بنجلاديشي القنفذة يقبع في ممرّات المستشفى وفرص علاجه تتضاءل
المستشفيات ترفض التجاوب وتصِف حالته بالميئوس منها
"بنجلاديشي القنفذة" يقبع في ممرّات المستشفى وفرص علاجه تتضاءل
حسن العيسي - سبق – القنفذة: تضاعفت معاناة المقيم البنجلاديشي الذي نشرت "سبق" حالته، مُوضحة أن مستشفيات عدة رفضت استقباله؛ لعجزه عن دفع تكاليف علاجه، بعد إصابته في حادث مروري حوَّله لجثة هامدة، تقبع في سرير بأحد مساكن العزّاب من أبناء جِلْدته الذين ضاقت بهم السبل في معالجته، وإنقاذ حياته.
وكانت "سبق" طرحت هذه الحالة الإنسانية، فتجاوبت معها جمعية حقوق الإنسان، وقامت بتكليف مستشفى القنفذة باستقبال حالته وتقديم الرعاية اللازمة لها، والتنسيق مع مستشفيات المنطقة؛ تمهيدا لنقله لأحدها؛ حتى يتلقَّى العلاج، وتستقر حالته. لكن كل تلك المحاولات فشلت بعدما رفض مستشفى القنفذة التجاوب معها؛ بناء على ادّعاء مسؤول بالمستشفى أن حالته ميئوس منها، ولا يمكنهم علاجه، فتركوه قابعاً في ممرَّات المستشفى، ينتظر رحمة مَن يرحمه.
وكان كفيله نسّق مع المستشفى؛ لإحضار المريض، لكنهم تقاعسوا عن ذلك، وهدَّدوا كفيله المُسنّ بالاتصال بالشرطة إذا رفض أخذ المريض، ما دعاه للهروب وترك المريض مُلقىً أمام الجميع.
إلى ذلك أبلغ مسؤولو المستشفي الشرطة؛ للقبض على الكفيل، ولإلزامه بأخذ المريض الذي لا يستطيع الاعتماد على نفسه، ولا يعي بما يدور من حوله.
يُذكَر أن معاناة المقيم بدأت عندما تعرَّض لحادث مروري، نتج عنه إصابة بالرأس، أدخلته في غيبوبة لأكثر من شهرين. وقد حاول أقاربه علاجه في عدد من المستشفيات بالقنفذة وجدة، لكنها رفضت استقباله، حتى يتم تأمين تكاليف العلاج الذي يصل إلى مبالغ باهظة، عجزوا عن تأمينها؛ ما حدا بهم لإبقائه في منزل شعبي جثة هامدة، ينتظر ساعة الموت، أو حتى يتكفَّل أحد المحسنين بعلاجه.
وكان البنجلاديشي قد أُسعِف وقت الحادث ونُوِّم بمستشفى القنفذة العام فترة قاربت أربعين يوماً، وتم إخراجه بعدما أُلزِم بدفع تكاليف تلك الفترة، دون أن يتلقّى العلاج اللازم؛ لأنه كان بحاجة إلى تدخّل أخصائي مخ وأعصاب، الأمر الذي لا يتوفّر في القنفذة؛ ما أجبر أقاربه على نقله إلى مستشفى خاص بجدة؛ لتلقي العلاج، لكنهم عجزوا عن دفع تكاليفه؛ لضعف قدرتهم المالية، ولم يجد أهله خياراً آخر سوى نقله إلى منزلهم المتواضع، الذي يقع في إحدى القرى النائية بالقنفذة البعيدة عن أبسط الخدمات الأساسية، تاركين إيّاه ينتظر مصيره، بعد أن قَلّت حيلتهم، وتقطَّعت بهم السبل؛ ولم يستطيعوا حتى تسفيره.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلم لم
