حنان لم يكتمل!!
” مامن يُتم كـ يتم النبي صلى الله عليه وسلم الذي مات أبوه وهو في بطن أمه فهذا يتم أول ..
ثم ما إن ولد حتى حرم من صدر أمه من الرضاعة وهذا يتم ثانٍ،حُرم هذه الأمومة لأمر ما
ولأمر أراده الله عز وجل فذهب هذا الطفل إلى حليمة السعدية رضي الله عنها ليرضع منها ،
فصار يتم الأم كـ يتم الأب ثم بلغ السادسة من العمر عندما ذهبت أمه لكي يزور قبر والده
و فعلاً ذهب إلى قبر أبيه و زاره و تعرف على أخواله بين النجار ثم أرادت أمه أن تعود به وإذا بها
تموت في ذلك المكان، ودفعت أمه أمامه في نفس المكان الذي توفي و دفن أبوه فهذا اليتم الثالث.
وعليك أن تتخيل أن طفلاً حدث معه كل هذا في ست سنوات في مجتمع مشغول بكل مايمكن
الانشغال به لتحصل لقمة العيش، ثم أحتضن من بعد ذلك جده عبد المطلب وكان به حفياً متولهاً به ولهاً عظيماً
ولم تطل الفترة التي لا تتجاوز السنتان حتى مات عبد المطلب ، وكان حينئذ اليتم الرابع و هو أشق أنواع اليتم عليه .
ولما مات والد نبينا صلى الله عليه وسلم لم يترك له إلا خمسة من الإبل و جارية اسمها مباركة الحبشية
التي أنجبت له أسامة ابن زيد الذي صار حِبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أيمن هذه قال فيها بعد موت أبيه وأمه : (أنت أمي بعد أمي)
هكذا كان تعلق النبي صلى الله عليه وسلم بها فأعتقها النبي صلى الله عليه وسلم .
لنتأمل هذا الذي يجري مع النبي صلى الله وسلم بهذه الوصية و إذا بجده الذي كان عوضاً مناسباً عن هذا اليتم المتتالي و إذا به يموت .
و قد سُئل النبي صلى الله وسلم: أتذكر يوم مات عبدالمطلب؟ قال نعم كنت أنايومئذ ابن ثمان سنوات .
أم أيمن تقول بوصفٍ شاعري وإنساني و تصف موقفاً تبكي له العين ، تقول :
( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ينتحي خلف سرير عبد المطلب يبكي )
فتأمل هذا الطفل الذي ورث يتماً بعد يتم بعد يتم و لم يبق له أحد إلا الله سبحانه و تعالى يبكي و ينتحي خلف سرير جده .
لم يبق له أحد إلا الله سبحانه و تعالى .. يالها من كفاية و سلوى !
حتى قال فيه : ( ألم يجدك يتيماً فآوى ) أواك كأن لم يأوي أحداً من قبلك و لا من بعدك إلى يوم القيامة .“
صلى الله عليه وسلم
رد مع اقتباس
