بدأت قصة العاشقين عندما التقى جميل ببثينة في أحد الأعياد وكان جميل بدويا يعيش في وادي القرى؛ فعشقها مذ كان غلاما، فلما كبر خطبها، فرد عنها لأنه شبب بها في شعره!
ثم شاءت الظروف أن تقترن بثينة برجل سواه ، فلم يزدد بها إلا ولعاً وحباً ، ولم يفلح أهله في إقناعه بوجوب الكف عن هوى بثينة..
،، إهدار دمه ،،
لقد كان على جميل أن يبتعد عن بثينة ، وألا يحاول الاقتراب من ديار بني عمه بعد أن أصبحت لغيره!
ولما أقرح الحب قلبه طلب إليها أن ترحمه قائلا:
ارحميـنـي، فـقـد بُلـيـتُ ، فحسـبـيبعض ذا الداءِ ، يا بثينـةُ حسبـي
لامني فيكِ – يا بثينـةُ – صحبـيلا تلوموا ، فقد أقرح الحب قلبي!
إن قصة جميل تمثل الشخصية النبيلة التي بلغت الغاية في الشعر والعشق ، وسارت أخبارها في الرجولة والشهامة.
لم تنقطع محاولات جميل ، فقد أعماه الحب! ولم يكن يطيق فراقها ؛ فكان يحاول أن يلقاها بمنزلها بوادي القرى ، وجمع له قومها جمعا ليأخذوه فحذرته بثينة فاستخفى
ونعود ويعود الشوق ليحكى !!
عن ليلىً جديدة
وكأن العشق يأبى الأ ان تكون ليلاه جديده ..!!
فنعود وتعود الليالي بليلى ..
وقصةٌ أخرى ..
ونفس النهاية المؤلمة
فليتهم لم يكونوا ولم يعشقوا
؛؛ توبــــة وليلى ؛؛
قصة حب عنيف عفيف ،صادف قلبا خاليا فتمكن !
وفرقت الأيام بين جسديهما، لكنهما ظلا على وفائهما فما الحب إلا للحبيب الأول.
وليلى الأخيلية من النساء المتقدمات في الشعر شأنها شأن الخنساء في الإسلام.
وكان توبة يهواها، ويقول فيها شعراً على عادة العرب.. وعبر لأهلها عن رغبته بالاقتران بها فقابلوه بالرفض لا لشئ يعيبه إلا أنه تناولها في شعره وإن كان عفيفاً!
حيث أن العرب الأقدمين كانوا لا يزوجون بناتهم ممّن شهّر بهن.. وهكذا زُوجت ليلى برجل آخر وحُرم الحبيبن من بعضهما إلى الأبد!!
نهاية عــاشق
وهام توبة على وجهه يبكي ليلاه، وحظه العاثر !
وعاشا الحبيبين على البعد..كلٍ في طريق..وكان (توبة) كثير الغارات.. فقتل في إحدى غاراته ..
وسجل التاريخ أروع رثاء قالته مُحبة في حبيب فرقت بينهما الأيام.
أقـسـمــت أرثــــى بــعــدَ تــوبــةَ هـالـكــاوأحــفِــلُ مــــن دارت عـلــيــه الــدوائـــر
لعَمرك مـا بالمـوت عـارٌ علـى الفتـىإذا لــم تـصـبـه فـــي الـحـيـاة المـعـابـرُ
ومــــا أحــــدٌ حــيــا وإن كــــان سـالـمــابــأخــلــد مـــمــــن غـيّــبــتــه الـمــقــابــرُ
ومـن كـان مِمـا يُحـدثُ الدهـر جازعـافـلابـد يـومـا أن يُــرى وهــو صـابـر ُ
وليس لذي عيش من المـوت مذهـبٌولـيـس عـلــى الأيـــام والـدهــر غـابِــرُ
ولا الحـيُ مـمـا يُـحـدث الـدهـر معـتـبٌولا الميـت إن لـم يصبـر الحـيُ ناشـرُ
ومـن كـان مِمـا يُحـدثُ الدهـر جازعـافـلابـد يـومـا أن يُــرى وهــو صـابـر ُ
وليس لذي عيش من المـوت مذهـبٌولـيـس عـلــى الأيـــام والـدهــر غـابِــرُ
ولا الحـيُ مـمـا يُـحـدث الـدهـر معـتـبٌولا الميـت إن لـم يصبـر الحـيُ ناشـرُ
ومرت أيام وأعوام ، ذهب فيها شباب ليلى ، وذبلت زهرتها! وأسنت وعجزت..
وكانت ليلى ذات يوم مقبلة من سفر ، فمرت بقبر توبة في طريق عودتها.
فقالت : السلام عليك يا توبة!
أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون !
وسكتت قليلا ثم حولت وجهها إلى القوم ممن حولها وقالت : أشهد أنني لم أعرف له كِذبة قط قبل يومنا هذا!!
عجب القوم وقالوا : كيف ذلك
قالت ألم تسمعوه يقول :
ولـــو أن لـيـلـى الأخـيـلـيـة سـلّـمــتعــلّــي، ودونــــي جــنــدلٌ وصـفـائــح
لسلـمـتُ تسلـيـم البشـاشـة أو زقـــاإليها صدى من جانب القبر صائحُ
وأُغـبــطُ مـــن لـيـلـى بـمــا لا أنــالــهألا كـل مـا قـرت بـه العـيـن صـالـح
لنهاية الأليـمة
وكانت إلى جانب القبر ‘بومة‘ مختبئة، فلما رأت الهودج .. فزعت .. وطارت مذعورة في وجه الجمل !
فخاف الجمل واضطرب وهاج ورمى بليلى فسقطت على رأسها فماتت لوقتها، ودفنت هناك على مقربة ممن كان أحب الناس إلى قلبها..وأقربهم الى روحها ..
//
فرقتهم الحياة ،، لِيجمَعهم الموت؟
فسبحان من لهُ الدوام ..!!
عشق الحكايات
ونعود ،،
ليعود الشوق والحنان ،،
وقصةٌ رائعة ،، في زمنٍ أروع ،،
نشأت بين أحضان الأندلس أروع الصور ،،
وأروع القصائد ،،
كيف لا ،، وهى قرطبه الزاهرة ،،
والحمراء ،،
فأقرأوا معي ،،
وتذكروا ،،
ملوكٌ كانوا للطوائف ،،
؛؛
؛،؛ ابن زيدون وولادة ؛،؛
كان ابن زيدون من أبناء وجوه الفقهاء بقرطبة، وبرع أدبه، وجاد شعره وعلا شأنه ، وانطلق لسانه ، ثم انتقل من قرطبة إلى بلاط المعتضد صاحب أشبيلية فجعله من خواصه، يجالسه في خلواته، ويركن إلى إشارته، وكان معه في صورة الوزير..
وكانت ولادة- بنت المستكفي – من أشهر أديبات الأندلس بل أبرزهن جميعا في تاريخ الأدب العربي ، تحظى بحرية كبيرة شأنها شأن المرأة الأندلسية مما هيأ لها أن تعقد الندوات في دارها ، فالتقت بالعديد من الشعراء الذين أحبوها ولكنها لم تحب إلا ابن زيدون الذي أ حبها بالمقابل حبًا جامحاً..فعاشا حينا من الدهر سعيدين بهذا الحب، ثم أخذت تجفوه ومازالت ممعنة في جفوتها له حتى ذاق مرارة اليأس والحرمان إلى الأبد. إن قصة الحب العنيف بينهما هي قصة لم تروها أرض الأندلس وسماؤها فحسب، بل روتها كل أرض عربية ..
* وفي مرحلة يصور فيها ابن زيدون شقاؤه بنار الوداع والفراق، يقول:
ودّع الصـبـر مـحــبٌ ودّعـــكذائعٌ من سِره مـا استودعـك
يقرعُ السن على أن لم يكنزاد في تلك الخطـا إذ شيعـك
يـا أخـا البـدر سـنـاء وسـنـىرحـــــم الله زمـــانـــا اطــلــعــك
*قصيدته النونية ، وهي أحلى ما قال في مرحلة الجفوة والتنائي:
أضحـى التنائـي بديـلا مــن تدانيـنـاونــاب عــن طـيـبِ لُقيـانـا تجافـيـنـا
بِـنـتـم وبـنــا فـمــا ابـتـلـت جوانـحـنـاشـوقــا إلـيـكـم، ولا جـفّــت مـآقـيـنـا
نــكــاد حــيــن تنـاجـيـكـم ضـمـائـرنـايقضـي علينـا الأسـى لـولا تأسيـنـا
حالـت لفقدكـم أيامنـا فغـدت سُـوداًوقـــد كـانــت بــكــم بـيـضــا ليـالـيـنـا
لـيُـسـق عـهـدكــم عــهــد الــســرورفـمــا كـنـتـم لأرواحـنــا إلا رياحـيـنـا
ويـــا نـسـيـم الـصـبـا بــلــغ تحـيـتـنـامن لو على البعد حيا كان يحيينا
علـيـك مـنـي ســلام الله مــا بقـيـتصـبـابــة بـــــكِ نُـخـفـيـهـا فتـخـفـيـنـا
؛؛
وهي كما نرى تحمل تباريح حب ابن زيدون وما كان يغص به من الهجر والتنائي ، وإنها لأنفاس محب مهجور تحولت شعرا..
وقد سميت ولادة بـ ( ذا الوزاريتن ) فبعد ابن خلدون سعت ولادة لكسب قلب الوزير ( ابن عبدوس ) الذي تزوجها وسجن ابن زيدون لهجائه له ، ولكن ما خلد ذكرى ولادة بنت المستكفي لم يكن بهاؤها ولا أدبها إنما خلدها شعر ابن زيدون وبالتحديد رسالتي ابن زيدون ( الجدية ورسالته الهزلية )..
؛؛
ولا تكفى حكاياتهم هذهِ الأسطر ،،
ولا تُسجل الحروف اسطورة عِشقِهم ،،
فيا ليت شعرى لماذا خسرته ،،
وماذا كان في ابن عبدوس فضلاً عنه ،،
ولكنها المقادير ،،
تجرى بما تشاء ،،
؛؛ومن الشاطئ العذب ؛؛
وطائرة النورس الابيض ،،
؛؛؛
وينتضم عقد العشق من جديد .."
بجوهرةٍ فريدة في الهوى ..؟؟
وفريدةٍ ايضاً في الظروف ..!!
فعشق الحبيبة تُرجم إلى عشقٍ للحرية بذاتها !!
أوليست هى معشوقة البشر منذ القديم ؟..
؛؛
هو العبد ابن الأمة ..؟
وهى الحرة الشريفة ،، العزيزة في قومها ..!!
وأختلفت الدروب ..!!
وتقطعت السُبل ،،
لانه مثوى الحُب .. ومُهوي القُلوب ..؟؟
فلنقرأ معــاً ،،
؛؛
يا طائـرَ البـانِ ، قَـدْ هيّجـت اشجانـيوزدّتــنــي طــربـــاً يـــــا طــائـــرَ الــبـــانِ
إن كـنـت تـنـدُبُ إلْـفـاً قــدْ فُجـعـت بـــهِفـقـد شَـجـاك الــذي بالبـيـن أشـجـانـي
زدني من النَّوح وأسعدني على حزنيحتـى تـرى عجبـاً مـنْ فيـضِ اجفـانـي
وقِــفْ لتنـظُـرَ مـابــي لا تـكُــنْ عـجــلاًوأحــذر نـفـسـك مـــن أنـفــاس نـيـرانـي
وَطـر لعـلـك فــي أرض الحـجـاز تــرىركـبـاً عـلـى عـالـجٍ أو دون النـعـمـانِ
يـــســـري بــجــاريــةٍ تــنــهــلُّ ادمُــعُــهــاشــوْقــاً إلــــى وَطَـــــنٍ نـــــاءٍ وجــيـــرانِ
نـاشـدتــك الله يــــا طــيــر الـحـمــامِ إذارأيــت يـومــاً حـمــول الـقــومِ فأنـعـانـي
وقُــــل طـريـحــاً تـركـنــاهُ وقــــد فـنــيــتدُمـوعُــهُ وهـــو يـبـكـي بـالــدّم الـقـانـي
ولكن هذا الحب العفيف ، حب الفارس المغوار وبطل قبيلة عببس وحامي ذمارها قوبل بالجفاء من عبلة التي أجمعت معظم كتب الأدب على صدها لـِ عنترة..
وقال وهو يذكر شدة شوقه إلى عبلة وهو يومئذ في العراق عند المنذر ابن ماء السماء
بـردُ نسيـم الحجـازِ قـي السـحـرِإذا أتـــانــــي بــريِــحـــه الــعَــطِـــرِ
الــذُّ عـنــدي مـمّــا حـوتــه يـــديمـــن الّــلآلــي والــمــالِ والــبُــدَرِ
ومِـلـكُ كـســرى ولا أشتـهـيـهِ إذاماغاب وجه الحُبيبِ عن نظري
مــنــازل تـطــلــع الــبُـــدرو بــهـــامـبـرقــعــاتٍ بـظُـلــمــةِ الــشّــعَـــرِ
صـادت فـؤادي منـهـنّ الجـاريـةٌمكـحـولـةُ المقـلـتـيـن بـالـحــوري
تُـريـك مــن ثغـرهـا إذا ابتسـمـتكــأس مُــدامٍ قــد حُـــفَّ بـالــدُّرَرِ
أعــارت الظـبـي سـحــر مُقلـتـهـا
وبـات ليـث الـشَّـرى عـلـى حَــذرِ
خــــــوْدٌ رداح هــيــفـــاءُ فــاتــنـــهتُخجـلُ بالحـسـنِ ابهـجـة القـمـر
يـا عبـل نـار الـغـرام فــي كـبـديتـرمـي فــؤادي بـأسـهُـم الـشَّــرَرِ
يــا عـبـل لــولا الخـيـالُ يطرُقُـنـيقضـيـتُ ليـلـي بالـنَّـوحِ والـسَّـهـرِ
قصة القلب الذي شغفته عبلة حُباً !
ولكن ماذا يفعل عنترة ؟
لقد وجد شفاء نفسه في الحرب وخرج منها بطلا يتكلم عنه التاريخ وألهمته البطولة روائع من القول جعلته من أبرز شعراء الجاهلية إن لم يكن أبرزهم وأحد أصحاب المعلقات وإن كان قد خسر عبلة .
،،،
التى برأيي أنا أنها هى التى خسرته لا هو ،
عنترة وعبلة
عنترة بن شداد العبسي ، بطل حرب داحس والغبراء..
أحب عبلة بنت مالك ابنة عمه، ولكنها كانت حرة، وهو عبدٌ وأمه جاريه اشتراها أبوه.
ولما أتى بالنصر لقومه في حرب داحس فرح أبوه كثيرا وألحقه بنسبه ، ورد عليه حريته فأصبح في عداد الأحرار ، ومحى عن نفسه ذل العبودية ، وتقدم لخطبة عبلة ولكنه رُفض فحز ذلك الأمر في نفسه وتفجر به ينبوع الشعر على لسانه نبعا عذباً ،
فأنشد في حبها قصائد خالدة