآخرين دون أن تتجرع مر الكؤوس عقابا لما تقوم به
قد لا تزهق روحك من جراء ذلك لكن ما تصاب به من إعاقة تجعلك تتمنى لو مت في ذلك اليوم ولم تكن في هذه الحالة التي أنت عليها
ولا يقف الأمر عليك وحدك فهناك اناس يعبرون هذا الشارع قد تتسبب في إيذائهم بسبب تهورك هذا
ولأجل ماذا كل هذا ؟
لسواد عيون حثالة من الشباب خرجوا يتفرجوا على عملك ويشجعوك بالتصفيق والتصفير
فكر قليلا وتخيل ما يحصل لك واسأل نفسك هل ينقذوك هؤلاء الشباب مما أنت فيه ؟ أبد والله وما شاهدته بأم عيني يثبت ذلك ففي أحد الأيام أوقفت سيارتي مقابل أحد مراكز التموين لشراء بعض الحاجيات وبعدها خرجت وبيدي سلة الحاجيات تقدمت قريبا من السيارة وإذا بي أسمع صراخ فرامل من بعيد تأملت وإذا أحد الشباب مقبل بسرعة البرق وانحرفت سيارته تجاهي فتراجعت بسرعة للوراء فارتطمت سيارته بخلفية سيارتي فشوهتها تماما فنزل هذا الشاب ومن معه ومن يتفرج عليه وأحاطوا بي طالبين مني التنازل عن حقي ومسامحته لكني لم أجبهم إلى ذلك فاتصلت بالمرور فلما أقبلت سيارة المرور هرب كل أولئك وبقي هذا الشاب وحيدا لا يعرف بماذا يجيب .
هذا ما يحدث في الأحياء أما على الطرقات السريعة فالبلاء أعظم والسبب هنا السرعة الجنونية التي لا يقرها العقل أبدا حيث تجد أن السرعة محددة من قبل أمن الطرق بـ 120 كلم في الساعة بينما المسير فيه من قبل كثير ممن يقف خلف المقود تتعدى الـ 200 كلم
والنتيجة مآسي يتفطر لها القلب حيث يخرج الشاب من بيته على أمل أن يعود في اليوم التالي أو بعد ساعات من خروجه وإذا بخبر وفاته في حادث مروري يصعق آذان ابويه ويثكلهما به .
آبائي وإخواني الكرام إعلموا أن أبناءكم أمانة في أعناقكم وهم زينة حياتكم فلا تتركوهم يصولوا ويجولوا في الشوارع مع أقران السوء بسيارة شريتموها بأموالكم لتكون في خدمتكم وإذا بها تقرب المنية لأبنائكم وحينها تندموا على ما اقترفته أيديكم حين لا ينفع الندم
وكلمتي الأخيرة للمجتمع كل حسب تمكنه فعلى من لديه كلمة أن يكرس جهده في الإرشاد والتهذيب لهؤلاء الشباب ومن لديه وجاهة أن يقوم بالتنسيق مع الجهة المسئولة في الدولة للحد من هذه الحوادث وعلى رجال الأعمال أن يبذلوا من أموالهم لإنشاء مراكز تربوية وإعلامية وتدريبة تهيئ الشباب للقيادة الصحيحة
بالإرشاد والتوجيه كما أحث المنتديات التي هي الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي يرتديها أغلب الشباب أن يولو هذا المضوع إهتماما حيث أني نادرا ما أجد موضوعا بهذا الشأن فعلى أصحاب المنتديات أن يستحدثوا منتدى للشباب يكرس فيه الجهد للإرشاد والتوجيه
أسأل الله للجميع السلامة من كل سوء ليهنأوا
بالعيش الرغيد في ظل أهلهيهم وعشيرتهم ولخدمة مجتمعاتهم وأوطانهم
وأستسمحكم عذرا للإطالة .
منقول
