فوائد اللبن
اللبن وفوائده
تحيط الجراثيم بنا من كل الجهات، وتدخل إلى أجسامنا رغماً عنا.. لكن هذا لا يعني أنه يمكنها أن تصول وتجول على هواها، فالجسم يملك ترسانة دفاعية تقف لها بالمرصاد، عدا هذا فدخول الجراثيم المشبوهة إلى الجسم، لا يعني حتماً أننا سنصاب بالمرض...
وكي نعزز ترسانة الجسم الدفاعية، حريٌّ بنا أن نحرص على وضع بعض الأغذية على قائمة الواردات اليومية، ومنها ومن أخلصها وأصدقها اللبن الرائب..
فقد تمكن العلماء من عزل عدد من المضادات الحيوية الطبيعية من اللبن الرائب.. وتبين لهم أن بعضها يملك القدرة على قتل البكتيريا بدرجة متساوية، أو أكبر من المضادات الحيوية الصيدلانية.. أيضاً تبين أن وجود البكتيريا في اللبن يعزز مكانة الجراثيم النافعة في الأمعاء، ويساعدها على مواجهة الجراثيم الضارة، التي يمكن أن تسبب المرض في الأنبوب الهضمي، وخصوصاً إسهال الرضع.
وسبق لباحثين نيوزيلنديين أن اكتشفوا أن اللبن يحتوي على بكتيريا نافعة تقوي الجهاز المناعي وتنشطه، وبناء عليه أوصوا باللبن الرائب لتعزيز القدرة المناعية، وخصوصاً عند كبار السن.
وهناك تأثيرت ايجابية للبن الزبادي على الجهاز الهضمي، كما دلت عليه الدراسات الطبية، تبدأ من الفم، حيث تشير إليه كعامل مهم في تحسين صحة اللثة، وتقليل فرصة نمو البكتيريا المسببة لالتهاباتها، وبالتالي نشوء رائحة غير مستحبة، كما أن وجود البكتيريا الصديقة، وكذلك وجود معدن الزنك وغيره من المعادن يسهم في مقاومة بكتيريا«هيلوكوبكتر» المسببة لأنواع شتى من قروح والتهابات المعدة وأسفل المري والاثني عشر، كما أن الباحثين يتحدثون في نتائج دراساتهم عن دور واق من مشكلات القولون، بدءاً من القولون العصبي مروراً لمجالات الإسهالات ووصولاً إلى دور محتمل بشكل قوي من الوقاية بسرطان القولون.
ولقد أظهرت مؤخراً دراسات ميدانية تؤكد أن اللبن يستطيع تقليص نسبة الكوليسترول في الدم بمعدل يتراوح ما بين 5-10 في المئة خلال أسبوع.. كما أنه يحمي كثيراً من مخاطر الأمراض القلبية والشرايين الدموية ويسهم أيضاً في إطالة العمر.
ومن الغني عن الذكر فائدة مشتقات الألبان بمحتواها العالي من الكالسيوم في حفظ صحة العظام لدى البالغين، وزيادة نموها لدى الأطفال والمراهقين ودور الكالسيوم أيضاً في تخفيف حدة التهابات المفاصل وتداعياتها على العظم..
هذا غيض من فيض الفوائد الكبيرة والكثيرة للبن.. وهذا ما يبرر الإقبال الواسع اليوم على تناوله، من قبل الصغار والكبار على حد سواء.
ابو هاني
صياد دمشق
رد مع اقتباس
