جدة ومكة وتطوير العشوائيات
الخميس 26/04/2012
مكة المكرمة قبلة المسلمين، وجدة عروس البحر، تسير عجلة التقدم والتنمية فيهما بشكل ملحوظ في ظل اهتمام الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة والأمير منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية والقروية وبتوجيه من سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لمعالجة العشوائيات، فكل شبر من أرض هذا الوطن سوف يناله التطوير.. بناء أبراج وتوسعة الشوارع ليس بالأمر الهين واليسير، فأول الهموم هي إيجاد السكن المناسب الآمن، وقد أخذت هذه الدراسة على عاتقها إظهار تلك المدينتين بالمظهر اللائق، حيث يحرص الزائر لجدة على التجول في أحيائها ومعالمها الأثرية، ويستمتع بنسمة هواء البحر الأحمر وأكلة السمك الطازج، وسنرى قريبًا حلًا لأزمة السكن والعشوائيات التي لا يستفيد منها إلا الوافد كمأوى آمن، فالأحياء الشعبية في مكة وجدة ضررها أكبر من نفعها ويمتد خطرها إلى المحافظات. ففي مركز القوز -مثلًا- مبان مهجورة حصل مالكوها على قروض من الدولة لتشييدها وتُركت مأوى للمتخلفين من الوافدين، في حين أن الشباب يبحث عن سكن ليبدأ فيه حياته الزوجية، ومما لا شك فيه أن ظاهرة سكن الشباب أصبحت مشكلة تؤرق الجميع، ولكن الوقوف على الأسباب مهم لفهم المشكلة، فمن المسببات الرئيسة لتلك المشكلة عامل الدراسة، حيث بُعد أماكن السكن عن أماكن تواجد الجامعات ما اضطر كثير من الشباب إلى الاستقلال بالسكن، وحين تخرجوا ودخلوا سوق العمل في المدينة وجدوا من الصعوبة العودة إلى الريف.. ومن المسببات أيضا لمشكلة السكن عامل الاستقلال، وهو أكثر الأسباب إعاقة ومقاومة من المجتمع والعائلة. ذلك أن مبدأ السكن الفردي مازال أمرًا غير مطروح في التفكير الجمعي، وقد أجريتُ استطلاعًا بسيطًا لظاهرة السكن الفردي فكان السبب الرئيسي هو الاعتماد على الذات، والاستقلالية حيث إنها حلم يُلامس مخيلة كل إنسان، ولا يُمكن طرح هذه الاستقلالية بديلًا عن العائلة، فمما لا شك فيه أن العائلة وعلاقات القرابة الحميمية هي أكثر ما يميّزنا في هذا الوطن، لكن ليس خطأً من الفرد اختياره للاستقلال بالسكن ما دام قد تجاوز سن النضج وحقق نصيبه من الاستقلال المادي. وصحيح أن الاستقلالية شيء جميل ولكن على ألا تكون سببًا في قطع صلة الرحم.
الدولة تسعى جاهدة في بناء مجتمع متماسك يؤمن بالحرية التي تكون في حدود ما تسمح به عاداتنا وتقاليدنا، ومن يُكتَب له العمر سوف يرى إن شاء الله ما لم يكن في الخيال من الرقي والتطوير والتنمية في وطن العدل والسلام.
شيخ قبيلة النواشرة \ محمد أحمد الناشري - القنفذة
رد مع اقتباس
