ذكرا توحيد الوطن دعوة لمزيد من الالفة
إذا كانت بلدان كثيرة قد خصصت يومها الوطني ومعلمها القومي بحدث يرتبط بمناسبة عابرة أو يتنوع بتعدد تاريخ تسلم الحاكم لمقاليد السلطة فإن الملك عبدالعزيز بعبقريته المتفردة وبنظرته البعيدة وتساميه فوق كل إعتبار شخصي جعل من تاريخ توحيد المملكة العربية السعودية ( اليوم الوطني) الذي تحتفل بذكراه كل عام , وعلى النهج نفسه كان تتابع كل عهود أبناءه الملوك من بعده بالاحتفاء بهذا التوحيد , فكان يوماً مشهوداً من أيام بلادنا العزيزة التي تعتز بوحدتها في ظل قيادتها مشمولة بالأمن الشامل والعز الوارف والاتحاد التام الذي جسد الوحدة في أروع مظاهرها , وبأعمق معانيها وأسمى أهدافها , فجمعت البلدان المتباعدة والجماعات المتفرقة , وصهرتها في شعب واحد كما وحدتها تحت راية واحدة تحمل الشعار العظيم( لا إله إلا الله محمد رسول الله )). وامتدت مسيرة هذه الدولة في نطاق مملكة واحدة مترامية الأبعاد واسعة الأرجاء متعددة المناخات والأرجاء, جمعتها كلمة واحدة, وأظلتها راية واحدة, وارتبطت بقيادة واحدة .إن تأسيس هذه الدولة السعودية في مرحلتها الحالية على قواعد الشريعة ودستورية الإسلام ووفقاً لما نهجته الدولة السعودية منذ بدأ تأسيسها وتعاقب عهودها منذ ما يقارب 300 عاماً حتى هذا العهد , هي من مآثر الملك عبدالعزيز العاهل الكبير – وهي كثيرة – ومن عبقريته الخالصة لأن توحيد أقاليم هذه البلاد , وجمع مناطقها في إطار واحد وتحت أسم واحد , هو إحدى معجزات العصر الحديث التي تعجز عنها همم الرجال وتتوقف أمامها عزائم أولي البأس والإقدام , ذلك العمل الفذلا يمكن لأي إنسان منصف شريف يخشى الله في رأيه وفي حكمه إلا أن يصنفه على أنه تجاوز كل حدود الإنجاز والتوفيق , فلا يملك أمامه إلا أن يسال الله أن يجزاه عن ذلك العمل جزاء الإحسان وتمام الرضوان ما رفع أذان وما طاف بالبيت العتيق وبمسجد نبيه حاج ومعتمر وزائر منذ 84 عام في أمن وسكينة وآمان .وقد تكرست هذه الوحدة الوطنية , وبدت أهميتها في جعلها معلماً بارزاً من تاريخ المملكة المعاصرة .وذلك بتحويل هذا الرمز الوحدوي المرموق إلى يوم وطني مشهود يتجدد الحديث عنه في كل حول, ويعتز به كل مواطن وتتطلع إليه كل أمة , والغاية من الاحتفاء الحولي بهذا اليوم التاريخي في حياة شعبنا العمل على تأكيد الحس الوطني المتأصل في وجدان المواطن والمتنامي في جدوره, إلى جانب استشعاره نعمة الوحدة الجغرافية والسكانية التي نعيشها , ونتفيأ ظلالها , ونسعد بدوامها المستمر إن شاء الله تبارك وتعالى , ومن خلال هذا الاستشعار الوطني ينغرس مفهوم اتحاد الكيان في حس كل مواطن على الصورة الملموسة في واقعنا الحالي الذي نرجوا امتداده أماد القرون وعلى مدى تطاول الأعوام, وكل جيل من أجيالنا الواعدة سوف ينشأ عاشقاً للوحدة الوطنية مقدراً لها متفتحاً عليها يرى فيها أحلامه الموعودة وأماله المرجوة , فيحافظ عليها بما يرحمه لها من حب وما يحتفظ به لها من إخلاص, والفضل لله تبارك وتعالى ثم للعاهل الكبير الملك عبدالعزيز الذي أقام أسوار الوحدة الوطنية وأعلى بنائها, وصانها من بعده أبناؤه السائرون على دربه المحافظون على نهجه, ولا شك أن هذا منهج وطني يسجل في مفاخر الملك عبدالعزيز , فذلك منه "رحمه الله" ملمح رائع ووعي سابق لزمانه التفت إليه بشعوره الصادق وإحساسه المتفتح فكان هذا اليوم الذي تلتقي في مناسبته قلوب كل أبناء هذا الكيان الشامخ.إن استمرار هذه الوحدة العظيمة وهذا النعيم الذي نرفل في ثوبه مقرون دوماً بحفاظنا على ثوابت ديننا الحنيف واستشعار روح المسؤولية تجاه وطننا وقيادتنا واستلهام العبر مما يدور حولنا في هذا العالم سريع التغير , ووعينا التام لما يحاك ضد بلادنا من مؤامرات لزعزعة أمنها واستقرارها , والذي يجب أن نعي في هذا اليوم المجيد أنه مسؤولية مشتركة لكل إنسان وإنسانة سعودية وان نربي ابنائنا على أنه غاية وهدف سام نعمل لأجله حتى اخر يوم في حياة كل مواطن منا , فلا أغلى من الوطن ولا ألذ وأجمل من الاستقرار والأمان .حفظك الله يا وطن وكل سنة وأنت طيب ونحن طيبين .
http://www.almnatiq.net/column/cl3-13940
رد مع اقتباس
