أمير مكة يضع «سماعته» على جسد ساحلها الجنوبي
يبدأ زيارة تفقدية لليث والقنفذة اليوم
أمير مكة يضع «سماعته» على جسد ساحلها الجنوبي
000
تشرق شمس اليوم على الساحل الجنوبي لمنطقة مكة المكرمة، مع مناسبة مختلفة يتصفح فيها أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وجوه محافظتي الليث والقنفذة، واضعا سماعة الحاكم الإداري على جسد المكان ليسمع ويتفقد حاجة الإنسان. لم تعد أوجاع ساحل مكة تئن أكثر من السابق إلا أن «الوجع» يحتاج إلى علاج نهائي، بحسب أهلها المتعطشة عيونهم وأنفسهم لخطة علاجية عاجلة، تسرع حركة التنمية وتقفز بها إلى مرحلة توقف زحف أبنائها إلى جدة ومكة المكرمة وباقي مناطق البلاد الرئيسية بحثا عن لقمة العيش في تفاصيل المدن. يمكن القول إن محافظتي الليث والقنفذة شهدتا في السنوات الثلاث الأخيرة تطورا على مستويات مختلفة، إلا أن حجم تأخر التنمية فيها خلال الأعوام الثلاثين الماضية، أسهم في اتساع الجرح التنموي، الذي يحتاج إلى مداواة أقوى وجراحات أكثر تغير الشكل والمضمون. يؤمن أهل ساحل مكة المكرمة الجنوبي مثل باقي إخوانهم في الوطن الكبير، بأن الفترة الحالية التي تشهد فيها البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، نهضة تسير في نهج إصلاحي متسارع تضع الإنسان على رأس أولوياتها، ستدخل البهجة في بيوتهم وقلوبهم. وتتسع دائرة البهجة بسبب المتابعة المتواصلة لأحوالهم من أميرهم الذي يشتكون إليه، فتتحول أحلامهم إلى عمل حقيقي، حتى أصبح ذلك العمل استراتيجية هم رأس الحربة فيها. القنفذة والليث اليوم كلتاهما سعيدة بزيارة الأمير، والمثقف والإداري الذي سيكمل خريطة طريق النجاح، في ظل أمنيات بأن يختفي الفقر من أودية وبوادي وجبال تلك المحافظات، وتصل الخدمات الصحية إلى كل بيت، وتنهمر المشاريع الزراعية والصناعية. المتأمل في ساحل مكة يجده مملوءا بالكنوز من البشر والطبيعة، فموانئ المحافظتين معطلة منذ 35 عاما حين كانت تحتضن حجاج قارتي آسيا وإفريقيا، فإن عادت إلى الحياة خففت الضغط عن ميناء جدة المحشو بالبضائع المتكدسة، ووجود سكة حديدية يجعل إمكانية السفر دون دماء حقيقة واقعة، ووصول البضائع من الموانئ عاجلا ميزة نسبية حقيقية.
الوجه الشرقي لساحل مكة المكرمة أراض زراعية يستفزها المطر سنويا لتجود بالحبوب والفواكه، ونجاح زراعة المانجو وأنواع أخرى كان شاهدا على إمكان قيام مشاريع زراعية ذات جدوى اقتصادية تنعش الأسواق وتوظف الشبان. المراقبون الاقتصاديون يرون في جسد مكة الجنوبي فرصة لوجود تجارب خلاقة، خصوصا تشييد مدن صناعية ذات اختصاص محدد تغذي المناطق الرئيسية للبلاد في صناعات متفردة اليوم، الحاكم الإداري لمنطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بين أهله في القنفذة والليث يسمع منهم ويداوي جراحهم، وهم سيتحدثون دون قيود حتى عن أوجاعهم ولكن وهم «مبتسمون».
00
عكاظ 25/3/1430هـ
كتب: هادي الفقيه
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النبراس
