أحترمك.


"الرجل الذي يحمل معتقدات يعادل ألف رجل لا يحمل سوى المصالح" هكذا لخض جون ستيوارت ميل الاقتصادي البريطاني تجربة الحياة في تصنيف الرجال، وقيمتهم، والمرأة مثله تماما في ذلك..


قد يبهرك شخص ما بنشاطه وهمته في وقت ما، حتى يخطف بصرك، ويأخذ قلبك، ويظل يصهل في خاطرك، وبعد فترة وجيزة يسقط من فرسه فجأة مضرجا بدماء غريبة!! تلوثت بمصالح شخصية في أعمال إنسانية، فأودت بها في الحضيض بلا نبضات..


إن الإنسان يسعى في مصالحه بطبيعته، ولكن المعتقد يحول المصالح في حساب المعتقدات، فتختلط الحسابات (بلغة الاقتصاد)، فلم يعد قادرا على التفريق بين عملات مصالحه الشخصية، وعملات معتقداته التي ملكت عليه فؤاده، فلا يفكر في سواها، وملكت عليه لسانه؛ فلا ينطق إلا بمصالحها، وملكت عليه جوارحه؛ فلا يعمل إلا في حدودها..



وإذا ابتليت بصاحب (وصولي) أو (مصلحي)، فقد وقعت في شرك فهو لن يدعك حتى يمتص رحيقك، وفي لحظة ما سوف يطير عنك إلى غيرك، ولن يلتفت إليك ولو رآك في أمس الحاجة إليه.

إن الأمة اليوم تعبت من أصحاب المصالح والفساد، وتعطشت إلى رجال عقيدة، يحبون ربهم ويؤمنون به، ويعلمون دينهم ويعملون به، ويعشقون أعمالهم عشقا صادرا عن إيمانهم بأنها جزء من معتقدهم، ولذلك سيحرصون على حسن أدائها، ويضحون في سبيل نجاحها ووصولها إلى أهدافها..

إنهم إذا أرادوا شيئا أصبح لديهم بقدر الهواء الذي يتنفسونه، ولذلك فإنهم يحصلون عليه.. هؤلاء هم الذي يحققون أهدافهم، ويرفعون رايات أوطانهم، ويحققون لأممهم العلاء والتقدم والقوة..




د//خالد الحليبي