معاشر المؤمنين الصائمين ..
اعلموا أثابكم الله أن رمضان شهر الجود والإحسان ، وهكذا كان حال نبيكم صلى الله عليه وسلم فيه فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسله) . فاقتدوا ايه الاخوة بنبيكم ، وتعاهدوا المحتاجين بالبر والرحمة والإحسان ، فإن من فطّر صائما كان له مثل أجره ، وتفقدوا المحتاجين لاسيما المتعففين الذين لا يسألون الناس إلحافا وأغيثوا المستضعفين في بلاد المسلمين وأعينوهم بما أفاء الله عليكم ، وصلوا أرحامكم وأحسنوا لجيرانكم ، ورمضان شهر التلاوة والذكر والقرآن ، فأقبلوا على كتاب الله ربكم ، فإن الصيام والقرآن قرينان يشفعان للمرء يوم القيامة ، وقد كان السلف الصالح إذا جاء رمضان التزموا مصاحفهم وتركوا ما سواها يتلون القرآن آناء الليل وأطراف النهار ، واستكثروا أثابكم الله فيه من الخيرات وفعل الطاعات وعمل الصالحات فإن الثواب في رمضان جزيل ، والحسنات مضاعفة فتنافسوا فيها ففي ذلك فليتنافس المتنافسون ولمثل هذا فليعمل العاملون ، وإنما هو _ كما وصف ربنا جل وعلا _ " أياما معدودات " سرعان ما تنقضي أيامه وتطوى لياليه ، فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله ، والسعيد من فاز برحمته ورضوانه ، هذا وصلوا وسلموا على الحبيب محمدا صلى الله عليه وسلم وعلى أله وصحبه أجمعين .