الكرم المصَوّر بقلم الاستاذ غازي الفقيه

)خارج الاقواس(
💥 الكرم المصَوّر.💥
الكرم : صفة حميدة مارسها العرب في جاهليتهم وبعد دخولهم في دين الله افواجا . وهي ممارسة في حضر الناس وباديتهم وفي حاضر الناس اليوم وستبقى كذلك. وقد قال احد مشاهير كرماء العرب حاتم الطائي :
أماوِيَّ إنَّ المال غادٍ ورائحٌ * ويبقى مِن المال الأحاديث والذكر..
وقال الشاعر العباسي كلثوم التغلبي:
إِن الكريمَ ليُخفي عنكَ عسرتهُ * حتى تَراهُ غنيا وهو مَجْهودُ.
وخلد الادب العربي بشعره ونثره والتاريخ أسماء كرماء كثر بأفعالها بانماط الكرم المحمودة.
ولكن حاضرنا المعاش وبعد أن بسطت الدنيا بين أيدي بعض الناس .وعمت تقنية التواصل الاجتماعي الحياة العامة .فقد رأينا وسمعنا كيف تأثرت طباع كثير من الناس .وأصبح الكرم لدى بعضهم وسيلة للتفاخروالتباهي استجداء وبحثا عن الشهرة الهلامية التي تكون سرابا بعد تغير الأحوال.!
وقد يصل (كرم بعض الناس) في عصرنا هذا إلى درجة التشهير بضيوفهم. باستعراض ماقدم لهم في موائد الضيافة .وتنميق العبارات المختومة عادة (قدركم كبير واعذرونا في القصور )..!!
وكل ذلك مصور صوتا وصورة.وقد تطيش كاميرا المصور فتلتقط صورة للضيوف وهم ياكلون أو يشربون ماء أو عصيرا فيبث هذا الكرم المصور عبر توتوك وأخواته قبل أن تجف أيدي الضيوف بعد غسلها من بقايا مائدة المضيف .
فيا أيها (الكرماء الجدد) فضلا لا تنسوا القيم الحميدة والعادات الأصيلة وتذكروا أن تلك المشاهد قد تثير حفيظة بعض الناس من المعوزين في مجتمعكم المبارك .


✍️: غازي أحمدالفقيه
محرم ١٤٤٥ هجرية