إلى الوالد المغبون من فعل ناشىء **** به كان يزهو في الجموع ويعلن
يجود بمال كي يراه بصحة **** ولا يتوانى ، والصغير يدخن
وأم درت أن الغواة مغبة **** ومن يقتفي آثارهم سوف يدمن
تود لو الأسقام تعمي عيونها **** ولا تبصر الشيطان للطفل يفتن
وزوجة رجل صالح وابن صالح **** قضت عمرها تسعى إليه وتحسن
تردى، فأضحى ممسكاً قبل طفلها **** "بسيجارة" للجسم والعقل توهن
ولكنها لا تملك الحل وحدها **** فتسكت من ضعف وعجز وتدهن
كتبت كتابي، مستعيناً بخالقي **** لهم ولمن في حكمهم حيث يسكن
وما نبتغي إلا عسى السوء ينتهي **** ويفنى ، وأن الصالحات تهيمن
فإني بنصر الله للرشد موقن **** وبالفرج الآتي من الله مؤمن
**************
هي قصة العمر الطويل فهاكها **** محبوكة بالنثر والأوزان
أنا لم أبالغ في الحديث، وإن بدا **** ناب يشير إليه كل بنان:
فلأن في التدخين ألف بلية **** ولأنه منذ النشوء بلاني
لو أن موضوع الحديث محبب **** للنفس مثل الموز والرمان
لأتتك قافيتي تقل خواطراً **** تهمي بماء الورد والريحان
وتدب في كسل الكسول إذا به **** جهراً يثير العزم في الركبان
لكنما أقوالنا أحوالنا **** والوصف يتبع حالة الأعيان
فإذا جلست إلى أساطين الهوى **** فتحر ذكر معازف وقيان
وإذا سمعت الميتين وشأنهم **** فتحر ذكر القبر والأكفان
وكذا الضجيج صداه لا يهدي سوى(م) **** الإزعاج والآلالم للآذان
أسمعت يوماً ضجة تنساب من **** أقصى صداها أجمل الألحان
فالحمد لله الذي فطر الوجو د **** على هدى في غاية الإتقان
لو شاء أعمى خطتي وبصيرتي **** أو شاء أصلح حالتي وهداني
فخذ الكتاب ولا ترد بعلة **** فهو الندى في العالم الوسنان
والوابل السيل العرمر فعل من **** يزجي السموم إذا عفا الثقلان
المغريات تنام تحت جفوننا **** والمسكرات تباع بالأطنان
**************
يأتي الفتى في ضعفه وبجهله **** متحمس أعمى من العميان
فيصول بالأفكار أضعف صولة **** مثبورة لا شيء في الميزان
ويظن أن الكون أصبح ملكه **** وهو الغرير بأول الطوفان
**************
جهل خرجنا منه بعد مشقة **** نبغي رحاب العلم والإيمان
فلربما نهدى إلى سبل الهدى **** فنقيم منهجنا بكل مكان
ولربما شطحت بنا أهواؤنا **** فيعوقنا في الدرب جهل ثان
******************
اسأل سؤالك موقناً بجوابه **** ما دمر الإنسان كالدخان
يأتي عليه بكل داء قاتل **** بعد الخمول وفترة الغثيان
كتليف الكبد الخطير ولوثة **** الأعصاب والجلطات والسرطان
وتلوث الدم واختلال الهضم في **** أحشائه وتصلب الشريان
وتلوث الرئتين والبلعوم والشفتين **** (م) والعينين والأسنان
فاحذره واهجر من تراه مدخناً **** لو كان خير الصحب والخلان
وتجنب الداعي لكل مكيدة **** لو حفها بغنيمة ولسان
فالخبث في حركاته والمكر في **** سكناته والشر في الإعلان
أو ما تراه يصوغه بعناية **** ليروق للفتيات والفتيان
فابعد ذوي الإغراء عنك جميعهم **** وتولهم بالصد والهجران
وإذا فعلت فما هجرت سوى الردى **** والهم والنيكوتين والقطران
وانبذ تجارة تاجر متسلط **** لم يرع حق أخوة وكيان
باع الفلاح وساح في أضداده **** ويظنه من ربه بأمان
أو ننطوي حتى نرى أبناءنا **** وبناتنا شيئا من القربان
هذا هو الداء العضال فليتنا **** نفنى ولا فاز الغوي برهان
التبغ لا تبغ به سبل العلا **** فسواك في بغي به ولعان
فإذا تكالبنا عليه فبئس بالــ **** ــــمتكالين بعيدنا والداني
وإذا تجمعت القلوب على الردى **** أضحى الفدا والنصر للشيطان
وإذا تجمعت القلوب على الهدى **** لم تعصف الأوطار بالأوطان
فاختر لنفسك عزها وسموها **** أو هونها ومغبة الخسران
أو تعلم التحريم ثم تعودبعد **** العلم للتدخين والهذيان
هذا هو الخسران في الأموال(م) **** والإيمان والأذهان والأبدان
وكذلك في الأعراض وهي قمينة **** أن لا تشاب بلوثة وصنان
**************
يا أيها الأباء إن صغاركم **** مستهدفون بصارم وسنان
فتحسسوا أخبارهم، وتتبعوا **** خطواتهم لكن بكل زمان
فالعاملان إذا حرصت عليهما **** أحسنت في الإنشاء والنيان
وإذا حرصت على زمانك وحده **** فالداء قد يأتي من الجيران
وإذا حرصت على مكانك وحده **** يأتي الردى في هجعة الأكوان
**************
أو ما ترى الدخان زاد بلاؤه **** وبلاؤه ضرب من الإدمان
قد يخطى الإنسان في أفعاله **** أما المعلم صاحب "العنوان"
فهو القمين بكل فعل خير **** وهو الحريص على هدى الشبان
فإذا رأيت معلماً يبغي الهدى **** ويصد جهراً داعي الخذلان
فاعلم بأنك في رحاب متيم **** بالفضل والإصلاح والإحسان
وإذا رأيت معلماً يزهو به **** في حضرة الزملاء والصبيان
فاعلم بأنك في رحاب متيم **** بالفسق والإفساد والعصيان
**************
ابحث عن الجار الكريم وقم له **** بالعون ضد تكالب الطغيان
واهرب عن الفساق والعاصين (م) **** واتركهم لريب تشاكل وتدان
فتجاوز الفساق والعاصين (م) **** مثل تجاور الزلزال والبركان
أو قل – إذا لم تستسغ ما قلته - **** كتجاور البنزين والنيران
هذا يثور بذا، وهذي تلتوي **** في ذا ، فتفني رغم كل تفان
**************
وأهيب بالإعلام أن يأتي على **** سنن الهدى والحق بالتبيان
وأعيذه – الحب ملء جوانحي - **** من أن يكون هو الرقيب الجاني
فبلادنا تسعى بكل وسيلة **** كي تبني الإنسان في الإنسان
**************
اسمع نصائح مخلص وتولها **** بالفهم والتطبيق في الميدان
ولبعضها أدنى إلى التنفيذ منذ **** بعض بحسب تباين الأذهان
النفس نفسك أعطها قدراتها **** بأمانة فالزود كالنقصان
**************
لن يستقيم لنا البناء وثم من **** يسعى ليعبث في بناء الباني
إن لم تشارك بالذي أوتيت من **** خير ومن علم ومن سلطان
أبداً، فما أديت فيما عشته **** حق النمو وواجب العمران
انصر أخاك ولا تهن لو أنه **** باع الصلات بأبخس الأثمان
إن كان في نصر الأُلى ظلموا ثواب **** ظاهر في الناس والبلدان
وسلامة للمسلمين، فمثله **** نصر الألى ظلموا عظيم الشان
ومقارف الدخان يظلم نفسه **** والآخرين، وفاز بالإذعان
لوساوس الشيطان وهي حفية **** بالمحتفين بها وبالولهان
يبغي السرور فينتشي بسجارة **** فيلفه ليل من الأحزان
الله كم جلب الشقاء لنفسه **** ولأهله والصحب والأخدان
لو أنه أخذ الكتاب بقوة **** وجثا على ما قاله الطبراني
وتبصرت عيناه في سنن الهدى **** وأجلها ما أخرج الشيخان
لتفتحت سبل السلام أمامه **** ولسره ما سطر الملكان
لكنه أضحى يبيع مآثماً **** ويصد أقراناً عن القرآن
فبئس ما يسعى له ولبئس ما **** يحيى له ولبئس بالأقران
**************
ما قام شيء في الوجود لحاله **** من كل شيء – لو ترى – زوجان
والفقر أسوأ ما يقود شبابنا **** للمهلكات بذلة وهوان
أنقاوم السنن التي نحيا بها **** ونصور النكران كالنسيان
ونريده في وثبة عربية **** تقضي على الآفات والأدران
كيف السبيل ونحن من ضراه أن **** يحتار عند تداخل الألوان
لم يدر ما معنى الحياة ولا سعى **** في أي شأن سعية اليقظان
ويقيم في غرف الدراسة حقبة **** يستوعب الكلمات دون معان
عشرون عاماً صامتاً متلقياً **** في رهبة أو رحمة وحنان
فإذا أتى يبغي الحياة وقد مضى **** من عمره – في غفلة – عقدان
غلبت عليه سجية غذي بها **** وبليت بالمتلعثم الحيران
**************
يا أيها المرتاب في قدراته **** انظر إلى الشيطان في رمضان
في قيده متقلب مترنح **** يستجلب الأوهام كالسكران
أعميته من بعد كان مبصراً **** يغدي الأناس كسائر الحيوان
أضحى يقول لنفسه ولجنده: **** هذا الذي أعميت بات يراني
اشدد عليه ولا تحل وثاقه **** فيثور في جيش من الأوثان
**************
كيف السبيل إلى هداية واحد **** قد صير الحمام كالبستان
يتصيد اللحظات كي يلقي التي **** هزمته غير هزيمة الشجعان
يحتار في لمز العيون وحبها **** فتصيده في أخبث الأركان
فيعود منكسر الضمير محطم (م) **** الإحساس ذا هم وذا أشجان
يا مسلماً عرف الحقيقة كلها **** وتقبل البرهان بالبرهان
ورأى تجارب من سموا بعد الهوى **** نفوا الردى عنهم بصلب جنان
نصف الطريق قطعته حتى ولو **** بقيت غصون المثقلات دوان
فالجأ لربك في الصلاة فما لكم **** إلا الدعاء ورحمة الرحمان
هذه نصيحة من تقطع قلبه **** يخشى عليك عقوبة الديان
لو أن ثم مسدداً قصد الهدى **** وعجزت أفعل فعله فهجاني
لشكرته وردعت نفسي جاهداً **** بالحق دون تعاظم وتجان
فإذا قبلت نصيحتي فلذالك من **** حسن الثواب وما فعلت كفاني
وإذا قرأت نصيحتي ونسيتها **** فلأن من أنساك قد أنساني
وإذا غضبت وقلت قولا ثائراً **** فالشأن شأني والحسام يماني