بسم الله الرحمن الرحيم

القاعدة كلمة ترعب القلوب وتلوي الألسن الأمر الذي يدفع الكثير من الناس لتجنب مناقشة أي موضوع تكون كلمة ( القاعدة ) عنواناً له حتى وإن كانت القاعدة المقصودة علمية أو أدبية أو هندسية أو تقنية لما لها من حساسية في نفوسهم , ولو توقفنا هنا قليلاً وبحثنا داخل دهاليز قلوبنا عن مصدر ذلك الرعب فإننا سنجد مفارقة غريبة لأن
الخوف الذي ينتابنا ليس من ( القاعدة ) كتنظيم بل حذراً من الدخول في شبهةً أمنية قد تكون سبباً لدخولنا ضمن قائمة المطلوبين هذا ما يعتقده الكثير وهو مؤشراً يؤكد أن مهابة أجهزة الأمن في القلوب أكبر بكثير من مهابة القاعدة كمنظمة إرهابية , هذه هي الحقيقة من وجهة نظري , ولكن لماذا ينتابنا الخوف كلما فكرنا في ( مناقشة ) أي موضوع يخص القاعدة بكل حيادية , هل يعد ذلك جرماً أو خرقاً قانونياً نستحق بموجبه العقاب ؟ ربما يكون كذلك لكن في عيون الجاهلين من العامة فقط أما بالنسبة للأجهزة المختصة فأنا أجزم بعيداً عن ( النفاق والمجاملات ) أن مسؤوليها أكبر من أن ينظروا للأمر من هذه الزاوية وما يؤكد ذلك هو تعاملهم مع منسوبي القاعدة بكل عقلانية وإنسانية ومراعاة ليس لهم فحسب بل حتى لأهاليهم لأنهم أي المسؤولين يدركون تماماً أن الحرب مع القاعدة حرباً فكرية بالدرجة الأولى وقد يدفعون مجبرين أحياناً للتعامل بالسلاح متى ما دعت الحاجة لذلك وما دامت الحرب في الأساس فكرية فلا أرى مانعاً في مناقشة أي موضوع بهذا الخصوص ولا أرى في ذلك أي ضرر أمني بل على عكس ذلك فقد نساهم بهذا العمل في كشف نقاط الغموض التي قد تفيد في فك طلاسم هذه الفتنة ومعرفة أسبابها وطرق علاجها والوقاية من شرها , لن أطيل أكثر من ذلك فما تقدم يكفي كتهيئة لدخولي في الموضوع ودخول كل من يرغب في تخطي حاجز ذلك الحذر الممقوت والمشاركة بوجهة نظره بعيداً عن النفاق والمجاملات فهذا الموضوع يجب أن ينال حقه من المصداقية والوضوح ومن هذا المنطلق أبدأ بتوفيق الله في ذكر أهم المحاور تمهيداً لمناقشتها بكل حيادية ومصداقية وهي على النحو التالي :-
ـ لماذا وكيف ومتى وأين ولدت القاعدة ؟
– ما هي أهم العوامل التي ساهمت في ولادة هذا التنظيم من الناحيتين السياسية والدينية ؟
– ما هي الأسباب التي دفعت القاعدة لانحرافها عن أهدافها الأساسية والدخول في مواجهات عسكرية مع الحكومات العربية والإسلامية ؟
- هل فشلت أمريكا وحلفائها في القضاء على القاعدة وما هي الأسباب ؟
و لماذا لم تمت القاعدة رغم كل ما واجهته من ضربات عسكريةً واقتصاديةً طوال تلك السنين ومن المستفيد من بقائها حية ؟
هذه من وجهة نظري أهم المحاور ومن يرغب في إضافة المزيد فله ذلك راجياً من الجميع مناقشتها بكل موضوعية وأمانة بعيداً عن سياسة ( النسخ واللصق ) كتابة وفكراً وعدم الخروج عن صلب الموضوع والدخول في مهاترات لا تغني من جوع , راجياً من الله لي ولكم التوفيق وهو الموفق والهادي إلى سواء السبيل
عبدالله متعب