بهدوء
القنفذة أمانة يا وزير التعليم العالي
هادي الفقيه
أعجبتني صورة وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري وهو يسير بسرعة بين تفاصيل المدينة الجامعية في جازان، من ثم إلى جامعات نامية أخرى وكأنه يقول ماذا تفعلون؟ فلم تصدر الأوامر السامية بخروج تلك الجامعات إلى النور فحسب بل اعتاد الوزير على الوقوف على وضعها ميدانيا، ليعرف ما الجديد وإلى أين وصلوا؟.
قبل عام وقف الوزير العنقري على وضع الكلية الجامعية في محافظة القنفذة، ولم يخف استياءه من المبنى الأشبه بساندويش لكلية تضم ثلاثة آلاف طالب، وهو في الأساس مبنى الثانوية الأولى للقنفذة، وانتقلت إليه كلية إعداد المعلمين التي تأسست عام 1407هـ، تابعة لوزارة التربية والتعليم، ومن ثم تحولت إلى الكلية الجامعية تحت مظلة جامعة أم القرى.
وأطلق الوزير وعودا بثلاث كليات كان من المفترض أن تخرج إلى النور: كليتان للعلوم الطبية والحاسب الآلي للبنات والبنين، وكلية للهندسة، وكان من المفترض أن تظهر إلى النور مطلع العام الدراسي الجاري، ورغم احتجاج البعض بعدم وجود مبان إلا أن من يقف على الوضع يجد أن الكثير من الحلول من الممكن أن توفر لخروج هذه الكليات إلى النور.
إن على وزير التعليم العالي مسؤولية تاريخية وهو الرجل الذي يشهد له الجميع بحرصه على أن يصل التعليم العالي النوعي إلى كل قرية وهجرة، مسؤولية تكمن في أن يتحول حلم وجود جامعة في القنفذة إلى حقيقة وهي المحافظة التي تقع في منطقة استراتيجية من الممكن أن تخدم قرى ومدن جنوب مكة المكرمة وغرب الباحة وشمال عسير، إضافة إلى المحافظة، في ذات الوقت الذي تؤكد فيه إحصاءات مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات أن تعداد سكان هذه المنطقة الجغرافية يزيد على مليوني إنسان، يشكل الشابات والشبان النسبة الأكبر.
كما أن الكليتين الجامعية للبنين والبنات في القنفذة تخرج ما يقارب ستة آلاف طالبة وطالب سنويا، في ظل وجود أعداد كبيرة من راغبي دراسة الاختصاصات المهمة في جامعات جدة، مكة، الباحة، وعسير، ويتعرضون إلى حوادث مرورية حصدت العشرات منهم.
إن وجود جامعة في القنفذة سيسهم إلى حد كبير في نشر الوعي وتنمية المجتمع، والنهوض اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا بالمحافظة والقرى والهجر، وزيادة القوى البشرية المؤهلة وستستوعب المبتعثين الذين يدرسون في برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي من أبناء المحافظة والمناطق المجاورة، عندما يعودون ليعملوا بين أهلهم وتحقق الغاية الحقيقية من برنامج الابتعاث.
إننا نتطلع إلى شابات وشبان ينخرطون في هذه الجامعة ليرتقوا بالمستوى الفكري للمجتمع ككل، ونرى برامج المشاركة الاجتماعية التي تخرج من قلب الجامعة على صورة محاضرات وندوات ودورات وبرامج تطوعية وحملات تثقيفية، وأخيرا تخرج لنا الجامعة مهندسين وأطباء وإعلاميين واختصاصات مختلفة، ينهضون بهذا الجزء الجغرافي العزيز من بلادنا الكبيرة..القنفذة أمانة ياوزير الأمل..فلتكن الجامعة.

نشكر الكاتب على هذا الموضوع والشكرموصول للاخ الشاعر على النقل