[align=center]
ترعبني تلك السحب الرمادية الداكنة
وانا امشي في أحياء باريس القديمة
لا وجود للشمس في هذا المساء الجميل
من شدة البرد ترتعش أطراف المدينه
حاولت أن اتحايل على هذا الطقس البارد
وأستحضر بالذكريات أشعة الشمس الدافئة

منذ طفولتي كنت أعيش في حلم
أن اسافر فيه الى باريس فاتنة المدائن
اثنا عشر شهراً اعبرها في لمح البصر
منذ تحقق ذلك الحلم الطفولي
وانا اجلس ذات مساء في مقهى الفوكية
مع رشفة قهوة احتسيها مسرعاً
بينما تزاحمني ذكرياتي الى عنقي
أحمل في روحي عطربلادي
التي رحلت منها ذات يوم
والبحار التي قطعتها
أتذكرالمطارات والمحطات
التي حط فيها قلبي
وانتظرت عند بواباتها أحب حبيباتي


وأنا في طريقي الى أعلى "إيفل"
مررت ببعض من شارع "الشانزليزيه"
بدت عيون السماء حبلى بأمطار
على وشك الانهيار والبكاء
وراح البرق يعربدعلى هواه
لا اثر للشمس في هذه المدينه
في هذا المكان الموحش الرهيب
المملوء بالغادون وبالرائحون
المملوء بالانين وبالحنين
اعود مرغما الى حلمي
اريد ان أحلم كما حلمت سابقا ،،ومازلت
اريد ان اداعب خيالي على مرآة المطر
مااجملها هذه الحياة التي رفضتها
رحتُ أُسائل نفسي
ماذا تريد اكثر من شوارع مزحومة بالفرح
وفم يشبه الشهد يلهث باسمك؟
ها أنت في داخل اللذة مثل أي مواطن فرنسي سعيد
هاأنت في مكان جمع بين هيبة الماضي وشموخ الحاضر
متحف (اللوفر) وقلعة (الباستيل) وميدان (الأوبرا)
و (الكونكورد) بمسلّته التي تختال في الفضاء منذ عقود
العالم كله يتغير، وانت وحدك
من يمشي عكس اشارات المرور
ماذا دهاك؟ الطرق كلها تؤدي الى الجمال
وطريقك وحده الذي يخطوالى اللاجمال
الا تريد أن تمتع نفسك مرة واحدة طوال حياتك؟
أجل، كل الطرق تؤدي الى الجمال والمتعة والأمان

لكنني سأمشي في ذكرياتي الى آخرالشوط
قد اجلس ذات مساء في مقهى
احتسي فيه القهوة تحت قوس النصر
وأنام في فندق "جراند بالاس"
لا يهمني كل ذلك
فالغربه تؤدي جميعها الى الكآبة
الليلة لا احد معي غير ذكرياتي
لم تبق عندي سوى الساعة الخامسة والعشرون
كل ثانية تمر هذه الليلة توازي ليلة هناك
في بلداحتسي دموعي على ذكرى اهله
وأمنّي النفسَ بجوار دافئ معهم
يبدّدُ صقيعَ الأسئلة الراكدة في أعماقي
تركت ورائي فاتنة المدائن
تبكي طيبتي وأخطائي
قلت وداعا يا ليل باريس
يا أحلى ضياءات الكرة الارضية
ورجعت فعلا الى الامل
الذي أعيشه الآن

[/align]