مرثية ابوتمام في قائد الجيش ضد الروم محمد ابن حميد الطوسي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه القصيده هي لإبي تمام وهي من عيون الشعر العربي في الرثاء
قالها في البطل الجواد المجاهد / محمد ابن حميد الطوسي قائد الجيوش اللتي
كانت تجاهد ضد الروم في عهد الخليفة العباسي المعتصم
وفي إحدى اشرس معاركه مع الروم تكسّرت في يده ذلك اليوم تسعة اسياف
واستشهد في نهاية المعركه مقبلاً غير مدبر صابراً محتسباً
وكان عمره حينها 32 سنه فرثاه ابو تمام بهذه
القصيدة اللتي صارت من عيون الشعر العربي في الرثاء وسارت بها الركبان حتى
وصلت إلى مسامع المعتصم فلما سمعها بكى وقال ياليتني كنت المقتول
كذا فليجلّ الخطبُ وليفـدح الأمـرُ*** فليس لعينٍ لم يفـض ماؤهـا عـذرُ
توفيـت الآمــال بـعـد محـمـدٍ*** وأصبح في شغلٍ عن السفر السفـرُ
وما كان إلا مـال مـن قـل مالـه*** ذخراً لمن أمسى وليس لـــه ذخـرُ
ألا في سبيل الله مـن عطّلـت لـه *** فجـاج سبيـل الله وانثغـر الثغـرُ
فتـىً كلمـا فاضـت عيـون قبيلـةٍ *** دماً ضحكت عنه الأحاديث والذكـرُ
فتى دهـره شطـران فيمـا ينوبـه *** ففي بأسه شطرً وفي جـوده شطـرُ
فتى مات بين الطعن والضرب ميتـة *** يقوم مقام النصر إن فاتـه النصـر
وما مات حتى مات مَضربُ سيفـه *** من الضرب واعتّلت على القنا السمرُ
غدا غـدوة والحمـد نسـج ردائـه *** فلم ينصـرف إلا وأكفانـه النصـرُ
تردى ثياب الموت حمراً فما دجـى *** له الليل إلا وهي من سُندسٍ خضـرُ
مضى طاهر الأثواب لم يبق روضةً *** غداة ثـوى إلا اشتهـت أنّهـا قبـرُ
عليـك سـلام الله وقـفـاً فإنـنـي *** رأيتُ الكريم الحُرّ ليس لـه عمـرُ
رد مع اقتباس
