بشاير وصالح يسكنان حافلة والدهما
الشؤون الاجتماعية»: الأب غير مؤهل لرعايتهما وندعو أقاربهما بحضانتهما
بشاير وصالح يسكنان حافلة والدهما
عدنان الشبراوي ـ جدة
تستيقظ بشاير (14عاما) وشقيقها صالح (15 عاما) مع كل شروق شمس على مشاهد مختلفة من صور الحياة ففي كل صباح جديد يطل عليهما مشهد مغاير طبقا للموقع الذي تتوقف فيه حافلة والدهما، التي أصبحت منزلا متنقلا لأسرتهم الصغيرة، فهي بالنسبة لهم تشكل غرفة النوم والجلوس والطعام، بل تتسع حتى لاستقبال ضيوفهم، فالشقيقان يجوبان على متنها شوارع جدة وصولا إلى كورنيش البحر مرورا بالأسواق والمساجد وغيرها.
ثمة غموض يكتنف حالة المواطن محمد العسيري وابنه صالح وابنته بشاير بعد أن غادروا منزلهم وسكنوا في (حافلة) قديمة يملكها الأب وباتت الحافلة اليوم هي منزلهم، ينامون فيها ويأكلون ويشربون ويغيرون ملابسهم. العسيري روى لـ«عكاظ» أمس أنه طرد من منزله لعدم سداد الإيجار وأن زوجته تركته وهو يعيش مع ابنه وابنته في الحافلة منذ ثمانية أشهر ـ حسب قوله ـ ويستخدمون دورات المياه الموجودة في المساجد والأسواق التجارية. لكنه لم يفصح عن مجمل الأسباب التي أوصلته لهذا الحال.. مكتفيا بتكرار طلبه للمساعدة من أهل الخير.. مشيرا إلى أنه ترك عمله منذ عدة سنوات، وقال إنه أوقف لمدة ستة أشهر في قضية، وعاش وقتها ابنه صالح وابنته بشاير في دار الحماية الاجتماعية في جدة.
وذكر العسيري أنه زار مكتب الشؤون الاجتماعية في جدة من قبل ولم يجد منهم المساعدة، كما إنه لا يتسلم شيئا من الضمان الاجتماعي ـ حسب قوله ـ وأنه يعيش على صدقات أهل الخير والمحسنين في الشارع ويشفقون عليه كثيرا عندما يرون ابنه وابنته معه في الحافلة.
«عكاظ» رصدت ميدانيا حياة العسيري مع ابنه وابنته في الحافلة وكيف ينامون على الكراسي بعد تحويلها لأسرة، يقول صالح وبشاير إنهما يعيشان في الحافلة منذ ثمانية أشهر بعد أن طردوا من المنزل، وإنهما تركا الدراسة منذ سنوات بعد أن أكملا الصف الرابع الابتدائي.
وروت دموع صالح وبشاير أحوالهما، ورغم المأساة التي يعانيانها فهما يحلمان كباقي الصغار في أن يعودا إلى دراستهما ويكون لهما (بيت) يستقران فيه.
ورغم حالة البؤس والتعب اليومي الذي يعيشه الطفلان داخل الحافلة (المنزل) لكنهما يقضيان لحظات جميلة مع أنيستهما الوحيدة وهي قطة صغيرة اقتنياها من الشارع وباتت تشاركهما السكن داخل الحافلة منذ أربعة أشهر، ورصدت عدسة «عكاظ» صورة تعكس الحميمية التي جمعت الشقيقين بالقطة في هذه الظروف الصعبة.
في تعليقه على حالة هذه الأسرة أكد مدير عام الشؤون الاجتماعية في منطقة مكة المكرمة الدكتور علي الحناكي أنه يعرف تفاصيل قصة هذه الأسرة وسبق أن زارته في مكتبه، وأضاف قائلا: أرى أن الأب غير مؤهل وغير صالح لأسباب نفسية ومرضية لرعاية ابنيه، وسبق أن اطلعت الشؤون الاجتماعية على حالته ورعت أبناءه لمدة ستة أشهر في دار الحماية الاجتماعية إبان توقيفه، وعند بحث الحالة اجتماعيا اتضح لنا أن الأب غامض ولم يتعاون معنا في الكشف عن أقاربه أو أفراد أسرته، وأضاف: عقب انتهاء محكوميتة زودته الشؤون الاجتماعية بمبلغ من المال في حدود خمسة آلاف ريال على دفعات من أجل السفر إلى الرياض لزيارة أقاربه هناك حسب إفادته. وناشد الدكتور الحناكي الأم وأسرتها وأسرة هذا الأب أن يتدخلوا لرعاية الأبناء في جو أسري سليم.
وأضاف: الشؤون الاجتماعية لديها الاستعداد لرعاية الفتاة في دار التربية للبنات والولد في دار التوجيه في حال عدم وجود من يرعاهما، وهذا حل لا نريده ولا نحبذه لأن فيه تشتيتا وتشريدا لأفراد الأسرة، لاسيما أن الطفلين متعلقان بوالدهما بشكل كبير.. مؤكدا أن الشقيقين لم يتعرضا لأي عنف من والدهما وأن علاقتهما به علاقة حب قوية وهو يعاملهما بلطف لكنه عاد ونصح بأن تنتقل حضانة الشقيقين لأي من أقارب العائلة كون الأب غير قادر على تحمل أعباء المعيشة.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النبراس
