"عنقاء الجزيرة العربية"..

"عاد سوق عكاظ من كهف الغياب الذي نام فيه 1300 سنة، بمبادرة فريدة من الأمير خالد الفيصل، الذي رأى أن إحياء السوق التاريخي لن يخدم منظومة التنشيط السياحي لمدينة الطائف السعودية "بستان الجزيرة العربية" فقط، بل هي استعادة لموروث ثقافي تاريخي لم يغب عن الذاكرة الشفوية أبداً، لكنه غاب عن الذاكرة الجغرافية.
والذين يشتهون، تجنيّاً، وصف سوق عكاظ بأنه سوق "جاهلي" بالمعنى المعرفي وليس الزمني، عليهم أن يتوقفوا عن الاستشهاد بأبيات وحِكم المعلقات العشر، فإنها قد صُنعت في "سوق عكاظ".
قيمة سوق عكاظ الإنسانية أكبر بكثير من أن تشوّهها مثلاً هفوة شاعر أو زلة مذيع أو صبيانية مصور تلفزيوني لا يدرك هيبة سوق عكاظ!.
وبسبب الميزة المزدوجة للسوق التاريخي، موقعاً مكانياً ومحتوىً شفوياً فإنه قادر على دخول منظمة اليونيسكو من بوابتيها العالميتين لذاكرة الإنسانية، وهما: لائحة التراث المادي ولائحة التراث الشفوي، وهي ميزة معرفية قلّما توافرت لموقع أثري كما توافرت في "سوق عكاظ".

باقي مقال د.زياد الدريس على "المناطق":
almnatiq.net/290257