مبادئي لاتسمح لي
كثيرا مانسمع : مبادئي لاتسمح لي .

فماهي تلك المبادئ التي يعنيها أصحابها ؟؟

تذكرت يوما جلست فيه وأمي كان الحديث كالبذور وقتها شعرت بها تعلمني كيف يجب أن أتعامل وكيف أتصرف وكيف أتعلم .


جميل أن نقر بمبادئ في دواخلنا ونقتنع بها ونؤمن بثباتها ونكون على يقين بأنها حق وسواها لايستحق .

لا خلاف فالكذب ليس مقبولا ولا يجوز أن نكذب لنصل .

ولا خلاف أن المسئولية حمل على عواتق أصحابها .

ولا جدل في أن المجاملة أخت الكذب الشقيقة والتي تمتلك نفس الجينات بالوراثة .


ولا جدل أن الاعتراف بفضل الآخرين من شيم الكرام .

كما لا جدل أن الصعود على أكتاف الغير من أفعال اللئام .

ولاخلاف أيضا في كون النقد متقبلا من المحب والحاقد ومن القريب والحاسد .

كما لا خلاف أن ثقافة المجتمع الرجعية تستحق التأمل والوقوف ثم التعديل .


ليس هناك سقف للثوابت في حياتنا لذا وجب أن نعلم أن ما نؤمن به يجب أن نطبقه فليس كل متحدث عن المبادئ صاحب مبدأ .

هناك من يتحدث
وهناك من يراقب
هناك من يتصنع
وهناك من يحاسب

والسؤال لا يزال :

هل كل صاحب مبدأ ثابت عليه ؟
وهل كل من ينادي بها صادق؟


بل والأجدر بنا أن نتأمل :
هل كل من يؤمن بمبادئه يطبقها ويمثلها قولا وفعلا ولكن !!!

أرى الصادق يكذب بحرفنة تصنع منه كاذبا بمبررات تبيح الكذب .

وأرى المسئول أكثر الناس بعدا عن تحمل مسئولية أفعاله وأكثرهم حرصا على اللامسئولية أراه يقول ما لايفعل ويفعل ما لا يقول ثم يحزن ليقول: (المخرج أرادها كذلك ) ويجب أن يعذره الجميع لأن هناك مسئول فوقه يجبره أن يكون منافقا ومهام عظام تجبره أن يكون غبيا .

وهناك من يكذب ويصانع ويصنع للآخرين قصورا من الرمال ويحرق كثيرا من وقته ليبكي على الصدق الذي افتقده وقد قتله هو مع سبق الإصرار والترصد .

وهناك من يظن أهل الأرض جميعا متفرجين عليه فلا فضل لأحد عليه ولا أصدقاء ولا إخوة أعانوه ولو بقي وحيدا يرسم لوحة عن تهرب الآخرين من مواجهة نجاحاته الباهرة التي كانوا جزءا منها لكنه رفضهم ووافق عليها.

كماأن هناك من يكدح لبلوغ غاياته لكنه سرعان مايجد من يتجاوزه بسهولة ناسيا المبدأ صاعدا على أكتاف الغير بسهولة.

وبعضهم يؤمن بالنقد لكن الأقرب إلى الغزل فلا وقت لتقبل أعباءالنقد الأخرى.


سيئ جدا أن نضع المبادئ داخل صندوق مغلق نبدأ استعراضها عند النقاش فحسب أما عدا ذلك فهي تحف ثمينة أبدا لاتتجاوز ذلك الصندوق المغلق.


سألت نفسي كثيرا فوجدتها صامتة متألمة على كثير من المبادئ التي تحتفظ بها داخل صندوقها المغلق وأخشى ما أخشاه أن أبحث عنها ذات يوم فلا أجدها أو لا أجد نفسي في البحث عنها أو قد يظل صندوقي مغلقا حتى أقتني غيره ليتماشى وأبجديات الحياة القادمة وأنسى صندوقي المغلق ومابداخله من نفائس .





فهلا فتحنا تلك الصناديق وأخرجنا ما بداخها من نفائس فمن العار أن نعلم ونتجاهل وأن نتكلم بما لا نفعل !!