المحناط في القنفذة

بقلم اﻻستاذ /علي حسن الفقيه
اشتهرت مدينة القنفذه بمينائها الذي لم يكن له مثيل على البحر الأحمر في القرون الماضيية وكذا المحناط تسمية قديمة لمكان في القنفذة تعرض فيه جميع البضائع التي تجلب من كل مكان ( سوق فيه كل شيء ) والذي يرتاده أهل السراة وتهامة وخاصه اهل عسير ورجال المع ومحايل والمجاردة والسراة وبيشة وبلجرشي والباحة والمخواة وكان يقع المحناط في برحة دائرية جنوب قصر الأماره القديم والبرق والبريد وموقعه الآن موقع الجامع الكبير في القنفذة وبقربه البلديه والماليه والجمارك ففي تلك الأيام وفي تلك العصور الماضية كان المحناط يشهد حركة تجاريةغير عادية لأنه كانت ترسو في الميناء اكثر من 30 سفينة تجارية بصفة يومية تأتي من الهند وعدن والحديدة ومصوع ومصر تحمل بضائع التجار وكان المحناط هو مقر البيع والشراء بين أهل البادية وما يحضرونه معهم من البضائع ويسلمونه للدلاله الكبار الذين يقومن بعمليه الحراج علي بضاعه الباديه التي توصل للقنفذه بواسطه الجمال وكانت حركه الجمال يوميا من 60 الي 100 جمل ومن كبار الدلالين المشهورين في ذللك الوقت محمد حسن عبد العاطي وزارع الهندي والغرابيه ومحسن بن سالم بن عمر بن محفوظ الكندي واخيه سعيد ومحسن ابوطالب السيد وعبدالله محمد الطالبي وحمد بن يسلم يرحمهم الله وكانت بضاعة البادية الشعير والسمسم الدكسه والبجيده وهذه اسماء يسميها اهل الحجاز وكذلك العسل والسمن والمقصود بهم هم عسير ومحايل ورجال المع والمخواه وبعد بيع مالديهم يقومون أهل الباديه بشراء القاز ابو غزاله وهو عباره عن صفيحتين في صندوق واحد وياتي من الهند وعدن ولحج ويشترون السكر والرز الهندي زراعي ومن ثم اتى بعد ذلك ارز يسمي هوره سيام واهل البلد يسمونه رز بكة ومختلف الكماليات وكان يعادل قيمة ماباعوه في المحناط حوالي 30 ريالاً ويقومون بالشراء بنفس الملبلغ لمستلزماتهم من السوق الذي للأسف تم هدمه ولم يعاد بناؤه وكان أهل الباحه يبيعون اللوز البلدي والفواكه التي تاتي عن طريق المخواه ومن المظيلف كان يسوق ويباع القطن في محناط القنفذه ومن حلي والقوز وما جاورها يبيعون الذره والدخن والسمسم البلدي ومن العرضيات السمسم وكانت ترد الي ميناء القنفذه بضاعه من ميناء الحديده وهي متنوعه من المصانف والموازر بانواعها و هناك اللحف الحوااك وموازر حريمي والواحده وزره وغيرها كانت تلك الايام تشهد على شهرة ميناء القنفذه الذي تمتد حركته التجاريه الي ابها مرورا بمحايل ورجال المع والمخواه والعرضيات وحلي والمظيلف والقوز وتاتيه السفن (السواعي الكبيرة )من كل حدب وصوب وكانت لها أسماء تصدح في سماء الميناء وأيام المحناط خير شاهد علي نمو الحركة التجارية وذلك بسبب موقع القنفذة التجاري وبقربها من المناطق التي ذكرتها سابقا ولم يكن في ذلك الوقت ميناء يذكر في عالم التجارة إلا ميناء القنفذه وكانت السيرة للجمال عند مغادرتها منظر رائع تشكل قطار علي خط سير واحد . جمل يسير بإنتظام خلف جمل ولك أن تتصور 60 جمل إلى 80 وبعض الاحيان تصل إلى 100 جمل تقطر بعضها ببعض محملة بالارزاق والمؤن ويسيرون أياما وليالي حتي يصلون الي وجهتم وكانت أول القافلة في القاع واخر جمل في المحناط نعم هكذا كانت القنفذه ورجالها حضر وبادية جعلوا منها في وقتهم المدينة التي لا تنام ولا تهدأ ليلا ولا نهارا رحم الله من مات منهم واطال الله في اعمار من بقي وها نحن ولله الحمد نعيش في نعمة من الأمن والامان ورغد العيش وعصر السرعة والتقنية الحديثة نسأله سبحانه ان يديم علينا ما انعم به علينا ونحن وانتم في صحة وعافية هذا هو المحناط وهؤلاء رجاله الذين عاشوا الصعاب من اجل لقمة العيش فواجب علينا ان نترحم عليهم وان نشكر الله علي مانحن فيه
ونأمل ان يعود للقنفذة ذلك الميناء الشهير .
( منقول)

تقبل شكري.....

يعطيك العافيه.....

بالتوفيق.......

يعطيك العافيه.....

دمت في حفض الرحمن

دمت بود. .....

تقبل شكري......